حبيبتي أموووله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أولاً حبيبتي ما تمرين به ما يحتاج طبيب إن شاء الله كلها أشياء طبيعية وتحدث لبعض الناس على فترات وهي الاضطرابات النفسية بسبب ما تمرين به في الحياة من مواقف فلا تقلقي ..
وأتوقع من كلامك أن وفاة أخيكي رحمه الله تعالى وجعل الجنة مثواه هي السبب الذي ترتكز عليه هذه الاضطرابات أقصد هو السبب الأساسي لما أنت فيه الآن ولكن أخيه أذكرك بالله فكما قال تعالى "" ألا بذكر الله تطمئن القلوب """
وسبحان الله عندما تضيق بك السبل والدنيا وتشعري أنه ليس هناك مخرج والطريق مسدود تذكري كلام المولى عزوجل: "" إن مع العسر يسرا"" حبيبتي إن اتجهتي لله الكريم في ركعتين في جوف الليل وخاصه في هذه الأيام المباركة أن يفرج كربك ويشرح صدرك ويجعل لك من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ستحل كل أمورك بإذن الرحمن وثقي أن الله تعالى سيستجيب ولكن الصدق في الدعاء أي صدق اللجوء لله وهو القائل "" ادعوني أستجب لكم ""
ولا ملجأ من الله إلا إليه حبيبتي وتذكري أن ما يصيب الإنسان من كرب ووصب ونصب هو تكفير للذنوب ورفع للدرجات وسبحان الله ابتلاء لعل الله تعالى يريد أن يسمع صوتك وأنت تلحي بالدعاء أن يفرج همك وداومي على أذكار الصباح والمساء لكي تبعدي عنك العين والسحر والشياطين بإذن الله مع كثرة الاستغفار فهي تذهب الهم وتجلب الرزق بإذن الله وأخيراً أذكرك أخيه بدعاء الهم والحزن الثابت في السُنة المطهرة كرريه كلما ضاق صدرك وشعرت بضيق وربي يفرج كربك ويجعلنا وإياكِ من عتقاء رمضان :
ما أصاب عبداُ هم ولا حزن فقال :" اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً.
رواه أحمد وصححه الألباني(الكلم الطيب ص74 )
وهذه درة من درر ابن عثيمين رحمه الله يوضح فيها كيف أن الإنسان يجب ان يبتعد عن الحزن لأن الشيطان يريد أن يحزن المؤمن :
المهم اجعل هذه نصب عينيك دائما ؛أي : أن الله عز وجل يريد منك أن تكون دائما مسرورا بعيدا عن الحزن , والإنسان في الحقيقة له ثلاث حالات :
حالة ماضية , وحالة حاضرة , وحالة مستقبلة ؛
الماضية : يتناساها الإنسان وما فيها من الهموم ؛لأنها انتهت بما هي عليه إن كانت مصيبة فقل : (( اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها )) وتناسى، ولهذا نهى عن النياحة ، لماذا ؟
لأنها تجدد الأحزان وتذكر بها.
المستقبلة : علمها عند الله عز وجل ،اعتمد على الله ، وإذا جاءتك الأمور فاضرب لها الحل , لكن الشيء الذي أمرك الشارع بالاستعداد له فاستعد له.
والحال الحاضرة هي : التي بإمكانك معالجتها , حاول أن تبتعد عن كل شيء يجلب الهم و الحزن والغم ، لتكون دائما مستريحا منشرح الصدر، مقبلا على الله وعلى عبادته وعلى شؤونك الدنيوية والأخروية , فإذا جربت هذا استرحت ؛ أما إن أتعبت نفسك مما مضى ، أو بالاهتمام بالمستقبل على وجه لم يأذن به الشرع ، فاعلم أنك ستتعب ويفوتك خير كثير .
آسفة على الإطالة حبيبتي