{ ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار } ؟!

مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت : عبير ورد
-
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ذكر الله تعالى من أجل العبادات وأعظم القربات ففيه راحة القلب وطمأنينة النفس ولا يستغني عنه المسلم بحال من الأحوال

قال ربنا سبحانه : { ألا بذكر الله تطمئن القلوب } ثم إن من أعظم الذكر دعاء الله سبحانه والتوسل إليه ومن أعظم الدعاء ما جاء في القرأن الكريم ومنه قول ربنا جل في علاه عندما وصف صنفين من الناس فقال سبحانه :

{ فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وماله في الآخرة من خلاق ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار }

وهذه الآيات لها سبب نزول جاء في الحديث الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : {كان قوم من الأعراب يجيئون إلى الموقف - يعني في الحج - فيقولون اللهم اجعله عام غيث وعام خصب وعام ولاد حسن لا يذكرون من أمر الآخرة شيئا فأنزل الله فيهم
{ فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وماله في الآخرة من خلاق }

وكان يجئ بعدهم آخرون من المؤمنين فيقولون ومنهم { ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار } فأنزل الله { أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب }

ولهذا مدح من يسأله الدنيا والآخرة فقال : { ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار }

فلم يذم الله أصحاب الحال الأول لأنهم سألوا الله أمور الدنيا إنما ذم سبحانه وتعالى : من لا يسأله إلا في أمر دنياه وهو معرض عن أخراه فالمسلم الحق هو من كان عمله للآخرة ولم ينس نصيبه من الدنيا ولهذا فهو يقول

{ ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار } فجمعت هذه الدعوة كل خير في الدنيا وصرفت كل شر فإن الحسنة في الدنيا تشمل كل مطلوب دنيوي من عافية ودار رحبة وزوجة حسنة ورزق واسع وعلم نافع وعمل صالح ومركب هنئ وثناء جميل إلى غير ذلك مما اشتملت عليه عبارات المفسرين ولا منافاة بينها فإنه كلها مندرجة في الحسنة في الدنيا

وأما الحسنة في الآخرة فأعلى ذلك دخول الجنة وأما النجاة من النار فهو يقتضي تيسير أسبابه في الدنيا من اجتناب المحارم والآثام

ومن أفضل هذا الدعاء أن السنة وردت بالترغيب فيه فعن أنس بن مالك قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول :

{ اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار } رواه البخاري
قال القاضي عياض : { إنما كان يكثر الدعاء بهذه الآية لجمعها معاني الدعاء كله من أمر الدنيا والآخرة }

وكان أنس رضي الله عنه إذا أراد أن يدعو بدعوة دعا بها وإذا أراد أن يدعو بدعاء دعا بها فيه

إنه دعاء عظيم { ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار } ففي هذا الدعاء العظيم أيضا تعليم أدب من آداب الدعاء وهو دعاؤه سبحانه وبحمده وبروبوبيته { ربنا } هو ربنا ورب الأولين والآخرين

إن هذا المنهج المستقيم في الدعاء هو المنهج المستقيم في الحياة ديننا الإسلامي ليس دين رهبانية ولا تنطع ولا غلو إنه دين متوازن يجعل من المسلم نافعا حيثما كان يعمل في دنياه ولآخرته ويعمر دنياه بالعمل النافع والعمل الصالح وما أجمل أن يكون للمسلم في هذه الحياة طموحات وآمال ينفع بها نفسه ودينه ووطنه وأمته

إن المطلع على عبارات السلف رحمهم الله في معنى حسنة الدنيا يعلم هذا المعنى واضحا جليا إنها النعمة التي يتنعم بها المسلم قبل النعمة الكبرى في جنة الخلد حينما يكون المسلم عاملا باذلا من وقته ونفسه في تحقيق تلك الحسنتين العظيمتين حسنة الدنيا وحسنة الآخرة


ودمتم بخيرninja.gif
كتبت : || (أفنان) l|
-



اللهم رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ .
كتبت : فـــــ روووح ــــــوفة
-
كتبت : عبير ورد
-
كتبت : سنبلة الخير .
-

اللهم رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ .

كتبت : randoda
-


رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ .



الصفحات 1 2 

التالي

العواصم من الفتن

السابق

{ أحوال المحتضرين } { لطائف الأخبار } ؟!

كلمات ذات علاقة
أبنا , الآخرة , الدنيا , النار , حسنة , ربنا , عذاب , وفي , وقنا