العراق: تحالف مُثير بين التيار الصدري الشيعي والحزب الشيوعي في الانتخابات البرلمانية

مجتمع رجيم / الأخبار المصورة
كتبت : ايه الحسينى
-
العراق: الانتخابات البرلمانية -4441للمرة الاولى في تاريخ العراق تحالف رجل دين شيعي مع حزب شيوعي لخوض الأنتخابات التشريعية المقررة في مايو(أيار) المقبل في البلاد. وخلافاً لكل رجال الدين الشيعة، اختار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر خوض حملته الانتخابية جنباً إلى جنب مع أطراف كان يعتبرها حتى فترة قريبة بعيدة عن الدين وتعمل من أجل دولة علمانية.

وقال القيادي في التيار الذي يتزعمه الصدر ويشرف على تنظيم التظاهرات فيه ابراهيم الجابري لوكالة فرانس برس: “هذا التحالف هو الأول في العراق. انه ثورة العراقيين من أجل الإصلاحات مع مدنيين أو تيار إسلامي معتدل”.

وبدا الجابري صاحب اللحية حمراء بعمامته السوداء وعباءته، متحمساً وهو يقف وسط مئات المتظاهرين المعارضين لسياسة الحكومة الذين يحتشدون كل جمعة في ساحة التحرير بوسط بغداد.

قال الجابري: “نحن غير متعجبين من هذا التحالف لأننا نقاتل سوية منذ أكثر من عامين ضد الطائفية في جميع المحافظات”.

وبدأت حركة الاحتجاج في يوليو (تموز) 2015 بمبادرة ناشطين في المجتمع المدني انضم إليهم بعد ذلك التيار الصدري، للمطالبة بإصلاحات ومحاربة الفساد وتحسين الخدمات.

وقال سكرتير الحزب الشيوعي العراقي رائد فهمي لفرانس برس إن “هذه المطالب لا ترتدي طابعاً طائفياً ومن أجل مشروع وطني مدني يهدف لتحقيق العدالة الاجتماعية” وأضاف: “المهم أنه سمح للناس الذين ينتمون إلى حركة إسلامية وعلمانيين بالعمل معاً”.

وأوضح فهمي الذي كان يتحدث من مقره حيث رفع علم الحزب الشيوعي الأحمر إلى جانب العلم العراقي الذي يحمل عبارة “الله أكبر”، أن “التعاون ولد بين اشخاص لم يكن لديهم في بادىء الأمر أي أيديولوجيا مشتركة وتطور بعدها إلى تحالف سياسي”.

يُشارك في هذا التحالف الذي يحمل اسم “سائرون نحو الإصلاح” ست كتل بينها الحزب الشيوعي العراقي، وحزب “الاستقامة” الذي يضم تكنوقراط مدعومين من مقتدى الصدر الذي علق كتلة الأحرار، 33 نائبا التي تمثله في البرلمان وطلب من أعضائها عدم الترشح للانتخابات المقبلة في 12 مايو (أيار).

ويشغل الحزب الشيوعي حالياً مقعداً واحداً.

ورغم وجودهم معاً في ساحة التحرير، لا تتحدث نسوة يرتدين عباءات سوداء وتكتفين بتبادل بعض الابتسامات مع أخريات بلا حجاب.

ولا يتحدث رجال يرتدون ملابس سوداء مع آخرين يرتدون بدلات ويضعون ربطات عنق.

ويقول قاسم موزان عامل بأجر يومي، إن “هذه التحالف ليس غريباً لأن التيار الصدري منفتح على جميع الأحزاب والطوائف سواءً كانوا شيوعيين، أو مسيحيين أو غيرهم”. وأضاف “بالنسبة لي نحن شعب واحد وعلمنا واحد”.

وكان مقتدى الصدر شعبوياً في الفترة التي أعقبت اجتياح العراق بقيادة الولايات المتحدة في 2003.

واتهم جيش المهدي الجناح العسكري للتيار الصدري بالوقوف وراء أعمال استهدفت السنة في موجة العنف الطائفي التي ضربت العراق خاصةً بين 2003 و2008.

كما اتهم الصدر نفسه بالوقوف وراء مقتل منافسه عبد المجيد الخوئي في أبريل (نيسان) 2003.

واتهم جيش المهدي أيضاً بهجمات ضد محالات بيع مشروبات كحولية وأخرى استهدفت مثليين، إلى أن أمر الصدر بوقف تلك الهجمات في أغسطس (آب) 2016.

تقول نادية ناصر وهي معلمة ترتدي عباءة سوداء إن “الهدف تغيير الوجوه الكالحة. لا نريد أي وجه حكم العراق منذ 14 عاماً”. وأضافت “مللت الفاسدين وأنا مع هذا التحالف لأني أريد وجوه جديدة “.

من جهته، تحدث جاسم الحلفي ذو الشعر الأشيب، منسق تظاهرات الحزب الشيوعي وهو يبتسم، عن اللقاء الأول بين حزبه ومقتدى الصدر في سبتمبر (أيلول) 2015 في النجف بدعوة من رجل الدين.

وقال: “تحدثنا عن انتقاداتنا لأمور وعرضنا عليه خططنا ومشاريعنا لمحاربة الفساد وبناء دولة مدنية عبر نشاط مدني أو من خلال صناديق الاقتراع. ستمع الينا وأكد أنه مستعد للتعاون”.

وأشار إلى تواصل لقاءات الحزب الشيوعي مع الصدر “أحيانا كل أسبوع أو كل أسبوعين أو شهرياً” منذ ذلك التاريخ.

ويرى سكرتير الحزب الشيوعي أن العمل المشترك “بين مدنيين ورجال دين تجربة ثقافية وسيكون لها تأثيرات على المجتمع” العراقي.

وأضاف: “هذا طبعا يثير تساؤلات. البعض يقول إنه من المستحيل” مشيراً إلى أنه “ليس تحالفاً أيديولوجياً”.

من جانبها، تعتبر الأحزاب الإسلامية الأخرى في البلاد هذا التحالف “فضيحة”.

وقال الجابري رداً على ذلك “بدأوا الحرب ضد قائمتنا ويهاجموننا على أجهزة التلفاز. هذا دليل على ضعف الفاسدين وقوتنا”.