تركيا: المطالبة رسمياً بتسلم القيادي السوري الكردي المعتقل في براغ

مجتمع رجيم / الأخبار المصورة
كتبت : ايه الحسينى
-
القيادي -7886طلبت أنقرة من السلطات التشيكية الأحد تسليمها القيادي السوري الكردي البارز صالح مسلم غداة توقيفه في براغ تنفيذاً لمذكرة صادرة ضده من تركيا، حيث يواجه اتهامات بالإرهاب. وكانت حركة المجتمع الديموقراطي، ائتلاف أحزاب غالبيتها كردية تتولى ادارة مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد في شمال سوريا، أعلنت في بيان نشر في بيروت توقيف مسلم ليل السبت في العاصمة التشيكية.

وأفاد البيان بأن “عناصر انتربول في انقرة أُبلغوا بالتوقيف. وستتخذ الشرطة الإجراءات المرعية وفق القانون”.

وأكدت الشرطة التشيكية في بيان أنها تعتقل أجنبياً في الـ67 من العمر بعد توقيفه السبت بناء على بلاغ تركي إلى الشرطة الدولية انتربول.

وأفاد نائب رئيس الوزراء والناطق باسم الحكومة التركية بكر بوزداغ “نتمنى أن يتم تسليمه” لتركيا، في إشارة إلى الرئيس المشارك السابق لحزب الاتحاد الديموقراطي السوري الكردي صالح مسلم الذي اعتقل في براغ السبت.

وأوضح بوزداغ أن بلاده وتشيكيا منضويتان في الاتفاقية الأوروبية لتسليم المطلوبين.

وقال إن وزارات الخارجية والداخلية والعدل ستعمل مع السلطات التشيكية في هذا الملف.

وأفادت وزارة العدل التركية في بيان بأن “الجهود بدأت لتسليم مسلم” إلى تركيا التي يواجه فيها”ثلاثين عقوبة بالسجن المؤبد” إذا حوكم.

وذكرت أنه إذا أبقته محكمة تشيكية في السجن، فستطلب تركيا رسمياً من براغ تسليمه بموجب الاتفاقية الأوروبية لتسليم المطلوبين.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمام حشد من انصاره في شانلي أورفا، جنوب تركيا: “اعتقل القيادي في حزب الاتحاد الديموقراطي، ونأمل أن تسلمه جمهورية تشيكيا لتركيا”.

وانتقدت حركة المجتمع الديموقراطي في بيان إصدار تركيا “مذكرات اعتقال ضد شخصيات وطنية من أبناء شعبنا كان آخرها ما صدر ضد السيد محمد صالح مسلم الرئيس المشارك السابق لحزب الاتحاد الديموقراطي وعضو لجنة العلاقات الدبلوماسية في حركة المجتمع الديمقراطي حالياً، الذي اعتقل ليلة أمس في براغ”.

وتعتبر أنقرة حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي وجناحه العسكري وحدات حماية الشعب الكردية “منظمة إرهابية” وتعدهما امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً ضدها على أراضيها منذ عقود.

وسبق للنيابة التركية أن طلبت في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2016، إنزال 30 حكماً بالسجن المؤبد ضد مسلم و67 آخرين اتهمتهم بالتورط في اعتداء في أنقرة.

لكن القيادي السوري الكردي نفى أي علاقة له بالاعتداء.

ويرد اسم مسلم على قائمة أشخاص مطلوبين من وزارة الداخلية التركية التي عرضت مكافأة بقيمة 860 ألف يورو مقابل توقيفه.

في حال سلمت براغ مسلم لتركيا، فمن شأن ذلك أن يشكل الاعتقال الثاني الأكثر أهمية لمسؤول كردي في تركيا بعد اعتقال رئيس حزب العمال الكردستاني عبدالله اوجلان في 1999.

وقال قيادي كردي في براغ الأحد إن “توقيف مسلم يأتي في اطار التصعيد التركي العام ضد الأكراد وليس فقط في عفرين” حيث تشن أنقرة مع فصائل سورية موالية لها هجوماً منذ أكثر من شهر يستهدف المقاتلين الأكراد.

وأوضح أن مسلم كان موجوداً في براغ و”يشارك في مؤتمر دولي يتم برعاية دول كبرى بينها الولايات المتحدة” ويعقد وفق قواعد “تشاتام هاوس” للمناظرات السياسية التي تنص على وجوب منع كشف هوية أو انتماء المشاركين.

وأوضح أنه خلافاً لقواعد المؤتمر: “التقط مشارك تركي صورة لمسلم، وسربها إلى الإعلام التركي الذي نشرها”.

وتنقل مسلم في أوروبا بحرية في السنوات الأخيرة، ما أثار تساؤلات حول قرار السلطات التشيكية التحرك الآن لتنفيذ مذكرة التوقيف التركية.

وبدأت تركيا في 20 يناير(كانون الثاني) بدعم من مقاتلين في فصائل معارضة سورية عملية عسكرية لطرد وحدات حماية الشعب الكردية من معقلها في عفرين في شمال سوريا.

وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، امتداداً لحزب العمال الكردستاني.

وشكلت قوات سوريا الديموقراطية رأس حربة في مكافحة تنظيم داعش في سوريا.

وازداد الوضع تعقيداً مع انتشار قوات موالية للنظام السوري في المعقل الكردي، فيما كانت وسائل الإعلام الرسمية السورية أعلنت اعتباراً من الاثنين عن اقتراب دخولها عفرين للتصدي للهجوم التركي.