حلول عسكريّة وقانونية واقتصادية أمام الغرب لإيقاف الأسد وحلفائه

مجتمع رجيم / الموضوعات المميزة فى العلوم الطبيعية
كتبت : بتول الغلا
-
واقتصادية -8372على الرغم من سقوط أكثر من 500 قتيل في الغوطة الشرقيّة خلال الأسبوع الماضي، كتب مدير السياسة الخارجية في مركز الإصلاح الأوروبي آيان بوند أنّ ذاك الأسبوع كان أهدأ من المعتاد في سوريا. وأوضح في صحيفة غارديان البريطانية أنّه ومنذ إطلاق نظام الأسد الحرب الأهلية داخل سوريا، قُتل حوالي 500 ألف شخص، أي أكثر بكثير من 1000 شخص في الأسبوع الواحد.

على الاتحاد الأوروبي والدول القريبة منه أن يصعّد العقوبات على شركات وأفراد روس متورطين في النزاع، ومن بين هؤلاء من هو مشمول أساساً بعقوبات مرتبطة باجتياح أوكرانيا عام 2014

ويشير إلى أنّ الوحشية تنتصر في سوريا لأنّ الديموقراطية الغربية تخاف من مواجهتها فيما لن تثني أعداد الضحايا روسيا وإيران عن استمرارهما في مدّ الدعم له. ومنذ 2011، استخدت روسيا حق النقض ضد 11 مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو إلى وقف إطلاق النار في سوريا. ويوم السبت، وافق مجلس الأمن الدولي أخيراً على هدنة لمدة شهر في البلاد، وبالإجماع.

كعضو دائم في مجلس الأمن، تتمتع روسيا بمسؤولية خاصة في الحفاظ على الأمن والسلام الدوليين. لكنها عوضاً عن ذلك، حمت الأسد في نيويورك إزاء مواجهة تداعيات تصرفاته بما فيها استخدام الأسلحة الكيميائيّة، الهجوم المتكرر على المستشفيات وجرائم حرب أخرى موثقة بطريقة صلبة. لقد كان ردّ الغربيين على الفظائع في سوريا هو نفسه دوماً: المزيد من البيانات المتحسرة والمستنكرة والداعية إلى إنهاء العنف. خلال أول سنتين على اندلاع النزاع، أصدر الاتحاد الأوروبي بياناً كل أسبوع كمعدل عام، قبل أن تخف تلك الوتيرة لاحقاً. واستشهد الكاتب بتوصيف المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين لإدارة هذه الحرب بأنها مخزية إلى أقصى حد والفشل بإنهائها بكونه فشلاً صارخاً للديبلوماسية العالمية.

عدم التحرك اشتراك في المجزرة
يشير بوند إلى أنّه بات من السهل بعد سبع سنوات القول إنّه ما عاد بالإمكان فعل أي شيء. يمكن للدول الغربية ببساطة القبول بأنّ المذبحة مستمرة حتى تستطيع روسيا وإيران التخلص من جميع أعدائهما. لكن الامتناع عن فعل أي شيء في مواجهة المجازر لا يعفي الغرب من تحمل جزء من المسؤولية في إراقة الدماء كما حصل في رواندا والبوسنة. على الزعماء الغربيين أن يفكروا أيضاً بالتأثير الذي سيطال مصالهم الخاصة إذا استطاع الأسد وحلفاؤه تحقيق الانتصار وإعادة فرض الحكم الاستبدادي لنظامه على امتداد البلاد. فسوريا ليست معزولة عن جيرانها أو عن أوروبا. هنالك 5.5 مليون لاجئ خارج البلاد و6 ملايين نازح داخلها. وبغض النظر عن المساعدات التي قدمها الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وغيرهما لهم، فإنّ أولئك اللاجئين لن ينظروا بعين الامتنان إلى هذه الأطراف التي لم تعالج مصدر معاناتهم. وسيكون اللاجئون عرضة للاستغلال من المتطرفين كما أنّ الدول التي تستضيف أعداداً كبيرة منهم مثل الأردن ولبنان وتركيا ستكون عرضة لزعزعة الاستقرار.

حلول قانونية واقتصادية
بالحدّ الأدنى، سيكون على الغرب وحلفائه في المنطقة أن يبذلوا مزيداً من الجهد لإنهاء حصانة الزعماء السوريين وحلفائهم. في ديسمبر (كانون الأول) 2016، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بإنشاء هيئة من أجل المساعدة في التحقيق بجرائم الحرب في سوريا ومحاكمتهم. إنّ دولاً مثل المملكة المتحدة والتي مررت قوانين تسمح بمحاكمة مسؤولين عن جرائم حرب ارتُكبت في دول أخرى، يجب أن تعمل مع الهيئة لفتح هذه الملفات في أسرع وقت ممكن. إذا كان من أدلة على أنّ قوى روسية أو إيرانية منخرطة في ارتكابات كهذه، فيجب أن تُحاكم. إضافة إلى ذلك، على الاتحاد الأوروبي والدول القريبة منه أن يصعّد العقوبات على شركات وأفراد روس متورطين في النزاع، ومن بين هؤلاء من هو مشمول أساساً بعقوبات مرتبطة باجتياح أوكرانيا عام 2014. لكن على الاتحاد الأوروبي أن يزيد الضغط مع تجميد الأصول وتشديد القيود على الشركات الأوروبية كي تمتنع من التعامل مع الكيانات الروسية التي تنشط في سوريا.

حل عسكري
يضيف بوند أنّه على ضوء التطورات الأخيرة في الأسابيع القليلة الماضية، يجب على القادة الغربيين إعادة النظر بترددهم في مهاجمة القوات المسؤولة عن العديد من الفظائع. حين هاجم متعاقدون روس قاعدة شرق سوريا تحت حماية القوات الأمريكية، قتلت واشنطن عدداً كبيراً منهم، فاختارت روسيا إخفاء عدد قتلاها عوضاً عن الردّ على الأمريكيين. وحين ردت إسرائيل على إسقاط سوريا لمقاتلة أف-16 عبر تدمير نصف الدفاعات الجوية السورية، لم يقم الروس بمنع الاعتداء. إنّ النجاح الإسرائيلي يشير إلى أنّ القادة العسكريين الغربيين كانوا يبالغون في إظهار قوة الدفاعات السورية لتبرير عدم قصف أهداف للنظام في أوقات سابقة. وتشير هاتان الخسارتان للنظام والروس إلى أنّ حملة مخططاً لها بشكل جيد يمكن أن تدمر الكثير من قدرات النظام وتؤمّن له دافعاً كي يبحث عن حل سلمي.

يكذبون
وذكّر بوند باستراتيجية شبيهة عبر ضربات استخدمها حلف شمال الأطلسي ضدّ القوات الصربية أجبرت سلوبودان ميلوسيفتش بالجلوس إلى طاولة المفاوضات وإنهاء النزاع سنة 1995. وستحتاج الحملة العسكرية إلى إقرانها برسالة قوية للروس كي لا يتدخلوا وبخطة للمضي قدماً بالسلام تتضمن تصنيفاً للأفراد من النظام والمعارضة الذين يمكن أن يتم القبول بهم في المفاوضات. وأضاف بوند أنّه حين يقول السياسيون أن لا حل عسكريّاً في سوريا، فإنهم يكذبون: هنالك حل عسكري يقوم بوتين وخامنئي والأسد بفرضه. بإمكان الغرب أن يحاول إيقافهم أو الانتظار حتى يأتي السلام إلى سوريا عندما لا يتبقى للأسد أو بوتين أشخاص ليقتلاهم.