تقرير: لماذا تنزع الإيرانيات الحجاب؟

مجتمع رجيم / الموضوعات المميزة فى العلوم الطبيعية
كتبت : بتول الغلا
-
الإيرانيات الحجاب؟ -3359في فبراير (شباط) الماضي، ألقت الشرطة في طهران القبض على 29 امرأة لاعتراضهن على قانون يجبر النساء على وضع الحجاب. وتزامن ذلك مع نشر عدد من الإيرانيات، من مناطق عدة في إيران، صوراً لهن سافرات، وقد علقن حجابهن على عصي، ولوحن به.

لطالما كان الحجاب وسيلة لفرض سياسات في إيران. فقد عمدت السلطات، خلال القرن الماضي، لإجراء تعديلات كبيرة على قواعد الزي بالنسبة للإيرانيات

وقالت الشرطة إن تلك الحملة تمت بتحريض من خارج إيران، عبر قنوات فضائية غير مشروعة. لكن سهيلة جولودار زاده، العضوة في مجلس الشورى الإيراني، قالت “تم التحضير لتلك الاحتجاجات، منذ بعض الوقت. وهي تجري بسبب أسلوبنا الخاطئ. فقد فرضنا قيوداً مشددة على النساء”.

ولكن المجلة تتساءل عما إذا كانت نساء إيران سينتصرن في معركة الحجاب، وعما ترويه تلك الاحتجاجات عن وضعية السياسات الإيرانية.

وسيلة سياسية
وبحسب مجلة “إكونوميست”، لطالما كان الحجاب وسيلة لفرض سياسات في إيران. فقد عمدت السلطات، خلال القرن الماضي، لإجراء تعديلات كبيرة على قواعد الزي بالنسبة للإيرانيات. وفي البداية جاء رضا شاه، حاكم إيران المستبد في الثلاثينيات، والذي تبنى نهجاً علمانياً كما فعل نظيره التركي، مصطفى كمال أتاتورك. فباسم التحديث، حظر رضا شاه الحجاب، وأرسل رجال شرطته لكي ينزعونه عن رؤوس زوجات الملالي. وبعد أربعين عاماً، في 1979، انتقم آيات الله من الدولة العلمانية، وأعادوا يساريات سافرات إلى منازلهن، لإجبارهن على الالتزام بالحجاب. وصدر قانون يحكم بالسجن لمدة شهرين على أية امرأة تضبط كاشفة عن شعرها. واجتاح رجال شرطة الأخلاق شوارع المدن وهم يصيحون” يا روساري يا توساري” أي “إما أن تتحجبي أو تتعذبي”.

تأكيد حقوق
وتشير المجلة إلى سعي نساء إيران للتأكيد على حقهن في نزع الحجاب، عبر الكشف، بداية عن بعض الخصلات ومن ثم عن الغرة. وتجرأت بعض الإيرانيات على نزع الحجاب داخل مكاتب وشركات خاصة بأثرياء، في شمال طهران. ولربما تعتبر الاحتجاجات الأخيرة تعبيراً عن سخط حيال النظام الديني، لكنها ترمز لحالة استياء شعبي واسع النطاق، قد يتسع يوماً بعد آخر.

وتقول المجلة إن تخلي إيرانيات عن الحجاب جاء عقب خروج تظاهرات حاشدة، في معظم المدن الإيرانية، في ديسمبر( كانون الأول) الأخير، وقادها رجال من الطبقة العاملة احتجوا على سياسات وفساد النخبة الدينية الحاكمة.

استرضاء
وكما تشير “إكونوميست”، قد يكون قائد شرطة طهران قد سعى لردع محتجات، معظمهن من الطبقة المتوسطة، عن الانضمام للمظاهرات، عندما قال في ديسمبر(كانون الأول) “لن تسجن، بعد اليوم، امرأة بسبب نزعها الحجاب، ولكنها سوف ترسل إلى مراكز إعادة تثقيف”. ولكن تصريح قائد شرطة طهران لم يؤد إلا إلى تشجيع الإيرانيات على الخروج سافرات غير خائفات من ردة فعل الشرطة.

مؤامرة
من جانبه اتهم المتحدث باسم المرشد الأعلى في إيران، آية الله على خامنئي، الأمريكيين بالتآمر على بلده. ولكن عدداً من المفكرين الجادين من داخل الحكومة ومن خارجها باتوا يتساءلون عما إذا كان الحجاب في إيران مظهراً للتدين أم رمزاً لهيمنة ذكورية. ونشر مؤيدون للرئيس الإيراني، حسن روحاني، نتيجة استطلاع للرأي أجري في 2014، وأظهر أن نصف الإيرانيين يقولون إن الحجاب يجب أن يكون اختيارياً. ولربما يقبل النظام بإجراء إصلاحات بشأن قضايا هامشية، مثل لباس المرأة، إن كان ذلك يسهل عليه استمرار سيطرته على كامل إيران.