التحليل الأدبي 2م لماذا استعمل عمر لفظ نور بدل نار

مجتمع رجيم / التربية و التعليم
كتبت : الغلا6
-
العنوان عمر بن الخطاب رضي الله عنه


س / لماذا استعمل عمر لفظ الضوء ولم يستعمل لفظ النار قي قوله ( ياأهل الضوء )
الجواب
(النور) اسم من أسماء الله تعالى، وفي القرآن الكريم سورة اسمها (النور)، ولفظ (النور) ورد في القرآن الكريم في آيات كثيرة، وعلى معان عديدة، معنوية ومادية، نستبينها بعد أن نقف على معنى (النور) لغة.

يقول أهل اللغة: النون، والواو، والراء تدل على إضاءة، واضطراب، وقلة ثبات. منه النور والنار، سميا بذلك من طريقة الإضاءة؛ لأن ذلك يكون مضطرباً سريع الحركة. يقال: نارَ الشيء، وأنار، واستنار: إذا أضاء. و(النور) مأخوذ من النار، يقال: تَنَوَّرتُ النار: إذا قصدت نحوها. وتنورتُ النار: تبصرتها. ومنه النَّوْر: زهر الشجر ونواره. وأنارت الشجرة: أخرجت النَّوْر. وامرأة نَوَّار، أي: عفيفة تنور، أي: تنفر من القبيح، والجمع نُور. ونار فلان فلاناً نَوْراً: نَفَّرّه وأفزعه. ثم يستعار (النور) في مواضع تدل عليها القرينة، فيقال: أنار فلان كلامه: إذا أوضحه. والمنارة: مفعلة من الاستنارة، والأصل منورة. ومنار الأرض: حدودها وأعلامها، سميت بذلك؛ لبيانها وظهورها.

ولفظ (النور) ورد في القرآن الكريم في خمسة وأربعين (45) موضعاً، جاء في جميعها بصيغة الاسم، من ذلك قوله سبحانه وتعالى: {الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور} (البقرة:257)، ولم يرد لفظ (النور) بصيغة الفعل مطلقاً في القرآن الكريم.

ولفظ (النور) ورد في القرآن الكريم على عدة معان، هي:

بمعنى (الإسلام)، من ذلك قوله عز وجل: {يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم} (التوبة:32)، عن السدي، قال: يريدون أن يطفئوا الإسلام بكلامهم. ونظيره قوله سبحانه: {يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره} (الصف:8)، قال الطبري: وعنى بـ (النور) في هذا الموضع الإسلام، وكان ابن زيد يقول: عنى به القرآن.

بمعنى (الإيمان) من ذلك قول الحق سبحانه: {الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور} (البقرة:275)، قال الطبري: يعني بـ {النور} الإيمان، ويعني بـ {الظلمات} ظلمات الكفر وشكوكه، الحائلة دون إبصار القلوب، ورؤية ضياء الإيمان وحقائق أدلته وسبله. وعلى هذا المعنى أيضاً قوله تعالى: {ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور} (النور:40)، قال الطبري: {ومن لم يجعل الله له نورا} يقول: من لم يرزقه الله إيماناً وهدى من الضلالة ومعرفة بكتابه، {فما له من نور}: يقول فما له من إيمان وهدى ومعرفة بكتابه. ويمكن أن يكون (النور) في الآية هنا بمعنى (الهدى)، والمعنى قريب؛ إذ الهدى لازم عن الإيمان.

بمعنى (القرآن) من ذلك قوله سبحانه: {أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس} (الأنعام:122)، روى العوفي وابن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنه عنهما، قال: (النور) هو: القرآن. ونظيره قوله تعالى: {ويجعل لكم نورا تمشون به} (الحديد:28)، قال ابن عباس رضي الله عنهما: {ويجعل لكم نورا تمشون به} قال: القرآن. وروي عن بعضهم أن (النور) في الآية هنا هو: الهدى. والمعنى قريب؛ لأن القرآن فيه هدى للناس. ومن هذا الباب أيضاً، قوله عز من قائل: {وأنزلنا إليكم نورا مبينا} (النساء:174)، قال الطبري: هو القرآن الذي أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم، وهو قول قتادة وابن جريج. و(النور) بمعنى (القرآن) ورد في العديد من الآيات غير ما تقدم.

بمعنى (الهادي) من ذلك قوله عز وجل: {الله نور السماوات والأرض} (النور:35)، قال الطبري: هادي من في السماوات والأرض، فهم بنوره إلى الحق يهتدون، وبهداه من حيرة الضلالة يعتصمون. وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله: {الله نور السماوات والأرض} يقول: الله سبحانه هادي أهل السماوات والأرض. وعن أنس بن مالك رضي الله عنهما، قال: إن إلهي يقول: نوري هداي. واختار الطبري هذا القول في المراد من (النور) في هذه الآية.

بمعنى (الهدى) من ذلك قوله سبحانه: {أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه} (الزمر:22)، قال السدي: النور: الهدى. وفسر بعضهم قوله عز وجل: {ويجعل لكم نورا تمشون به} أن (النور) في الآية هنا هو: الهدى.

بمعنى (النبي) صلى الله عليه وسلم، من ذلك قوله تعالى: {قد جاءكم من الله نور} (المائدة:15)، قال الطبري: يعني بـ (النور) محمداً صلى الله عليه وسلم، الذي أنار الله به الحق.

بمعنى (ضوء النهار) من ذلك قوله سبحانه: {وجعل الظلمات والنور} (الأنعام:1)، قال السدي: {النور} نور النهار.

بمعنى (ضوء القمر) من ذلك قوله عز وجل: {وجعل القمر فيهن نورا} (نوح:16)، أي: جعل القمر منيراً في ظلمات الليل. ونظيره قوله سبحانه: {هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا} (يونس:5)، يعني: مضيئاً لأهل الأرض.

بمعنى (ضوء يُعطاه المؤمن يوم القيامة على الصراط) من ذلك قوله سبحانه: {يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم} (الحديد:12)، قال ابن مسعود رضي الله عنه: على قدر أعمالهم يمرون على الصراط، منهم من نوره مثل الجبل، ومنهم من نوره مثل النخلة، ومنهم من نوره مثل الرجل القائم، وأدناهم نوراً من نوره في إبهامه، يتقد مرة، ويطفأ مرة. ونحو ذلك قوله تعالى: {يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم} (الحديد:13)، قال الطبري: نستصبح من نوركم. وقد روى الطبري عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله: بينما الناس في ظلمة، إذ بعث الله نوراً، فلما رأى المؤمنون النور توجهوا نحوه، وكان النور دليلاً من الله إلى الجنة؛ فلما رأى المنافقون المؤمنين قد انطلقوا، تبعوهم، فأظلم الله على المنافقين، فقالوا حينئذ: {انظرونا نقتبس من نوركم}، فإنا كنا معكم في الدنيا، قال المؤمنون: ارجعوا من حيث جئتم من الظلمة، فالتمسوا هنالك النور).

بمعنى (بيان الحلال من الحرام في التوراة)، من ذلك قوله عز وجل: {إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور} (المائدة:44)، قال الطبري: {ونور}، يقول: فيها جلاء ما أظلم عليهم، وضياء ما التبس من الحكم. نظيره قوله سبحانه: {قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس} (الأنعام:91)، يعني: جلاءً وضياءً من ظلمة الضلالة. وقال ابن كثير: "ليُستضاء بها في كشف المشكلات، ويُهتدى بها من ظُلَمِ الشبهات".

بمعنى (بيان الحلال والحرام في القرآن) من ذلك قوله تعالى: {ولكن جعلناه نورا} (الشورى:53)، قال الطبري: يعني ضياء للناس، يستضيئون بضوئه الذي بين الله فيه، وهو بيانه الذي بين فيه، مما لهم فيه في العمل به الرشاد، ومن النار النجاة.

بمعنى (العدل)، من ذلك قوله سبحانه: {وأشرقت الأرض بنور ربها} (الزمر:69)، قال الحسن والسدي: بعدل ربها، وأراد بالأرض عَرَصات القيامة. وقال ابن كثير: أي: أضاءت يوم القيامة، إذا تجلى الحق، تبارك وتعالى، للخلائق لفصل القضاء.

وعلى الجملة، فقد ورد لفظ (النور) في القرآن الكريم على عدة معان، يدور أغلبها على معان معنوية، كـ (الهدى)، و(الإيمان)، و(القرآن)، وورد بدرجة أقل بمعنى النور المادي.


بينما لفظ النار

النار، وأنها تفتح فجأة بمجرد وصول أصحابها إليها، لتعجل لهم العقوبة، وأن عددها سبعة، بنص كلام الله تعالى لما قال: لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ [الحجر: 44].
وأنها أطباق بعضها أسفل من بعض، قال الشيخ السعدي رحمه الله: "كل باب أسفل من الآخر لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ من أتباع إبليس: جُزْءٌ مَّقْسُومٌ أي بحسب أعمالهم"[تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، ص: 431].
وتحدثنا عن خزنة النار وزبانيته وصفاتهم، وكيف يتعاملون مع أهل النار، وأنهم قد خلقوا لهؤلاء، وأنهم يتولون تعذيبهم بالنكال وبالإخبار بالمكث الدائم في دار البوار، وكلما صاحوا واستغاثوا قرعوهم ووبخوهم.
فيها غلاظ شداد من ملائكة *** قلوبهم شدة أقسى من الحجر
لهم مقاميع للتعذيب مرصدة *** وكل كسر لديهم غير منجبر

وعدد خزنة النار وزبانيتها، هل هم كثير لا يعملهم إلا الله؟ أو أنهم تسعة عشر؟ وأن هذا الأخير هو الراجح.
وأن الواحد منهم يكفي لتعذيب أهل النار كلها، وأن أهل النار لو اجتمعوا لا يقدرون على ملك واحد، وأن الله يخلق في الملك من القوة ما لا يتصوره البشر، وأنه لا يشترط وجود عدد كبير من الملائكة للتعذيب، في النار، فإن العرش أعظم من جهنم، وقال تعالى عن حملته: وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ [الحاقة: 17].
وأن الله جعل التسعة عشر هؤلاء بالعدد فتنة لأهل النار وللكفار، وفتنة للمشركين، حتى يقولوا: فقط تسعة عشر نحن نقدر عليهم؟
وذكرنا: أننا لا نعرف من أسمائهم على وجه اليقين إلا واحدًا، وهو مالك، وأما الباقون، فلم تثبت تسميتهم، إلا أن الله تعالى وصفهم بالزبانية، في قوله: سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ [العلق: 18].
ما هي جهنم من الداخل؟
ذكر الله تعالى النار في كتابه ووصفها وأخبر بها على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، وأوعد بها الكافرين، وخوف الطغاة، والمتمردين، والعصاة، من الموحدين، لينزجروا عما نهاهم عز وجل، ووصفها تعالى بأوصاف مخيفة.
فماذا يوجد داخل النار؟ ما الذي تحتويه؟ ما أسماؤها؟ ما أوصافها؟ ما نسبة نار الدنيا إليها؟
لو لم يكن في النار إلا الحر لكفى به واعظًا، فكيف إذا كان الأمر أنكى وأنكر؛ لأنها قعر مليئة بالخنادق المكفهرة، والجبال الحامية، وفيها حيات وعقارب، ومقامع، وأغلال، وأصفاد، وطعام مرير، وماء حار حميم، ذل ومهانة، وخزي وندامة، وحسرة، حتى أن الكافر يتمنى أن يكون ترابًا، وأنه لم يولد: يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ * وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ * وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ [المعارج: 11 14].
وخُذْ من تُقَى الرَّحمنِ أعظَمَ جُنَّةٍ *** ليومٍ به تبدُو عيانًا جَهنَّمُ
وَيُنْصَبُ ذاكَ الجِسرُ من فَوقِ مَتْنِهَا *** فهاوٍ ومخدوشٍ وناجٍ مُسلَّمُ


الملخص ما يناسب الطلاب ( الطالبات )


النُّورُ : ضَوْءٌ وسطوع ، ضدّ الظُّلمة والجمع : أنْوَارٌ
وهو اسم سورة من سور القرآن الكريم وهو القرآن الذي أنزله الله على رسوله قال تعالى ( فامنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا والله بما تعملون خبير ) والنور من أسماء الحسنى قال تعالى : ( الله نور السموات والأرض )
النار هو عنصر طبيعي فعال محرق والنار هي النار التي أعدها الله لعباده العاصين
والجمع نيران قال تعالى ( فأوردهم النار و بئس الورد المورود )
لذلك استعمل كلمة النور بدلا من النار
والله أعلم







توزيع | تحضير | قياس | قدرات | نظام نور | مواد | المعلمين | المعلمات | اسئلة | تمارين | تحصيلي