مكانة مصر في الأسلام

مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت : ஜروح الـمـلاكஜ
-
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
(( مكانة مصر في الأسلام ))

الحمد لله رب العالمين
فضل بعض الشهور علي بعض، وفضل الأماكن علي بعض فضل البيت الحرام
وبيت المقدس وطور سيناء علي كل الأماكن فاقسم بهم في القرآن الكريم
فقال تعالي
} وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ(3){
التين .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. له الملك وله الحمد
وهو علي كل شيئ قدير
شرف أرض مصر وجعلها آمنة فقال تعالي علي لسان نبيه يوسف عليه السلام
} وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ (99){
يوسف .
وأشهد أن سيدنا محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم ..أوصي بأهل مصر خيرا
فقال صلى الله عليه وسلم :
“أحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذم ورحماً”.
رواه أحمد.
فاللهم صل علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً.
أما بعــــــــــــــــد :ــ
فيا أيها المؤمنون …
إن حديثي وثنائي على مصر هو كمدح الأعرابي وثنائه على القمر:
كان يمشي في الظلام الدامس وفجأة طلع عليه القمر
فأخذ الأعرابي يناشد القمر ويشكره
ويقول: يا قمر، إن قلت: جملك الله؛ فقد جملك
وإن قلت: رفعك الله؛ فقد رفعك
مصر المسلمة التي شكرت ربها وسجدت لمولاها.
مصر التي قدمت قلوبها طاعة لربها وجرت دماؤها بمحبه
نبيها عليه الصلاة والسلام.
إن لك يا مصر في عالم البطولة قصة
وفي دنيا التضحيات مكان
وفي مسار العبقريات كرسي لا ينسى
دخلت مصر في الإسلام طوعاً
ودخل الإسلام قلب مصر حباً
وأحب المصريون ربهم تبارك وتعالى فذادوا عن دينه
وحموا شرعه، ونشروا منهجه قديما وما زالوا ..
فالحديث عن مصر ومكانتها حبيب إلي النفس
لأنني عندما أتكلم عن مصر أتكلم عن نفسي التي تهيم في حبها
وتتمني أن تراها في أحسن حال
وفي مقدمة الأمم
وتكون لها السيادة والريادة كما كانت من قبل
لذا فإني أكتب عنها بعواطفي ومشاعري وأبثها حبي وشوقي.
من باب رد الجميل لمصرنا الحبيبة أردت
أن أبين مكانة مصر في الإسلام
من خلال القرآن والسنة .
وذلك من خلال هذه العناصر الرئيسية التالية ..
1ـ مصر في الكتب السماوية .
2ـ مصر في القرآن الكريم .
3ـ مصر في السنة النبوية المطهرة .
4ـ فضل مصر.
5ـ عطاءات مصر .
6ـ واجبنا نحو مصر .




العنصر الأول :
مصر في الكتب السماوية :ـ
قيل إن مصر ذكرت في العهدين القديم
والجديد 698مرة، ومن ذلك ما روي
عن كعب الأحبار قال:
”مصر بلد معافاة من الفتن مَن أرادها بسوء كبه الله على وجهه”.
العنصر الثاني :
مصر في القرآن الكريم :ـ
لقد ذكر الله تعالى مصر في أربعة
مواضع في كتابه الكريم
وفي ذلك تشريف لها وتكريم
فقال جَلّ من قائل:
(وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته) يوسف
وقال سبحانه:
(ادخُلوا مِصرَ إِن شاءَ اللَّهُ ءامِنينَ) يوسف
وقال أصدق القائلين:
(وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة)
يونس
وقال عز وجلّ قاصاً قول فرعون:
( أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي)
الزخرف
وذكرها سبحانه إشارة في مواضع عديدة تبلغ قرابة الثلاثين
وذلك نحو قوله تعالى:
(وقال نسوة في المدينة)
يوسف (المدينة هي مصر)
وقوله تعالى:
(ودخل المدينة على حين غفله من أهلها)
القصص ( مصر)
وكقوله تعالى قاصاً قول آل فرعون: (وقـال الـمـلا من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا فى الا رض ويذرك وآلهتك)
الأعراف.
– وكقوله تعالى قاصاً قول ناصح موسى
عليه الصلاة والسلام:
(وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى
قال ياموسى إن الملأ يأتمرون بك)
القصص
إلى آخر تلك المواضع الكثيرة.
– وقد وصف سبحانه وتعالى أرض مصر أحسن وصف فقال جل من قائل:
(كم تركوا من جنات وعيون {25} وزروع
ومقام كريم {26} ونعمة كانوا فيها
فكهين {25} كذلك وأورثنها قوماً ءاخرين {28}
الدخان .
– وقد وُصفت مصر في القرآن بأنها خزائن الأرض
فقال سبحانه قاصاً قولَ يوسف عليه الصلاة والسلام:
(قال اجعلني على خزائن الأرض) يوسف . وما ذلك إلا لكثرة خيراتها، وعظم غلاتها، وجودة أرضها.
وخزائن الأرض مصر والتى تعد خزائن الأرض
كما ذكر ربنا فقيمة مصر فى ذلك الوقت
تعادل الكوكب الأرضي بأسره
– ولم يذكر من الأنهار في القرآن سوى النيل
وذلك في قوله تعالى:
(وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه
فإذا خفت عليه فألقيه في اليم)
والمفسرون على أن المقصود باليم هنا
هو نيل مصر.
– وقال الكندي: لا يُعلم بلد في أقطار
الأرض أثنى الله تعالى عليه في القرآن
بمثل هذا الثناء، ولا وصفه بمثل هذا الوصف
ولا شهد له بالكرم غير مصر.
وأقسم بها في القرآن الكريم
فقال تعالي
{ وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2)
وَهَٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ(3)
{ التين .
وهي منزل للوحي والأنبياء والأماكن المقدسة
فمصر مليئة بالأماكن المقدسة
ومهبط لكثير من الأنبياء ففيها سيناء
التي ذكرها الله في القرآن أكثر من مرة،
قال تعالى: ”
{وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاء تَنبُتُ
بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ(20) }
المؤمنون
أي وأنشأنا لكم به شجرة الزيتون
التي تخرج حول جبل طور “سيناء”
يعصر منها الزيت, فيدَّهن ويؤتدم به.
وواعد الله موسى عليه السلام من جانب الطور الأيمن
لإنزال التوراة عليه هناك
قال تعالى: ”

{يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ
عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ
وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى(80) }
طه.
ونادى الله موسى عليه السلام من
نفس المكان وقربه إليه
قال تعالى
{وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ
نَجِيّاً(52) }

مريم.

وفي هذا تشريف عظيم للطور
بل سمى الله الوادي الذي كلم عليه
موسى المقدس (طوى )
قال تعالى
{إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ
الْمُقَدَّسِ طُوًى(12) }

طه.
أي إني أنا ربك فاخلع نعليك, إنك الآن
بوادي “طوى” الذي باركته
وذلك استعدادًا لمناجاة ربه.


وهي أرض الربوة :ـ
في مصر الربوة التي أوى إليها
سيدنا عيسى بن مريم عليه السلام وأمه السيده مريم
على أحد أربعة أقوال للسلف
فقد قال ابن وهب وابن زيد وابن السائب
أن مكان الربوة المذكورة في قوله تعالى:
(وءاوينـهما إلى ربوة ذات قرار و معين)
المؤمنون- إنها في مصر-
وهي أرض التمكين للمؤمنين المستضعفين في الأرض
فقال تعالي

} وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ
وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا
يَحْذَرُونَ(6){

] القصص[
وقال تعالي
} وكذلك مكنا ليوسف في الأرض
يتبوأمنها حيث يشاء نصيب
برحمتنا من نشاء {
يوسف
و الأرض في الآية هي مصر و قد ذكرت
في عشر مواضع باسم الأرض في القرآن
كما ذكر عبد الله بن عباس .
العنصر الثالث :
مصر في السنة النبوية :ـ
– لقد وصى رسولنا الأعظم رسول الله صلى الله عليه وسلم
بأهل مصر خيراً
فعن أبي ذر رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
” ستفتحون مصر، وهي أرض يسمى فيها القيراط؛ فاستوصوا بأهلها خيراً، فإن لهم ذمة ورحما “.
والرحم لأن أم إسماعيل وهاجر من القبط
وفي لفظ: “فإن لهم ذمة وصهراً”
والصهر لأن مارية أم إبراهيم -رضي الله عنها منهم
والذمة: هي الحُرمة والأمان.
– ولذلك قال عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما:
قبط مصر أخوال قريش مرتين.
– وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
“أحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة ورحماً”.
– وعن أم سلمة – رضي الله عنها-
أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم-
أوصى عند وفاته، فقال:
” الله الله في قبط مصر؛ فإنكم ستظهرون عليهم
ويكونون لكم عدة وأعواناً في سبيل الله “.
و قوله صلى الله عليه و سلم
(إذا فتح الله عليكم مصرفاتخذوا بها جندا كثيفا
فذلك الجند خير اجناد الأرض
قال أبو بكر لم يارسول الله؟
قال لأنهم و أزواجهم فى رباط
إلى يوم القيامة).
وكل هذه أحاديث صحيحة
ان شاء الله تعالى.
ولما كتب النبي صلى الله عليه وسلم
إلى المقوقس صاحب مصر
فأجابه عن كتابه جواباً جميلا
وأهدى إليه ثياباً وجارتين من القبط
مارية وأختها وأهدى إليه عسلا فقبل هديته
وتسرى مارية، فولدت له ابنه إبراهيم
وأهدى أختها لحسان بن ثابت
فولدت له عبد الرحمن بن حسان
وسأل عليه صلى الله عليه وسلم عن العسل
الذي أهدي إليه، فقال من أين هذا؟
فقيل له من قرية بمصر يقال لها بنها
فقال: ” اللهم بارك في بنها وفي عسلها”.
وعن عبد الله بن يزيد وعمرو بن حريث
وغيرهما رضي الله عنهم
قالوا: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم
” إنكم ستقدمون على قوم جعدة
رءوسهم فاستوصوا بهم خيرًا؟
فإنهم قوة لكم، وبلاغ إلى عدوكم
بإذن الله “.
لقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم
بها في رحلة الإسراء:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
” أتيت بدابة فوق الحمار ودون البغل خطوها
عند منتهى طرفها فركبت ومعي جبريل عليه السلام
فسرت فقال إنزل فصل. ففعلت
فقال أتدري أين صليت؟
صليت بطيبة وإليها المهاجر
ثم قال انزل فصل. فصليت فقال أتدري أين صليت؟
صليت بطور سيناء حيث كلم الله
عز وجل موسى عليه ”
ها النيل من أنهار الجنة:
عن أبي هريرة رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
” سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار الجنة”.
وهي من أكناف بيت المقدس وحفظته:
فعن أبي أمامة رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق
لعدوهم قاهرين لا يضرهم مَن خالفهم
إلا ما أصابهم من لأواء وهم كالإناء
بين الأكلة حتى يأتيهم أمر الله
وهم كذلك قالوا يا رسول الله
وأين هم قال في بيت المقدس
وأكناف بيت المقدس.
العنصر الرابع : فضل مصر :ـ
دعاء نوح عليه السلام:ـ
روي عن عبد الله بن عباس أنه قال:
دعا نوح عليه السلام ربه، لولده وولد ولده:
مصر بن بيصر بن حام بن نوح، وبه سميت مصر
وهو أبو القيط فقال:
اللهم بارك فيه وفي ذريته وأسكنه الأرض المباركة
التي هي أم البلاد وغوث العباد وها
أفضل أنهار الدنيا واجعل فيها أفضل البركات
وسخِّر له ولولده الروض، وذللها لهم، وقوهم عليها.
عاش علي أرضها الأنبياء :ـ
كان بها صفوة خلق الله:
فكان بمصر من الأنبياء:
إبراهيم الخليل، ويعقوب، ويوسف
واثنا عشر نبياً من ولد يعقوب
وهم الأسباط وموسى وهارون ويوشع
بن نون، وعيسى بن مريم، ودانيال
عليهم الصلاة والسلام.
عاش علي أرضها الصحابة :ـ
الزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص
وعمرو بن العاص، وكان أمير القوم
وعبد الله بن عمرو، وخارجة بن حذافة العدوي
وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وقيس بن أبي العاص السهمي
والمقداد بن الأسود
وعبد الله بن أبي سعد بن أبي سرح العامري
ومحمد بن مسلمة الأنصاري، هبيب بن معقل…
عاش علي أرضها الفقهاء والعلماء :ـ
الإمام الشعبي ،وأبو سلمة بن عبد الرحمن
وعكرمة، ومحمد بن إسماعيل بن علية، والشافعي
وحفص الفرد ،وإبراهيم بن أدهم، ومنصور بن عمار المتكلم
يزيد بن أبي حبيب، والليث بن سعد،وعبد الله بن لهيعة
و أشهب، وابن القاسم وعبد الله بن عبد الحكم
وأسد بن موسى، ومحمد بن عبد الحكم، والمزنى، والربيع
وأحمد بن سلامة الطحاوي،وشيخ الإسلام البلقينى،وابن حجر العسقلاني…
فمن الأسماء اللامعة في العلوم الحديثة مثل
الرياضيات والفلك والطب والفلسفة والمنطق وغيرها من العلوم:
الإسكندر ذو القرنين
الذي تلا الله قصته في القرآن الكريم
ومنهم فيثاغورث وسقراط وأفلاطون وأرسطاطاليس وأرشيمدس في الهندسة وجالينوس في الطبيعة.
حتى إنها كانت وما زالت تعلم وترسل بعثاتها إلى الخليج العربي
لتعليم كافة العلوم والفنون
في الأدب والفقه والشريعة والحديث والقرآن وغيرها من العلوم.
العنصر الخامس :ـ
عطاءات مصر:ـ
جعل الله جوها معتدلا وهواؤها نقيا
وتتوسط الكرة الأرضية فهي بين آسيا وشمال أفريقيا
فليست هي ببلاد الطقس البارد والثلوج كروسيا وأوربا
ولا هي ببلاد الحر الشديد كالحجاز وأفريقيا
وهي منبت لجميع الثمار وأرضها خصبة
لجميع الزروع
وكانت تسمى ببقرة الخلافة
أي إنها كانت تدر على دولة الخلافة في المدينة
الكثير من الخير لما حدث بها جدب.
وعن كعب الأحبار أنه قال:
من أراد أن ينظر إلى شبه الجنة فلينظر إلى مصر
إذا أخرفت وأزهرت، وإذا اطردت أنهارها، وتدلت ثمارها
وفاض خيرها، وغنت طيرها.
ويقول شيخ الاسلام ابن تيمية :
“لا يقوم الاسلام إلا بمصر والشام
ولا يموت الاسلام إلا بموت مصر والشام”

وقال عمرو بن العاص:
ولاية مصر جامعة، تعدل الخلافة
وقد جباها في أول سنة عشرة ملايين دينار
وقد كانت تجبي قبل ذلك للروم عشرين مليون دينارا
فانظر كيف أتى الإسلام بالرحمة لأهل مصر.
مصر وكسوة الكعبة :ـ
لقد أرسل سيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه
إلى عامله في مصر أن يصنع كسوة للكعبة المشرفة
فصنعت الكسوة من عهد عمر رضي الله عنه
وظلت كسوة الكعبة تصنع هناك في مصر
سنة تلو سنة حتى مرت أكثر من ألف سنة
وكسوة الكعبة ترسل من مصر إلى مكة
ولم يتوقف ذلك إلا قبل قرابة المائة سنة .
ولمصر من المواقف العظيمة
مالها علي سبيل المثال …
قال سعيد بن أبي هلال: مصر أم البلاد، وغوث العباد.
موقف مصر في عهد سيدنا يوسف
كانت مصر سلة الغذاء للأمة كلها
فلما حدثت المجاعة في الجزيرة العربية
لم يجدوا منقذا لهم يلجئون إليه إلا مصر
في عهد نبي الله يوسف عليه السلام الذي قال
}قال اجعلني على خزائن الأرض{

يوسف .
والذي استطاع بفضل الله تعالي
ثم بفضل تخطيطه الدقيق أن ينقذ الأمة
من مجاعة محققة كادت أن تودي
بالأخضر واليابس .
قال تعالي
:يوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ
بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ
سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ
إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46)
قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ
فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ
(47) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ
يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا
تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ
عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49).
قص علينا القرآن الكريم
قصة نبي الله يوسف الصديق عليه السلام
وكيف أنقذ الله على يديه مصر وما حولها
من أزمة غذائية طاحنة
ألهم الله يوسف فخطط لها أحسن التخطيط
لمدة خمسة عشر عاما، أقام فيها اقتصاد مصر ـ وكان الزراعة أساسه ومحوره ـ على زيادة الإنتاج، وتقليل الاستهلاك، وتنظيم الادخار، وإعادة الاستثمار، حتى نجت مصر من المجاعة، وخرجت من الأزمة معافاة
بل كان لها فضل على ما حولها من البلدان، التي لجأ إليها أهلها يلتمسوا عندها الميرة والمئونة، كما يبدو ذلك في قصة أخوة يوسف الذين ترددوا على مصر مرة بعد مرة
وقالوا له في المرة الأخيرة:
(يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر، وجئنا ببضاعة مزجاة، فأوف لنا الكيل وتصدق علينا، إن الله يجزي المتصدقين)
(سورة يوسف:87).
كان هذا التخطيط مما علمه الله
ليوسف عليه السلام ومما أكرم الله به أهل مصر
وكان يوسف هو الذي رسم معالم التخطيط
وهو الذي قام بالتنفيذ، وهو لدى الدولة مصرمكين أمين
وعلى خزانتها وأمورها حفيظ عليم.
******

موقف مصر في عام الرمادة :ــ
أصاب المسلمين في عهد عمر رضي الله عنه
قحطٌ أكل الأخضر واليابس

(عام الرمادة)
وقال عمر :
[والله لا آكل سمناً ولا سميناً
حتى يكشف الله الغمة عن المسلمين ]
وبقى مهموماً هماً يتأوه منه ليلاً ونهارا
نزل الأعراب حوله في العاصمة الإسلامية
المدينة المنورة بخيامهم
كان يبكي على المنبر عام الرمادة
وينظر إلى الأطفال وهم يتضورون جوعاً
أمامه، وود أن جسمه خبزاً يقدمه للأطفال.
وأخذ يقول:
[يا ليت أم عمر لم تلد عمر .. يا ليتني
ما عرفت الحياة.. آه يا عمر كم قتلت
من أطفال المسلمين[
لأنه يرى أنه هو المسئول الأول
عن الأكباد الحرَّى، والبطون الجائعة
وفي الأخير تذكر عمر أن له في مصر
إخواناً في الله
وأن مصر بلداً معطاءً، سوف يدفع الغالي والرخيص
لإنقاذ العاصمة الإسلامية
وكان والي مصر عمرو بن العاص
العملاق كتب له عمر رسالة
وهذا نصها :
بسم الله الرحمن الرحيم
من عمر بن الخطاب أمير المؤمنين
إلى عمرو بن العاص
أمَّا بَعْـد:
فوا غوثاه… وا غوثاه… والسلام
وأخذها عمرو بن العاص ، وجمع المصريين ليقرأ الرسالة المحترقة
الملتهبة الباكية المؤثرة أمامهم
ولما قرأها عمرو ؛ أجاب عمر على الفور وقال:
[لا جرم! والله لأرسلن لك قافلة من الطعام
أولها عندك في المدينة وآخرها عندي في مصر[
وجاد المصريون بأموالهم كما يجود الصادقون مع ربهم
وبذلوا الطعام، وحملوا الجمال وذهبت القافلة
تزحف كالسيل، وتسير كالليل تحمل النماء
والحياة والخير والزرق والعطاء لعاصمة الإسلام
ودعا لهم عمر ، وحفظها التاريخ لهم
حفظاً لا ينساه أبد الدهر.
جهاد مصر ضد الصليبيين
بقيادة صلاح الدين الأيوبي:ـ
سقطت القدس بأيدي الصليبيين
من سنة 492 هجرية لسنة 583 هجرية
وللعلم فإن صلاح الدين لم يكن وحده رجلا مؤمنا
بل كان واحدا من جيل كله قلوبهم متعلقة بالإيمان.
فاسمع إلى [ابن كثير]
وغيره من أهل السير وهم يسردون
لك ذلك الحدث في ضحى يوم الجمعة
لسبع بقين من شعبان سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة للهجرة:
دخل ألف ألف مقاتل بيت المقدس
وصنعوا فيه ما لا تصنعه وحوش الغاب
وارتكبوا فيه ما لا ترتكب أكثر منه الشياطين
لبثوا فيه أسبوعًا؛ يقتلون المسلمين حتى بلغ عدد القتلى
أكثر من ستين ألفًا، منهم الأئمة، والعلماء، والمُتَعبدون
والمُجَاورون، وكانوا يُجْبِرون المسلمين
على إلقاء أنفسهم من أعالي البيوت
لأنهم يُشعلون النار عليهم
وهم فيها فلا يجدون مخرجًا
إلا بإلقاء أنفسهم من على السطوح
جاثوا فيها خلال الديار، وتبَّروا ما علوا تتبيرا
وأخذوا أطنان الذهب والفضة والدراهم والدنانير
وتباكى المسلمون في كل مكان لهذا الحدث
وظنَّ اليائسون أن لا عودة لبيت المقدس أبدًا
ويمضي الزمن، ويُعَدُّ الرجال
وفي سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة للهجرة 583 هـ .
أعد صلاح الدين جيشًا لاسترداد بيت المقدس
وتأديب الصليبيين على مبدئهم هم.
ثم صار نحو بيت المقدس ليفتحه
من جهته الشرقية ويخرجهم منه
والتقى بالصليبيين في حطين
في آخر ربيع الآخر
وكان عدد الصليبيين ستين ألفاً ومعهم ملوك أوروبا
وانتصر صلاح الدين الأيوبي في معركة حطين

جهاد مصر ضد التتار بقيادة قطز:ــ
من وقت أن فتحت مصر
وأصبحت قلعة الإسلام الأولى لصد أي عدوان
على العالم الإسلامي
وكيف لا وقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه بذلك
فعن عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه – قال:
سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم يقول:
” إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها
جنداً كثيراً، فذلك الجند خير أجناد
الأرض، فقال له أبو بكر: ولم يا رسول
الله قال: لأنهم وأزواجهم في
رباط إلى يوم القيامة”
أخرجه: ابن عبد الحكم في فتوح مصر
وابن عساكر.
دخل التتار العالم الإسلامي فدمروه
هدموا المساجد، ومزقوا المصاحف
وذبحوا الشيوخ، وقتلوا الأطفال
وعبثوا بالأعراض
بل دمروا عاصمة الدنيا بغداد
وزحفوا إلى مصر ليحتلوها
وخرج المصريون وراء الملك المسلم قطز
الذي يحمل لافتة:


وكانت عين جالوت
والذي حث الناس على الجهاد هو
العالم سلطان العلماء
العز بن عبد السلام
والتقى التتار الأمة البربرية البشعة
التي لم يعلم في تاريخ الإنسان أمة أشرس ولا أقوى
ولا أشجع منها
التقوا بالمسلمين المصريين
بجيل محمد عليه الصلاة والسلام .
ولما حضرت المعركة والتقى الجمعان
قام قطز فألقى لأمته من على رأسه
وأخذ يهتف في المعركة:
وا إسلاماه… وا إسلاماه… وا إسلاماه
فقدموا المهج رخيصة، وسكبوا الدماء هادرة
معطاءة طاهرة، وانتصر الإسلام وسحق التتار
ومنيوا بهزيمة لم يسمع بمثلها في التاريخ
مصر والعدوان الثلاثي
أتى العدوان الثلاثي الغاشم يريد اجتياح
مصر ، وخرج المؤمنون بعقيدتهم
وتوحيدهم يدافعون الدول الثلاث
خرجوا يهتفون مع صباح مصر :
أخي جاوز الظالمون المدى *** فحق الجهاد وحق الفدا
أنتركهم يغصبون العروبة *** أرض الأبوة والسؤددا
فجرد حسامك من غمده *** فليس له اليوم أن يغمدا
وسحقوا العدوان الثلاثي
واندحر العميل الغادر الغاشم بنصر الله
ثم بضربات المؤمنين
وكلكم يعلم أن العالم الإسلامي
حارب إسرائيل ما يقارب أربعين سنة
فكانت مصر أكثر الأمة جراحاً، وأعظمها تضحيةً
وأكبرها إنفاقاً، وأجلها مصيبةً..
..هذه مصر ..



قدمت آلاف وملايين الأبناء البررة المؤمنين، والدماء الذكية الطاهرة
الي كل بلد يكون في محنه جنود مصر سباقون الي الدفاع عنها
والآراء الحكيمة السديدة.
فاللهم الطف بأهل مصر
اللهم احفظهم بحفظك واكلأهم برعايتك واحفظ بلاد المسلمين
يا رب العالمين
اللهم تول أهل مصر برعايتك
..اللهم احقن دمائهم …
اللهمّ بدّل خوفهم أمنا ، اللهم ول عليهم خيارهم
نسألك اللهم أن تعصم دماء المسلمين
وأن تجنبهم الفتن ما ظهر منها وما بطن
وان تصرف عنهم شرارهم وجميع بلاد المسلمين
اللهم اكفنا شر الأشرار وكيد الفجار
وطوارق الليل والنهار
إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن
اللهم آمين .
والحمد لله رب العالمين .

****************


التالي
السابق