كن لطيفا 00 لحياة أطول ؟!

مجتمع رجيم / التنمية البشرية وتطوير الذات
كتبت : عبير ورد
-
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بعدما أخبره طبيبه بإصابته بمرض خطير وأن يومه قد اقترب وحياته قاب قوسين أو أدنى من الانقضاء

خرج يمشي مشية الحائر الذاهل وقد نسج الألم على وجهه غبرة مطلقا لعبرته سبيلها يئن أنينا محزنا قد حمل هما عظيما 00 وبينما هو يسير هائما على وجهه أراد أن يشرب ماء لجفاف في ريقه أصابه بعد الخبر الكارثة

وعندما دلف إلى البقالة إذا به يجد صاحبها يضرب طفلا صغيرا ضربا مبرحا فاستفظع ما فعل الرجل فلم يتردد في إطلاق النار عليه فأرداه قتيلا

ثم خرج واستقل سيارة أجرة وقد قابله السائق بازدراء واحتقار ما دفعه إلى إطلاق رصاصة عليه وبعدها وجد نفسه في سيرك عالمي يزور مدينته فأراد أن يروح عن نفسه وانتظم في طابور شراء التذاكر

وساءه ما شاهد من فظاظة أحد الباعة مع الجمهور فاستقبح سلوكه فتتبعه عندما خرج وباغته برصاصة أودت بحياته والعجيب أن الرجل كان يسألهم جميعا قبل أن يقتلهم عن أعمارهم وبعدما يجيبون عليه فيرد عليهم :

ربما عشت ضعف عمرك لو كنت مؤدبا !!!!!

وكان يترك بجانب كل ضحية ورقة كتب فيها : لو كنت لطيفا لعاش أطول !!!!!

وبعد سلسلة من الحوادث ذاع صيت الرجل في المدينة وانتشر خبره وتناقل الرواة ما يفعله فدب الذعر في قلوب الناس وخصوصا غير المهذبين والصفقاء خشية أن يكونوا ضحاياه القادمين

فربما التقوا هذا الرجل ذات يوم فيؤدبهم على سوء خلقهم بالقتل !!!!

ما دفعهم أن يكونوا أكثر لطفا وأرق تعاملا وتهذيبا مع الآخرين ماجعل اللطف يعم وينتشر بين الناس في المدينة !!!!!

من تلك القصة الرمزية أقول : اختر إما الموت أو اللطف !

فاللطف والأدب وحسن التعامل مع الآخرين هو عمر ثان طويل من حيث بركة العمر وعظم الجوائز المكتسبة وأحيانا نجد أنفسنا عاجزين عن إيجاد تفسير منطقي لغلظة البعض وقسوته وتعامله العنيف مع الجميع

فلا تجد أحدا قد سلم منه ولا من سوء خلقه فلا تراه إلا متجهما وإذا ما خالفت رأيه رماك بجارح الكلام وإذا ذهبت غير مذهبه جرعك مسموم كلامه مغلظا لك في الخطاب

هذا النوع من البشر تعقبه غلظته ندما وتجلب عليه وبالا وتنتج له شرا 00

ويذكر في هذا أن رجلا غنيا كان شديد الكبر عظيم الصلف احتقر أحد حاملي الأمتعة في أحد المطارات وبعد أن غادر التاجر أتى أحد المسافرين يواسي العامل فقال له العامل مبتسما : لا تقلق سيدي هو يريد لوس أنجلوس وأمتعته ستذهب إلى نيويورك !!!

وقد قدم لنا القرآن دروسا جميلة في فنون اللطف ومهارات الذوق فقال سبحانه في معرض العتب للحبيب اللهم صل وسلم عليه :

{ عفا الله عنك لم أذنت لهم }

فهل رأيتم لطفا وذوقا وأدبا مثل هذا ؟!

وهل سمعتم بمعاتبة أحسن من تلك ؟!

فمن تأمل حال البشر يجد أن أغلبهم يباغت المخطئ بالتهديد ويتلقاه بالتهويل ثم يرسل النقد كسهم قاتل مسموم

أما المولى سبحانه فقد بدأ بالعفو قبل المعاتبة !

ومن الوصايا الجميلة ما أوصى به سبحانه موسى وهارون بأن يقولا لفرعون قولا لينا وهو القائل أنا ربكم الأعلى !!!

فهل سمعتم بأطيب من هذا الكلام وأعذب من هذا الخطاب ؟!

إن الحديث عن موضوع اللطف ورقة الحديث وجمال الأسلوب ليس نافلة بل هو ضرورة بالغة فالبشر كائنات عاطفية والتعامل معهم يحتاج إلى تؤدة ورفق ولين واللطف زينة الإنسان واقوى اسلحته

وطريقه الميسر لاختراق القلوب وعقد الصفقات النفسية 00 والرجل اللطيف تنقاد له الصعاب ويتيسر له العسير وتذلل له العقبات فتمنحه النفوس ودها وتهديه القلوب حبها 00

واللطف ليس وسيلة من وسائل كسب العيش أو المال إنما هو من حالات السمو الإنساني ترتقي بها النفوس إلى مدارج الكمال والجمال

كما ان اللطف لا يعني إذلال النفس أو احتقار الذات أو الاستكانة والانهزامية والركض نحو إرضاء الآخرين أو موافقتهم في جميع آرائهم فالشخص اللطيف يطالب بحقه ويعبر عن رأيه ويقول { لا } في وقتها ويتصدى لهجوم الحمقى والاغبياء ولكن بأدب وحزم ودون رفع للصوت أو التلفظ بكلمات نابية أو جرح شعور الآخرين !

ومضة قلم
جميل أن يكون لك قلب أنت صاحبه 00 ولكن الأجمل أن يكون لك صاحب أنت قلبه 00


ودمتم بخير ninja.gif

كتبت : ◕‿◕β.Ő.Ṩ.Ϋ◕‿◕
-
كتبت : حبايبنا
-
كتبت : عبير ورد
-
كتبت : ღ♥ بسمة الحياة ღ♥
-

موضوع لطيف من اخت غمرتنا دوما بلطفها 00
لاحرمنا منك عبير الورد ومن مواضيعك الشيقة






كتبت : عبير ورد
-


هدية متواضعة إلى الأخت الغالية بسمة الحياة ودمت بخير
الصفحات 1 2  3 

التالي

خطورة أعماق البشر ؟!

السابق

ضاع الورد بزحمة الشوك

كلمات ذات علاقة
00 , لحياة , لطيفا , أطول , كن