النسيان

مجتمع رجيم / مقالات طبية متنوعة
كتبت : تايجر
-
265466.jpg


«وين حطيت مفاتيحي؟»...»نسيت شو كنت بدي أقول!»...»الورقة كانت هون!،» «أنا أعطيتك إياه!» لعلها من أكثر ما نتداوله في الوقت الحاضر وسرعان ما نسأل عن شيء ما لنتلقى الجواب «يا الله عم بنسى كتير!»، فهل هو التعب والإرهاق، أم هي ضغوطات الحياة، أو هو نقص فيتامين ب 12؟ لعل السبب يكمن في تغذيتنا ونمطنا الحياتي؟ فهل نتتبع ما نأكله عندما نعني من النسيان؟ وهل فعلا يرتبط ما نتناوله من طعام بقدرتنا على النسيان؟
فواقع الأمر بأن دماغنا يحتاج إلى طاقة من أجل أن يقوم بوظائفه على أكمل وجه، وتشكل صحة ذاكرتنا جزءا لا يتجزأ من هذه الوظائف فبطبيعة الأمرلا يقوم دماغنا بتخزين سكر الجلوكوز لإنتاج الطاقة لجسمنا مثلما تخزنه عضلاتنا، بل على العكس، يعتمد دماغنا كليا على نسبة سكر الجلوكوز في المحلول المحيط بخلايانا الدماغية. ويأتي هذا الجلوكوز من وجباتنا الغذائية المتناولة على مدار يومنا، وخاصة من مجموعة الكربوهيدرات و النشويات الموجودة في الخضار والفواكه ومنتجات الحبوب كالخبز والأرز والمعكرونة والفريكة والبرغل والمفتول. فعند حرمان دماغنا من الوجبة الغذائية لفترة ما، فإنه سيؤثر بدوره على مستوى الطاقة المتوفرة لخلايا دماغما، وبالتالي يؤثر على أداء وظيفة دماغنا، بم فيها ذاكرتنا.
إضافة إلى ذلك، فقد أشارت العديد من الدراسات الحديثة دور بعض الفيتامينات والمعادن في صحة ذاكرتنا والتخفيف من النسيان، وأذكر بالأخص فيتامينات مجموعة (ب)، فيتامين جيم (C)، فيتامين هاء (E)، وعنصري الحديد والزنك.
وترتكز أهم مصادر مجموعة فيتامينات (ب) في الموز، والبيض، ورقائق الشوفان، والأرز، والبطاطا، والبقوليات كالعدس والفول، بالإضافة إلى اللحوم بأنواعها. أما فيتامين جيم (C) فيوجد في الفواكه والخضار كالجوافة، والبقدونس، والحمضيات بأنواعها، والبروكولي والفلفل الأخضر. وتعتبر الزيوت النباتية، والمكسرات (خاصة الجوز)، والبذور (مثل بذور السمسم) من أهم مصادر فيتامين هاء (E).
ويوجد عنصر الحديد في الغذاء على شكلين: الحديد الهيمي وهو الحديد الموجود في المصادر الحيوانية فقط والغنية بالحديد (كالكبدة واللحوم الحمراء و البيض والسمك والدجاج)، والحديد غير الهيمي والموجود في المصادر النياتية فقط، مثل الخضراوات الورقية والبقوليات وفول الصويا، ومجموعة الحبوب كالحبوب الكاملة، والخبز المدعم بالحديد ونخالة القمح وبذور السمسم، والفواكه المجففة كالبلح والتمر والتين والخوخ والزبيب والعسل الأسود.
ولعل من أهم مصادر عنصر الزنك هي المنتجات الحيوانية كاللحوم الحمراء والدجاج والبيض و السمك والجبن واللبن إذ تتصدرهذه المنتجات الأولوية في توفير الزنك بسهولة ليتم إمتصاصه و الإستفادة منه. وتعتبر بعض المصادر النباتية جيدة المحتوى من الزنك، إلا أن جسم الإنسان لا يستطيع الإستفادة منها بسهولة كالمصادر الحيوانية نظرا لإحتوائها على مثبطات إمتصاص الزنك (والتي تدعى الفايتيت). وتتمثل المصادر النباتية بمنتجات الحبوب كالقمح ، نخالة الذرة ، السمسم، الفستق، بذور دوار الشمس، اللوز، الجوز، المكسرات، والبقوليات.
وقد أشارت الأبحاث إلى دور الغذاء الصحي والمتوازن والمنوع في تحسين وظائف دماغنا، إلا أن ثمة أبحاثا أخرى تشير إلى دور بعض الأغذية في تطوير قدرتنا على تذكر الأحداث القريبة على المدى القصير، ومن هذه الأغذية: التوت البري، الفراولة، الخوخ المجفف، والسمك الدهني. وما تزال الأبحاث جارية في الكشف عن دور هذه الأغذية في تحسين الذاكرة.
ولعل من العادات السيئة لدينا هو عدم تناول بعض الوجبات خلال النهار والإعتماد كليا على وجبة إلى وجبتين خلال النهار، فنحن بحاجة إلى تزويد دماغنا بسكر الجلوكوز على مدار اليوم، خاصة في فترة الصباح، فقد أثبتت الدراسات والأبحاث لنا في العقود الأخيرة بأن لتناول وجبة الفطور دور هام وكبير في التأثير على قدرتنا في القيام بواجباتنا اليومية والعمل والتيقظ العقلي. وتساعد وجبة الفطور قدرتنا على التفكير بصورة أفضل إذ تحتاج خلايا دماغنا إلى الطاقة الناتجة عن هضم الطعام حتى تنتعش وتقوم بعملها، ولعل ما كشفته لنا الأبحاث هو أن قدرة الجسم على التركيز والتذكر تزداد بنحو 30% لدى الأشخاص الذين يتناولون وجبة الفطور عن هؤلاء الذين لا يتناولون أي شيء. كما أشارت هذه الدراسات بتميز هؤلاء الأشخاص باختيار الغذاء الصحي بدلا من اللجوء لتناول الأغذية الدهنية مثل البطاطا المقلية والبسكوت في فترة الصباح. كما أضافت إلا أن هؤلاء الأشخاص كانوا الأقل تأثرا بإتباع تصرفات سلبية، أو تقلبات مزاجية.
وتضمن تغذيتنا المنوعة من المصادر الغذائية المختلفة والمتناولة على مدار اليوم على حصولنا على فيتامينات ب وجيم وهاء وعنصري الحديد والزنك الضرورية لإنعاش صحة ذاكرتنا، إلا أن التغذية ليست وحدها الفاعلة في تحسين مستوى ذاكرتنا وتخفيض تكرار فترات النسيان، وإنما تلعب الراحة من مشاق وتعب النهار دورا مهما أيضا، كما وتلعب قدرتنا على معالجة ضغوطات الحياة والسيطرة على الطرق التي نتعامل بها للحد من هذه الضوطات دورا مهما لا نستطيع جهله، ومن أهم طرق معالجة الضغوطات هي: الإختلاط الإجتماعي إذ تزيد الوحدة من الشعور بالإحباط والفشل في التعامل مع الضغوطات، الضحك إذ يساهم في تخفيف حدة الضغوطات، النوم الكافي إذ تؤدي قلة النوم إلى سرعة النسيان، والغضب والإنفعال السريع، التشجيع الإيجابي للنفس والإبتعاد عن الملامة لأنها تزيد من قوة الضغوط فالحياة لا تخلو من المشاكل ويجب التعامل معها كجزء من الروتين، التنظيم في تدبير اليوم مما يريح الفرد من هاجس الترقب والعيش في فوضى، التدوين إذ تساعد الكتابة في تنشيط خلايا الدماغ والتخلص من الضغوط النفسية خاصة عندما يصعب التعبير عنها للآخرين، ممارسة التمارين الرياضية والتي بدورها تساعد على تحسين الذاكرة والمزاج وتقليل التوتر، والإسترخاء إذ يساعد في زيادة فرصة التأمل والإستجابة للضغوطات بنظرة تفاؤلية، وممارسة أو إيجاد هواية ما والتي بدورها تخفف من حدة الضغوطات. تايجر
كتبت : ~helwa~
-
كتبت : اسوم...
-
كتبت : flower1
-
كتبت : ◕‿◕β.Ő.Ṩ.Ϋ◕‿◕
-
كتبت : ××فراولة××
-



الصفحات 1 2 

التالي

المناعة

السابق

السرطان: علاج مختلف لكل مريض

كلمات ذات علاقة
النسيان