حرمان الرزق لا يعني أن الله لا يحبك
مجتمع رجيم / الموضوعات الاسلامية المميزة .. لا للمنقول
لا تحزن إذا ضاق عليك الرزق فليس كل من وسع الله رزقه أكرمه..
قال الله -تعالى-:
(فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ *
وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ * كَلَّا)
[الفجر: 15-16]
أي ليس كل من أعطيّته ونعمّته وخولّته فقد أكرمته،
وما ذاك ولكنه ابتلاء مني وامتحان له
أيشكرني فأعطيه فوق ذلك؟ أم يكفرني فأسلبه إياه وأخوّل فيه غيره؟
وليس كل من ابتليته فضيقت عليه رزقه وجعلته بقدر
لا يفضل عنه فذلك من هوانه عليّ ولكنه ابتلاء وامتحان
مني له أيصبر فأعطيه أضعاف أضعاف ما فاته من سعة الرزق؟
أم يتسخط فيكون حظه السخط؟
فرد الله -سبحانه- على من ظن
أن سعة الرزق إكرام وأن الفقر إهانة، فقال:
لم أبتل عبدي بالغنى لكرامته عليّ، ولم أبتله بالفقر لهوانه عليّ،
فأخبر أن الإكرام والإهانة لا يدوران على المال وسعة الرزق وتقديره،
فإنه -سبحانه- يوسع على الكافر لا لكرامته،
ويقتر على المؤمن لا لإهانته، إنما يكرم من يكرمه بمعرفته ومحبته وطاعته،
ويهين من يهينه بالإعراض عنه ومعصيته،
فله الحمد على هذا وعلى هذا وهو الغني الحميد، فعادت سعادة الدنيا والآخرة إلى
(إياك نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ).
مدارج السالكين بين منازل (إياك نعبد وإياك نستعين)
---------------------------------------
صفحة (225 / 226) من كتاب
المفاتيح الذهبية للسعادة الأبدية
من درر ونفائس إبن قيم الجوزية
المجموعة الأولى
الطبعة الثانية
في رعاية الله أحبتي