دعاء نصف شعبان - المنجيات السبع

مجتمع رجيم / الاحاديث الضعيفة والموضوعة والادعيه الخاطئة
كتبت : ام ناصر**
-
وهذه بعض فتاوى أهل العلم في حكم ليلة النصف من شعبان


اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
س 8: ما هو الدعاء الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة النصف من شعبان،
وهل من السُنَّة إحياء هذه الليلة بالتجمع في المسجد والدعاء بدعاء معين والتقرب إلى الله؟

ج 8: لم يثبت في تخصيص ليلة النصف من شعبان بدعاء أو عبادة دليل صحيح،
فتخصيصها بذلك بدعة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة» .



الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله-:

السؤال:
ما حكم صيام يوم النصف من شعبان، وقيام ليلة النصف من شعبان، والدعاء الذي يقال في هذه الليلة؟
الجواب:
هذا ضعيف ليس له أصل صحيح؛ فلا يستحب صيام يوم النصف،
ولا يستحب قيام ليلة النصف لعدم ثبوت الأحاديث في ذلك، وقد كتبنا في هذا عدة كتابا .

الشيخ الألباني -رحمه الله-:

السائل: في عندي سؤال بالنسبة للصوفية: دعائهم في ليلة النصف من شعبان وقيامهم في هذه الليلة وصيامهم لصبيحة ليلة النصف من شعبان؛ ما بعرف شو رأي فضيلتكم بالنسبة لهذه الجماعة؟

الشيخ: معروف عند أهل السنة حقًا: أن قيام ليلة النصف من شعبان، وصيام نهار نصف شعبان؛
هما أمران مبتدعان غير مشروعين،

وذلك لسببين اثنين:

السبب الأول: أنه لم يُنقل عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعن أصحابه
وبقية السلف الصالح أنهم كانوا يهتمون بإحياء هذه الليلة وبصيام نهارها الذي يليها؛
هذا هو السبب الأول،

ونحن نعتقد جازمين غير مرتابين ولا مترددين أن: كل خير في اتباع من سلف، وكل شر في إبتداع من خلف،
ويترتب من وراء ذلك أن كل عبادة حدثت بعد هؤلاء السلف الصالح فهي بدعة،
وقد أطلق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الضلالة على كل بدعة مهما كان شأنها،
ومهما زخرفها وزينها أصحابها؛ فالأمر كما قال رجل من أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام
ومن أتقاهم ومن علمائهم ألا وهو: عبد الله بن عمر بن الخطاب –رضي الله عنهم- الذي قال:
(كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة)
هذا الأثر الصحيح الثابت عن ابن عمر هو تفسير واضح جدًا مؤكد لعموم قوله عليه السلام: (كل بدعة ضلالة)؛
فهو يقول بلسان عربي مبين: (كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة)،
وإذا كان الأمر كذلك فصيام نصف شعبان، وقيام ليلة النصف أمران محدثان لم يكونا في عهد السلف الصالح؛
هذا أولاً.

ثانيًا: إن الذين يستحسنون الاعتناء بصيام يوم النصف من شعبان وقيام ليلة النصف يعتمدون على حديث إسناده ضعيف جدًا؛
وهو مما رواه ابن ماجه في سننه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
قال- وهذا مما لا يصح نسبته إلي النبي صلى الله علي وسلم-:
(إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها)
ثم ذكر فضيلة بالغ فيها الراوي الذي زُيَّن له سوء عمله أن ينسب هذا الحديث إلي نبيه صلى الله عليه وسلم
ومن ذلك أنه غُفِر له أي في ذلك اليوم كذا وكذا من الذنوب والمعاصي؛
فهذا الحديث شديد الضعف لا يجوز العمل به حتى عند الذين يظنون أنه يجوز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال؛ لأنهم يشترطون شروطًا منها:

ألا يشتد ضعفه، وهذا الحديث ضعفه شديدًا؛ يضاف إلي ذلك بالنسبة لصيام يوم النصف
قوله عليه السلام الثابت عندنا نسبته إليه: ( إذا كان النصف من شعبان فلا صوم حتى رمضان)
( إذا كان النصف من شعبان فلا صوم حتى رمضان).

ولاشك أن يوم الخامس عشر هو من النصف من شعبان وبخاصة حينما يكون شعبان ناقصًا؛
حينما يكون تسعة وعشرون يومًا؛ فيكون في هذه الحالة هو النصف بالتأكيد؛ فلا يجوز صيامه.

إذًا الذين يهتمون بصيام يوم النصف من شعبان أخطأوا مرتين؛
بل نستطيع أن نقول ثلاث مرات؛ لكن إحدى الثلاث نقول بتحفظ؛ أخطأوا مرتين؛
لأنهم عملوا بالحديث الضعيف جدًا؛ وإذا قالوا نحن لسنا بحاجة إلي هذا الحديث؛
جاءت المرة الثالثة التي أشرنا إليها وهي أنهم ابتدعوا في دين الله ما لا أصل له،
والمرة الثالثة وهي واضحة جدًا أنهم خالفوا الحديث الصحيح الذي قاله عليه السلام وذكرته لكم آنفًا:
( إذا كان النصف من شعبان فلا صوم حتى رمضان)

فلا ينبغي الاهتمام بليلة النصف إطلاقًا؛ لأنه لم يصح في فضلها شيء مطلقًا،
ولأن السلف الصالح لم يُنقل عنهم هذا الاهتمام الذي نسمعه الآن من هؤلاء الخلف.


أما النصف من شعبان فبالإضافه إلي أن الحديث المذكور آنفًا لم يصح؛
فقد صح عكسه وخلافه وهو: ( إذا كان النصف من شعبان فلا صوم حتى رمضان)

ومن العبرة في هذه المناسبة: أن نجد عامة الناس مع الأسف الشديد يهتمون ببعض العبادات التي لم تصح
لارواية ولا دراية ما لا يهتمون بالعبادات التي صحت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
ولا خلاف بين علماء المسلمين في شرعيتها؛
فيهتمون بما لا يجوز الاهتمام به، ويعرضون عن ما ينبغي الاهتمام به؛
وهذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين إن شاء الله.

الشيخ بن عثيمين –رحمه الله-:
حكم ما يفعل ليلة النصف من شعبان

السؤال:
هل هناك سنة مشروعة في ليلة النصف من شعبان, فقد رأينا نشرة مضمنة ببعض الأحاديث في فضل هذه الليلة,
قد صحح بعض هذه الأحاديث بعض المحدثين؟

الجواب:
الصحيح أن جميع ما ورد فضل ليلة النصف من شعبان ضعيف لا تقوم به حجة, ومنها أشياء موضوعة,
ولم يعرف عن الصحابة أنهم كانوا يعظمونها, ولا أنهم كانوا يخصونها بعمل,
ولا يخصون يوم النصف بصيام,
وأكثر من كانوا يعظمونها أهل الشام -التابعون ليس الصحابة- والتابعون في الحجاز أنكروا عليهم أيضًا,
قالوا: لا يمكن أن نعظم شيئًا بدون دليل صحيح.

فالصواب: أن ليلة النصف من شعبان كغيرها من الليالي، لا تخص بقيام, ولا يوم النصف بصيام,
لكن من كان يقوم كل ليلة, فلا نقول: لا تقم ليلة النصف, ومن كان يصوم أيام البيض
لا نقول: لا تصم أيام النصف, إنما نقول: لا تخص ليلها بقيام ولا نهارها بصيام.
الصفحات 1  2