تدبر سورة الحج دكتورة رقية العلواني3( لماذا يا ربي الإيمان بالبعث؟)

مجتمع رجيم / النقاش العام
كتبت : عبير ورد
-
العلواني3( بالبعث؟) 1486671400583.gif




العلواني3( بالبعث؟) 23131733_15165294917

على الرغم من أن قضية البعث وقضية يوم القيامة قضية محسومة تماماً لا جدال فيها، على الرغم من كل ذلك إلا أن هناك صنف من البشر يجادل ويحاجج بغير الحق في وقوع ذلك اليوم العظيم، لماذا يجادل يا رب؟
يجادل بغير علم ليس لديه حجة قوية ليس لديه دليل على ما يتوهم من عدم وقوع ذلك اليوم العظيم ويتبع كل شيطان مريد، إتباع الهوى إتباع الشيطان الذي يدلي للإنسان بغرور ويمنّيه ويعده (وما يعدهم الشيطان إلا غرورا).

يعد الإنسان بأن يوم البعث لا يمكن أن يأتي، يعد الإنسان بأنه لا حياة بعد الموت، يعد الإنسان بأنه من المستبعد تماماً أن تعود الحياة للإنسان بعد موته، قضية في غاية الخطورة ولذا كان الإيمان بالبعث قضية محورية الإيمان بالبعث ركن من أركان الإيمان. لا يتم إيمان الواحد منا أبداً إلا بالإيمان بالبعث.

لماذا يا ربي الإيمان بالبعث؟
ولماذا كان الإيمان بالبعث على هذه الدرجة من الأهمية؟
الإيمان بالبعث قضية مصيرية قضية تعتمد عليها كل الأعمال التي يقوم بها الإنسان في الحياة الدنيا، في دار العمل، الحياة. أنا لا أستطيع أن أعيش وأقدم العمل الصالح الطيب الخيّر وقد لا أجد ثمرة له في الدنيا دون أن يكون لدي رصيد كافي ويقين من الإيمان بالبعث.

ودعونا نقف عند مثال واحد فقط: من منّا في الحياة التي نعيشها اليوم في حاضرنا من منا لم تمر عليه ساعة استشعر فيها وقفاً قد وقع عليه فيه ظلم؟
موقفاً قد بُخِس فيه حقه؟
موقفاً نال منه شخص بغير حق وشعر بمعنى الظلم حقاً. من منا لم يشعر في لحظات في حياته أنه لا بد أن تكون هناك محكمة عادلة محكمة لا تقوم على أساس إختبارات البشر ولا على أساس أحكام البشر ولا على تصوراتهم؟ من منا لم تمر عليه لحظة من لحظات الدنيا لم يستشعر بحاجته إلى عدالة السماء؟ من منا لم يستشعر بأن هذه الأرض التي نعيش على ظهرها ينقصها عدالة وعدل حقيقي عدل غير خاضع لأهواء البشر عدل غير خاضع لمصالحهم عدل مطلق وليس عدلاً نسبياً، من منا لم تمر عليه هذه اللحظات؟

الإيمان بالبعث هذا الركن العظيم هو الذي يجعل هذه الأحاسيس ووهذه المشاعر تقف عند الحد الذي ينبغي أن تقف عنده بمعنى آخر أني حتى حين يقع عليّ ظلم ولا أستطيع أن أرده لسبب أو لآخر أشعر بأن هناك عدالة وبأن هناك جزاء وأن هناك محكمة ستأتي لا محالة، محكمة يوم القيامة.

من منا لم يستشعر بالحاجة إلى عدالة الله المطلقة؟ من منا لم يستشعر بالحاجة إلى الله سبحانه وتعالى الحَكَم العدل الذي لا يماري ولا يداهن أحداً من خلقه؟ من منا لم يقل في يوم من الأيام بصدق وبحاجة وبخشوع وتضرع يا رب خذ لي الحق الذي قد انتُهِب أو اختُلس مني؟ من منا لم يشعر بهذه الحاجة؟

الإيمان بالبعث يخفف وطأة وقائع الحياة وما يدور حولنا من أحداث على نفوسنا على قلوبنا يشعرنا بحقيقة قد نغفل عنها أحياناً أن هذه الدنيا التي نعيش فيها هي دار عمل وليست دار جزاء، أنا قد أعمل أعمالاً صالحة عظيمة وكبيرة ولكني لا أجد ثمرة لهذا العمل لسبب أو لآخر.

العلواني3( بالبعث؟) 1486671400624.gif


التالي
السابق