القاعدة في لبنان يرثي قائد سرايا غرباء فلسطين في سوريا

قبل أيام، رثى قيادي في “القاعدة” في لبنان يدعى توفيق طه، أبو محمد الفلسطيني، قائد “سرايا غرباء فلسطين” الذي قتل في معارك ضد قوات النظام في اللاذقية، الأمر الذي يؤكد ارتباطات مجموعته بتنظيم إرهابي.

الفلسطيني كان، قبل مغادرته لبنان إلى سوريا، قائداً ضمن ألوية عبد الله عزام (AAB ) المرتبطة بالقاعدة

وعلق على ذلك الرثاء، سالب ويس، متدرب لدى “مركز الدفاع عن الديمقراطيات”، ومحرر لدى مجلة “لونغ وور جورنال”، كاشفاً بعض الحقائق عن شخصية القتيل، ونشاطه السابق في سوريا.

ويلفت ويس إلى أن توفيق طه مضى في رثائه للفلسطيني، واسمه الحقيقي إبراهيم الخزعلي، بقوله: “ذهب إلي سوريا دفاعاً عن المسلمين، ونجح في الذود عن دمائهم وأرضهم… الشيخ أبو محمد عرف بالتقوى والصلاح والأخلاق الحميدة، والتواضع والعمل على التقريب بين المسلمين. كما لعب دوراً إيجابياً في وأد بذور النزاعات والمشاكل داخل المخيم”. وبحسب ويس، تشير عبارة “داخل المخيم” إلى مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا بلبنان.

دعوات
ويلفت كاتب المقال إلى أن الخزعلي(أبو محمد الفلسطيني) وعدداً من رجاله في سرايا غرباء فلسطين، كانوا من سكان المخيم قبل توجههم إلى سوريا. وفي بداية فبراير(شباط) الأخير، نشر الفلسطيني شريطاً مصوراً دعا فيه الجهاديين في لبنان، وبخاصة من هم داخل المخيم، للالتحاق بفصيله في سوريا. وقال في الشريط: “أناشدكم يا أخوتنا في لبنان وفي مخيم عين الحلوة، للقدوم إلى أرض الجهاد المباركة في سوريا”.

ارتباطات
ويقول ويس إن الفلسطيني كان، قبل مغادرته لبنان إلى سوريا، قائداً ضمن ألوية عبد الله عزام (AAB) المرتبطة بالقاعدة. وبحسب مصادر استخباراتية داخل القوة الأمنية المشتركة في عين الحلوة، غادر الفلسطيني وعدد من رجاله المعسكر نحو سوريا في نوفمبر(تشرين الثاني) الأخير. واستطاع بين تلك الفترة، من نوفمبر(تشرين الثاني) إلى فبراير(شباط) تشكيل “سرايا غرباء فلسطين”.

ويعرف توفيق طه بكونه جهادياً بارزاً على صلات بالقاعدة في لبنان، وهو يقيم أيضاً في مخيم عين الحلوة. وبحسب محققين لبنانيين، كان طه، في 2014، قائد شبكة القاعدة داخل لبنان. ويعتقد أنه القائد الأرفع ضمن ألوية AAB. ويأتي رثاؤه للفلسطيني ليثبت من جديد ارتباط القتيل بألوية عبد الله عزام.

مهام هجومية
ويشير كاتب المقال إلى صالح القروي هو الذي أسس “ألوية عبدالله عزام”، في وقت ما بعد 2004، كفرع للقاعدة في العراق، وأوكل للفصيل مهمة تنفيذ هجمات ضد أهداف في شرق المتوسط وعبر الشرق الأوسط. ويعتقد أن قائد AAB هو سراج الدين زريقات، الذي نشر رثاء طه للفلسطيني، على حسابه في تليغرام.

وسمي فصيل ألوية عبد الله عزام AAB باسم مؤسس القاعدة، ومرشد أسامة بن لادن. وفي مايو(أيار) 2012 أضيف التنظيم إلى القائمة الأمريكية الخاصة بالمنظمات الإرهابية. وبمرور السنين، شكل AAB فروعاً له في قطاع غزة وضمن الجزيرة العربية. وفي داخل لبنان، شكل AAB كتائب زياد الجراح، باسم أحد منفذي هجوم 11/9. كما شاركت ألوية عبد الله عزام في الحرب الأهلية السورية.

تأكيد جديد
ويقول ويس إن سرايا غرباء فلسطين هو فرع ثانوي لكتيبة غرباء تركستان، مجموعة جهادية تعمل داخل سوريا، ومعظم أفرادها من الإيغور الصينيين. وقد لعب جهاديو القاعدة دوراً بارزاً في تصوير ونشر أفلام ترويجية لصالح الكتيبة الذي لم يخف إيديولوجيته. وبات واضحاً اليوم من خلال رثاء توفيق طه أن ارتباطات التنظيم بالقاعدة لا تقتصر فقط على المشاركة في الدعاية له.