بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فمن الصفات القبيحة ، والخصال الذميمة ، والأخلاق الدنيئة التي تحلى بها بعض الناس
خلق اللعن والسباب
وهما صفتان لا ينبغي لمسلم أن يتصف بهما ، لأنهما من أنواع الذنوب ، ولا شك أن الذنوب تنقص الأجور ، وتوغر الصدور ، وفيها محق للحسنات وجمع للسيئات ، وإنزال في الدركات .
فلما كان الأمر بهذه الخطورة كتبت هذه الورقات مبيناً فيها خطورة اللعن والسباب وبيان خطورتهما على من اتصف بهما
ناصحاً لنفسي ولكل من اطلع عليه من إخواني المسلمين للحذر من مغبة الوقوع في هذه الكبيرة العظيمة .
فأقول متوكلاً على الله ربي وهو حسبي ونعم الوكيل .
أولاً / معنى اللعن :
اللَّعْنُ : الطرد والإبعاد من الخير ، واللَّعْنَةُ : الاسم ، والجمع لِعانٌ ولَعَناتٌ .
أن تكون عاقبته أخذ من سيئات غيره فتطرح عليه ثم يطرح في النار والعياذ بالله .
رابعاً / النساء أكثر الناس لعناً :
بما أن اللعن محرم وهو من كبائر الذنوب ، فيجب على العبد اجتنابه ، وتوخي الحذر منه ، ولكن ربما كانت هناك أموراً تستدعي أن يقوم صاحبها باللعن ، ومن ذلك :
1- ضعف الوازع الديني ، لأن الإنسان إذا لم يكن عنده علم كاف يزجره عن فعل المعصية ، فربما وقع فيها .
2- ضعف الحياء ، لأن الحياء من الإيمان ، ومن فقد الحياء فقد شعبة عظيمة من شعب الإيمان ، ومن لا حياء عنده فلا غرو أن يرتكب المنكر ، ويقع في الإثم ، ومن جملة ذلك اللعن .
3- الغضب ، فإنسان إذا غضب ولم يتمالك نفسه ، وأطلق لها العنان في ميدان الغضب ، فربما وقع في اللعن ، ولا سيما الأمهات ، لأنهن يعانين الأمرين في بيوتهن ، فأعباء المنزل ، والتربية ، وأداء حقوق الزوج وضغوط العمل إن كانت موظفة
كل تلك الأسباب
ربما أدت بها إلى عدم تمالك نفسها فتقع في المعصية واللعن
وهذا أمر مشاهد ملموس ،
أن النساء أكثر الناس سباً ولعناً وحلفاً بالله تعالى على أولادهن
ومما لا شك فيه أن الأم لا يمكن أن تقصد إيقاع الأذية بأبنائها ولكن من باب التخويف والتهديد ومهما كانت الظروف فيجب على المرأة الصالحة أن تتقي الله تعالى في فلذات أكبادها ، فلا تدعو عليهم ، ولا تلعنهم
لقد كادت أن تكون سبباً لقتال المسلمين ، لأن كل إنسان لا يرضى لأحد أن يلعن قريبه الميت مهما عمل من أعمال أو اقترف من معاص فهناك رحمة لا تزال معلقة بالقلب لكل قريب وهناك غيرة لا تسمح لأحد بأن يتعدى على صاحبها .
سادساً / سب الدهر :
ويقصد بالدهر الأيام والأسابيع والشهور والسنين
فيحرم سب ذلك ، لأن ما يحصل فيها من خير أو شر فهو بقدر الله تعالى وقضاء الله خير لمن تأمل وعرف العقيدة الصحيحة ، فمن سب الدهر فقد سب الله تعالى لأن الله هو الدهر ، وهو يقلب الليل والنهار ، وكل شيء بيده سبحانه .
لعن الإنسان المعين لا يجوز بحال لمن هو على قيد الحياة
لكن من مات وهو كافر فهذا عليه لعنة الله ولا شك في ذلك
قال تعالى : " إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين * خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون "
[ البقرة 161-162 ]
وقال تعالى :
" إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفراً لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون * إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهباً ولو افتدى به أولئك لهم عذاب أليم وما لهم من ناصرين "
[ آل عمران 90-91 ] .
فمن مات من الكفار فيجوز لعنه
كفرعون وهامان وقارون وأبو جهل ، وغيرهم .
أما لعن المعين الذي هو على قيد الحياة لا يجوز ، إلا أن يعمه ضمن جمع
المعصية موجودة منذ أن خلق الله تعالى آدم عليه السلام ، حيث أمر الله إبليس بالسجود لآدم فأبى واستكبر وكفر
فلعنه الله تعالى وطرده من رحمته ، ونهى الله تعالى آدم أن يأكل من الشجرة ، فوسوس له الشيطان وزين له الأكل منها ، فأكل منها ، فأهبطه الله إلى الأرض ، ولكنه تاب إلى ربه وأناب ، فقبل الله توبته ، وكذلك أحد ابني آدم قتل أخاه ، وهي معصية عظيمة ، وأمر منكر خطير ، فالمعاصي موجودة ما وجد ابن آدم .
لكن هناك عصاة موحدين ، يؤمنون بالله تعالى ولا يكفرون به ، فمعاصيهم لا تخرجهم من دائرة الإسلام ، بل هم مسلمون ، ولكن إيمانهم ناقص ، لأن الإيمان يزيد بالطاعة ، وينقص بالمعصية ، فهم تحت مشيئة الله تعالى يوم القيامة ، إن شاء عذبهم ، وإن شاء غفر لهم ، ما لم يستحلوا المعصية ، فغن استحلوا المعصية ، وانتفت الموانع فهم كفار والعياذ بالله .
فأما الموحد فلا يجوز لعنه بعينه ، لأنه مسلم .
وأما الكافر فلا يجوز لعنه بعينه ، لأنه ربما أسلم ، ولكن يجوز تعميم اللعن
كما قال تعالى :
" ألا لعنة الله على الظالمين "
[ هود 18 ] .
وقال تعالى :
"فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين " [ الأعراف 44 ] .
وقال تعالى :
" ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين "
[ آل عمران 61 ] .
وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم
والملعونين في القرآن الكريم ، والسنة المطهرة كثيرون جداً
وقد أفردت لذلك كتاباً ، هو عبارة عن محاضرة ، وعدة خطب
أسأل الله تعالى أن ينفع بذلك ، وأن يكون خالصاً لوجهه الكريم .
تاسعاً / لعن المؤمن وسبه :
لا يجوز بحال لعن المؤمن ، مهما عمل من أعمال ، لأن ارتكابه للذنوب لا يخرجه من الملة ، فهو مسلم ولو ارتكب المعصية ، ولكن ينقص إيمانه بارتكاب المعصية ، ولا يجوز لعنه بها ، ومن لعن مؤمناً وهو لا يستحق اللعن ، رجعت اللعنة على صاحبها
ومعنى اللعن : أي الطرد والإبعاد من رحمة الله تعالى ، واللعن من كبائر الذنوب ، لأنه فيه أذية لمن لُعن
والله تعالى يقول :
" والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً "
[ الأحزاب 58 ] .
عَنْ أَبِي قِلَابَةَ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
ولا يخفى ما في هذا الحديث من شديد العقاب ، وأليم العذاب لمن لعن مؤمناً فمن لعن مؤمناً فكأنه قتله ، والقتل من أبشع الجرائم على الإطلاق ، وهو من أكبر الكبائر والعياذ بالله ، وصاحبه مخلد في النار
كما قال تعالى : " وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً "
[ النساء ] .
فكما أن القتل حرام ، فاللعن حرام ، وكما أن القتل كبيرة من كبائر الذنوب ، فكذلك اللعن .
ومن خطورة اللعن لشيء معين
حديث أَبَي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
ولا يعلن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا رجل لا إيمان عنده .
ومن أكثر الناس لعناً لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
الشيعة لأنهم أعداء السنة وأهلها وأعداء الحق وأهله فعليهم من الله ما يستحقون .
حادي عشر / لعن الوالدين :
ومن أشد أنواع اللعن ، لعن الرجل والديه والعياذ بالله ، وهما سبب وجوده في هذه الحياة ، وقد قرن الله حقهما بحقه ، وطاعتهما بطاعته فقال سبحانه :
" واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً "
[ النساء ] ،
وقال تعالى :
" وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تهما وقل لهما قولا كريماً "
هذه وصية الله تعالى بالوالدين ، طاعتهما وبرهما والإحسان إليهما ، وعدم التعرض لإيذائهما ، ولو بكلمة أف ، وهي كلمة مكونة من حرفين ، فكيف بمن يلعن والديه لهو من أشد المخاطر ، وأسوأ النتائج ، ومن لعن والديه فهو ملعون
هكذا كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم في حفظ اللسان
فهو ليس باللعان ولا بالطعان ، ولا يخرج من فيه إلا ما يرضي ربه تبارك وتعالى ، ولقد بين في أحاديث ستأتي بعد قليل خطورة اللسان على صاحبه إذا أساء التعامل معه .
رابع عشر / فضل حفظ اللسان :
من أعظم نعم الله تعالى على عباده نعمة اللسان
التي بها يبين ما يحب وما يكره ، وبه يعبر عن مشاعره وأحاسيسه ، ويبث همومه ، ويشكو غمومه ، وبه يتصل بالآخرين ، فاللسان من أعظم وسائل الاتصال بالآخرين ، ولا يمكن لرسالة أن تعبر بمثل ما يعبر به اللسان .
فاللسان نعمة عرف قدرها من خاف الله تعالى واتقاه ،
وجلها من أعرض عن ربه ونسيه ، فاللسان سلاح ذو حدين ، من أحسن استخدامه ، واستغله في مرضاة الله تعالى وطاعته ، كان نجاة له يوم القيامة ، كالعلماء وطلبة العلم ، والخطباء والقراء والمحاضرين والمعلمين والدعاة إلى الله تعالى فأولئك كان سعيهم مشكوراً ، ومن كان غير ذلك فاستغل لسانه في غضب الله وسخطه ، كمن يغتاب الناس ويسبهم ويلعنهم ، ويعتدي عليهم بقوله ، ويهمز ويلمز ويستهزئ فأولئك كان عملهم مثبوراً والعياذ بالله .
فعلى المرء أن يدرك خطورة اللسان
ويعي عاقبته في القبر والآخرة ، فعامة عذاب القبر من البول والنميمة ، ويلحق بذلك الغيبة وسيئ الكلام ، فلما كانت خطورة اللسان بهذه المثابة فهذه بعض الأدلة التي تبين خطورة الوضع القائم بين الناس
حتى اتخذوا مجالسهم منتديات يتفكهون فيها بعباد الله تعالى ويتشدقون بخلق الله عز وجل .
فاللسان سبب لإهلاك صاحبه ، أو إنقاذه ، فمن ملك لسانه ، وصانه عما حرم الله تعالى عليه ، كان لسانه قائداً له إلى رضوان الله تعالى ، ومن أفلت للسانه العنان ، وتركه يصول ويجول في الحرام ، والوقوع في الآثام ، كان لسانه قاذفاً به إلى نار جهنم والعياذ بالله .
فلا شك أن العبد مؤاخذ بما يقول ، للآية السابقة ، فكل إنسان على كتفيه ملكان يكتبان كل ما يقوله ، فإن خيراً فله أجره ، وإن كان وزراً فعليه وزره ، والحاذق من وقاه الله شر لسانه .
كما أن حفظ اللسان عن الحرام دليل على صحة الاعتقاد ، وسلامة الإيمان .
وجميع أعضاء الجسد كل يوم تعاتب اللسان ، بأن يتق الله فيها
أن يحفظ علينا ديننا وأمننا وأن يجمع كلمتنا على الحق والصواب اللهم طهر ألسنتنا من قول قبيح وسددها لقول الحق أينما كان اللهم ألحقنا بالصالحين واجمعنا بالنبيين والصديقين برحمتك يا أرحم الراحمين .
وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه
والحمد لله رب العالمين .
منقول
كتبت :
سحر هنو
-
[glow=33ff00] [align=center] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزيت الجنة ياغالية على ما تقدمية
من موضوعات مفيدة ومهمة
انار الله قلبك بالايمان
[/align] [/glow]
كتبت :
|| (أفنان) l|
-
[read] رفع الرب قدركِ ياحبيبتي وانا يسعدني وجودك ويشرفني جزاك الله خير واسعدكِ ربي
[/read]
كتبت :
white rose
-
كتبت :
مشموشة العراق
-
كتبت :
|| (أفنان) l|
-
[align=center] كم اسعدنى احبتى تواجدكم بصفحتى
الذى اسعدنى ويسعدنى دائما
الله لايحرمنى منكم
ارائكم جميله وكلماتكم معبرة..
[/align]