التفقه في الدين هو طريق الخير للانسان

مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت : ✿ موكآ فرآولة ✿
-
بسم الله الرحمن الرحيم

من هدي رسول الله

عن معاوية بن أبي سفيان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “من يُرِد الله به خيرا يفقهه في الدين، وإنما أنا قاسم والله يعطي، ولا تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله” (متفق عليه).

الخير في قوله صلى الله عليه وسلم: “من يُرِد الله به خيرا” هو ما به سعادة الدنيا والآخرة، وسعادة الدنيا لا تتحقق إلا بالأمن على النفس والعقل والدين والمال والنسل، وهي الضرورات التي وضع الإسلام من التشريعات ما يكفل سلامتها، سواء في ذلك ما يثريها وينميها ويهيئها لأداء وظيفتها في هذه الحياة، أو ما يجنبها موارد السوء، أو يعطل طاقتها في بناء الحياة، أو الوفاء بحق العبودية لله والتعاون على البر والتقوى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال تعالي: “وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ” (آل عمران: 104)، وقال سبحانه: “كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ”(آل عمران: 110)، وحتى لا يكون كل ذلك قولا لا مضمون له أو صورة لا ظل لها من الحقيقة، أمر بالعمل وحث على الإخلاص فيه ومراقبة الله في أدائه، واتباع هديه في القيام به، ورغب فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: “من بات كالا من طلب الحلال بات مغفورا له”.

دين الحق

ودليل العمل الذي لا يزيغ ولا يضل ولا يشقى به من سلكه، هو دين الله الذي أرسل به نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم والتفقه فيه، فلا يبتغي المرء مجرد انتسابه إليه بل لابد من أن يعلم منه ما به يصحح علاقته بربه، وعلاقته بالمجتمع من حوله، ويحول ذلك إلى واقع يتمثل في سلوكه، ومن ثم يقول صلى الله عليه وسلم: “يفقهه في الدين”.

إن فهم المراد من الحديث وتجسيده في المجتمعات لا يتم إلا بعمارة الحياة، والأخذ بوسائل إثرائها وتنميتها وتوفير الطاقات القادرة لها في مجالاتها المختلفة: مادية كالزراعة والصناعة والتجارة، وسائر العلوم التي تخدمها، أو معنوية كعلوم اللغة وعلوم القرآن والسنة وأصول الفقه.. الخ، إذ كلها وسائل لا يتم فهم المراد من الحديث إلا بها، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، ويكون المشتغل به في زمرة الأخيار ما كانت ركيزته التي ينطلق منها في تعلمه الدين بتشريعاته وما كان في تطبيقه عمليا في الحياة، خير الإنسان في ضوء تعاليم دينه، وهدي كتاب الله وسنة نبيه، وقوله صلى الله عليه وسلم: “وإنما أنا قاسم والله يعطي” أي أقسم بينكم تبليغ الوحي، فأبلغكم جميعا ما يوحي به، إلى غير تخصيص لأحدكم على غيره، فأنا أقسم بينكم قسمة عادلة وألقي إلى كل واحد من العلم ما يناسبه، وهكذا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أنه لم يفضل فيما أوحي إليه أحدا من أمته على من سواه، بل سوى بينهم في البلاغ، وعدل بينهم في القسمة.

وقوله صلى الله عليه وسلم: “والله يعطي” أي من الفهم على قدر ما تعلقت به إرادته، فهو يوفق من شاء منكم للفهم والتفكير في المعنى، أو يعطي من المال، حيث المال مال الله فيعطي من شاء، ويمنع من شاء، فله وحده ملك السماوات والأرض، بيده الأمر وهو على كل شيء قدير.

فضل التفقه في الدين، وبيان أن ذلك دليل على أن من تفقه في دينه فإنه على خير، ومن كان كذلك فقد حظي بسعادة الدنيا والآخرة ما عمل بما علم، وكان بين الناس القدوة والأسوة فيما علم، كما أن الفقه ليس بالاكتساب فقط بل لمن يفتح الله له به.

و أن المعطي والمانع، في الحقيقة، هو الله عز وجل، لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع، ورسول الله صلى الله عليه وسلم وظيفته أن يقسم بين أمته تبليغ ما أوحي إليه لا يكتم منه شيئا، ولا يختص من بين أفراد أمته أحدا بشيء فأمته جميعا بين يديه سواء، والله عز وجل يقول له: “يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ”.

كما يؤذن أمته بأن المال مال الله، وحق الجميع في هذا المال سواء كل بمقدار حاجته وفي إطار ما شرعه الله عز وجل، ومن ثم فإنه صلوات الله عليه إنما يقسم هذا المال طبقا لما أوحي إليه به، وفي ذلك تنبيه إلى ما يجب أن يحتكم إليه أصحاب الأموال، وأنه قانون السماء الذي بعث به صلى الله عليه وسلم سواء في وسيلة كسبه أو طريقة إنفاقه.

ثالثها: أن أمة الإسلام بخير ما بقي شرع الله بينها، وفيها من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وأن الله سبحانه يقيد لها من بين أبنائها من يرفع لواء الحق ويدافع عنه، ولا يهمه أمر من خالفه مهما بلغت قوته إيمانا منه بأن الله مولى الذين آمنوا وأنه ناصرهم، حتى إذا لم يبق في الأرض مؤمن كانت نهاية هذه الحياة حتى تقوم الساعه

أما اليوم ورغم ما تعاني أمة الإسلام من شدائد فليس لليأس إليها من سبيل، وفيها من المخلصين والمؤمنين العاملين والداعين الصادقين من يرفع أكف الضراعة إلى الله راجين منه سبحانه أن يكشف عنا ما نزل بنا، ويحول حالنا إلى أحسن حال، وهو الذي يستجيب دعاء من دعاه.

منقول مع بعض التعديلات :)
كتبت : سنبلة الخير .
-
كتبت : ✿ موكآ فرآولة ✿
-
شكراا لمرووورك أبنة الحدباااء

:)
كتبت : شمعة ضياء
-
بارك الله فيك وجزاك خيرا
كتبت : ✿ موكآ فرآولة ✿
-
شكراا لمروورك شذا الورد

:)
كتبت : زهره الاسلام
-
الصفحات 1 2  3