رد الشبهات من هو ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ

مجتمع رجيم / شبهات وردود
كتبت : بنتـي دنيتـي
-
ثَانِيَ اثْنَيْنِ الْغَارِ لِصَاحِبِهِ تَحْزَنْ biph1olmvcg1ihvffkr.




السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يقول الشيعي :


يقول تعالى{إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (40) سورة التوبة


الأسئلة

1/ الآية تقول ألا تنصروه ، تنفي الآية إن يكون هناك أحد نصر رسول الله ، مع أن أبو بكر خرج معه إلى الغار ولكن القرآن لا يسمي ذلك نصراً أبدا بل ويؤكد أن ذلك لم يكن نصرا بقوله إلا تنصروه .

2/ الآية تقول إذ أخرجه الذين كفروا ، القرآن يصرح أن الذين كفروا لم يخرجوا أبو بكر ولكن أخرجوا الرسول فقط والقرآن لم يقل أخرجهما بل قال أخرجه ، وهذا يعني إن أبو بكر لم يكن مطاردا من قبل كفار مكة ولا يمثل على كفار مكة خطراً أبدا وأمره لا يهم لذلك لم يخرجوه ، وأن أبو بكر هو الذي تبع النبي ولم يتلقى من النبي دعوه بذلك .

3/ الآية تقول إذ يقول لصاحبه ، وهذا لفظ صاحبه ، يشبه تماما ذلك الفظ الذي آتي على لسان النبي يوسف وهو يقول يا صاحبي السجن ، يطلق على اثنين من الموجودين معه في السجن ب يا صاحبي مع إنهما كافرين ، وهذا يعني أن لفظ لصاحبه في الآية يخص وجود أبو بكر مع الرسول في الغار فقط وذلك لوجوده في الغار . ولا تعني تمجيده وتقديسه .

4/ تقول الآية لا تحزن ، هل إن حزن أبو بكر فيه لله رضى أم لا ، إن قلت فيه لله رضى قلت لك كيف ينهي الله عن شيء فيه لله رضا .

5/ الآية تقول إن الله معنا ، أراد الرسول أن يهدي من فزع وخوف أبو بكر وذكره إن الله موجود ومعنى معنا أن الله يرى وينظر لما يحدث ، ولا تعني الآية إن الله مع أبو بكر إذا شمل قول الرسول نفسه وأبو بكر لا بعد قول الرسول يجيب الله سبحانه عن هذا التساؤل ويقول فأنزل الله سكينته عليه ، انظر إلى الآية وهي تقول عليه أي على الرسول فقط وأخرجت أبو بكر ولم تشمله ولم تنزل عليه السكينة ، وإياك أن تقولي إن السكينة نزلت على أبو بكر كما في بعض تفاسير السنة بل نزلت على الرسول والدليل على ان السكينة في هذه الآية نزلت على الرسول هو سياق الآية في قوله وأيده بجنود لم تروها وهذا التأيد أشارة الى بداية الآية وهي تقول ألا تنصروه فهنا تكون السكينة نازله على الرسول بالدليل الذي ذكرناه .

6/ تقول الآية وأيده ، الآية مرة أخرى تخرج أبو بكر من الخير من التأييد ولم تشمله بذلك بل نزل التأييد على الرسول فقط مع إن أبو بكر كان معه ولكن لم يؤيده القرآن .

ويتضح لك إن القران لم يهتم في أبو بكر إذ كان مع النبي ولم يناله أي خير وهذا يؤكد انه ليس هو الخليفة المطلوب للأمة بعد الرسول ولو كان كذلك لشمله الخير الذي نزل على الرسول وكان أبو بكر معه وبجنبه ولكن لم يحصل على شيء من الخير .

فما هو الرد ؟


الجواب لفضيلة الشيخ حامد العلي حفظه الله :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :

معنى ( إلاّ تَنْصُرُوُه ) .أيْ: إن تركتم نصره ، فالله تعالى ينصره ، كما نصره في موطن القلّة ، عندما كان في في الغار ومعه الصدّيق ، رضي الله عنه وأرضاه ، فكانوا اثنين فقط ، ومع ذلك نصره الله تعالى ، هذا هو المعنى ، وليس فيـه نفي النصرة ، فقد قال تعالى ( هُوَ الّذٍي أيّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالمُؤْمِنينْ ) ، فقد أثبت أن الله تعالى أيّـده بالمؤمنين أنصارا .

ثم يقال أيضا : أيُّ نُصرةٍ أعظم من أنْ يصاحبه الصديق في وقت المحنة ، والغربة ، والطلب من أعداءه لقتله، وفي زمن الخوف والشدة ؟!

ومعلوم عند العقلاء جميعا ، أنّ الإنسان لو كان مطلوبا ليُقتل فأراد أن يتخفّى ، فمن يقارنه في ذلك الوقت هو أعظم الناس نصرةً له وأشدّهم محبة له ، وهذا ظاهر لايخفى على عاقــل.

وقوله : ( إذْ أَخْرَجَه الّذِينَ كَفَرُوا ) .وقـد ذكر الضمير عائداً إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقـط ، لأنّ قصد الكفار بالأصل إخراج النبي صلى الله عليه وسلم ،لأنـّه قائد الدعوة ،

وأما أصحابُه ، فقد فكان الكـفّار يعذّبون الضعيف منهم ، ويكفّون عـن القوي الذي له منعه في قومه ، ولأنّ إخراج الصديق لايُوقف الدعوة ، بخلاف إخراج النبيّ صلى الله عليه وسلم فإنّهم ظنّوا إنّ بإخراجه تتوقف دعوته ، لهذا قال ( إِذْ أَخْرَجَه).

فذكر الله تعالى إخراج النبي صلى الله عليه وسلم فقـط ، وفي ذلك أيضا منقبة للصديق ، فإنّه ـ رضي الله عنه ـ لم يُخرج ، ولم يُطرد ، ولكنه مع ذلك أخرج نفسه وآثر الهجرة وتعريض النفس للخطر نصرةً للنبي صلى الله عليه وسلم .

أمّا زعمه أن الصديق تبعه من غير رغبة من النبي صلى الله عليه وسم ، فهذا ـ مع أنه خلاف الصواب بل النبي صلى الله عليه وسلم اختاره استجابةً لرغبة الصديق كما ثبت في الصحيح ـ لكنْ مع ذلك ، ما زعمه هذا الرافضي حجة عليه ، فهـو دليلٌ على فضل الصديق رضي الله عنه ، فإنـّه تبع النبي صلى الله عليه وسلم في حال الخوف والغربة ، وآثر أن يكون معه ،فيعرض نفسه للخطر ،وهـو يعلم أن النبيّ صلى الله عليه وسلم هو هـدف الكفار ،وأنه غاية مقصدهـم بالشر والسوء .

أما الفرق بين قوله تعالى ( ياصاحبي السجن ) وقوله ( صاحبه ) فواضح جدا ، فإن يوسف عليه السلام أضافهما إلى السجن، ولم يضفهما إلى نفسه ، قال : يا من هما في السجن حتى صار السجن كأنه صاحبهما .

أما الصديق فقد أضافه الله تعالى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقـال ( لصاحبه ) ولم يقل ( لصاحب الغار ).

وشتان بين الأمرين .

أما ما ذكره الرافضي من الحزن ،فهـو دليل على فضل الصديق ،فإنه حزن خوفا على النبي صلى الله عليه وسلم ،

وأما نهي النبي صلى الله عليه وسلم له عن الحزن ، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم ينهه عن الحزن الذي كان دافعه الخوف على صاحب الدعوة ، ولكنّه أخبره بالبشارة التي تذهب الحزن فقال ( إنّ الله معنا ) .

أيْ : إن العاقبة ستكون لنا فسيزول حزنـك فلا تحزن.

وذلك مثل قوله تعالى (وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) ، ومعلومٌ أن حزن المؤمن بأقوال الكفار الكفريّة ، وإشراكهم ، وصدّهم عن الدين ، أنّه مشروع ، لكنّ الله تعالى يطمئن نبيه صلى الله عليه وسلم أنّ الله تعالى الذي له العزّة جميعــا ، سينصرك ، ويجعل العاقبة لك. وذلك كما يقول القائد لجنده الخائفين عليه ، لاتحزنوا سيأتينا المدد ، ونحو ذلك .

وقول الرافضي ( أراد أن يهدّئ من خوف وفزع أبا بكر ) فيه حجّة عليه ، فيقال : فلماذا هو ـ أي الصديق ـ خائف على النبي صلى الله عليه وسلم ، إلاّ لأنه مؤمن برسالته ، ثم لماذا عرض نفسه للخوف أصلا باتباع النبي صلى الله عليه وسلم في موطن الخوف والطلب من أعدائه ، إذا لم يكن يؤمن برسالته ؟!

ففي هذا دليل واضح على إتباعه للنبي صلى الله عليه وسلم ، وحبّـه له ، وتضحيته من أجله ، خلافا لم تزعمه الرافضة .

وأيضا فظاهـر الآية أن قوله تعالى ( معنا ) أي معية النصرة ، لأن المقام مقام يستدعي النصرة ، وليس مجرد العلم والإحاطة والسمع والبصر .

وانظر إلى تناقض الرافضي في قوله إن النبي صلى الله عليه سلم أراد أن يهدّىء من خوف الصديق ، فقال له إنّ الله معنا ، ثم زعمـه أنها ليست معيّة النصرة ،وإنما السمع والبصر فحسب ، فلماذا إذن يقول له ( إنّ الله معنا ) وما فائدتها سوى أنها تدل على أن الله تعالى ناصرنــا ؟!!

والآية واضحة على أن المعيّة الإلهية شملت النبي صلى الله عليه وسلم والصديــق ،وصرفها عن هذا الظاهر تحكّم ومغالطة !


أمّا قوله ( فأنزل الله سكينته عليه ) فقد ذكر بعض المفسّرين ، أنّه الصديق ، قالوا : لأنّه هو الذي احتاجها ، أمّا النبي صلى الله عليه وسلم فلم تزل عليه السكينة ، ثم إنّه لم يكن خائفا فلم يحتج السكينة أصلا.

والأشهر أن الضمير عائد على النبي صلى الله عليه وسلم ، والسبب في قصر عود الضميـر عليه ، لأنّه القائد ،فإذا نزلت عليه السكينة في أوقات الشدّة ،انعكست على أتباعه ، ومعلومٌ أن الأتباع يثبتون بثبات قائدهم.

وتأمّل أن النبي صلى الله عليه وسلم طمأن أعظم أتباعه ـ وهو الصديق ـ أن الله معنا فهدأ من روعه ، ثم أنزل الله السكينة على النبي صلى الله عليه وسلم فظهر من حاله السكون التام ، فألقى ذلك على أعظم أتباعه مثل سكونه ، وفي هذا فائدة وهي التنويه بخطورة أثر القيادة على الأتباع .

أما ذكر التأييد بالجنود لقائد الدعوة ، فلأنـّه هو كان هـدف الكفار ، وهـو مقصدهم بالقتل في الدرجة الأولى ، ولانّ تأييده بالجنود ، ينتفع بـه الأتباع تبعا .وذلك مثل قوله تعالى عن نوح ( وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ) فقد نصره ونصره أتباعه ، ولكنْ ذكر نصره فقط ، لأنّه يشمل أتباعــه تبعا لـه .

ولأنّ سياق هذه الآيات من سورة التوبة ، من أوّلهـا ، في بيان أنّ محمدا صلى الله عليه وسلم منصورٌ لامحالة ، فحتّى لو ترك الناس كلّهم نصره ، فإنّ الله تعالى ينصر رسوله ويؤيده بالجنود ، فلهذا اقتصر الضميـر عليه .

أما آخر ما قاله الرافضي وزعمه ، أنّ القرآن لم ينوّه بالصديق في هذه القصة ، فكذبٌ واضح وظاهر ، فالآيات ذكرت الصديق في عدة مواضع : ـ


ثاني اثنين

إذ هما في الغار

يقول لصاحبه

لا تحزن

إن الله معنا

وقد ذكره الله تعالى خمس مرات في سياق قصيـر ، وهذا من أعظم التنويه بفضله .

فذكره مرة في بيان أنّه كان رضي الله عنه ، مع النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكــن سواه معه في قوله ( ثاني اثنين ) ، أي كانا اثنين لم يكن معهما ثالث ، وهذا أقل ما يكون من العدد بعد الواحد ، ومع ذلك نصره الله تعالى، وفي ذلك بيان واضح على أنّه لو لم يكـن معه سوى واحد من الناس ينصره ، فسيكون الصديق وحده ، ولهذا أقامه الله تعالى بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم ، في أعظم مقام فوقف وحده ناصراً للرسالة حتى جمع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على حرب المرتدين ، ثم أطفأ أعظم فتنة حدثت في الإسلام بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم .

والثانية : في بيان أنّه كان معه في الغـار حيث الشدّة ، والخوف ، والموقف العصيـب ، لبيان منزلة الصديق ، وأنّ الله اختاره دون سواه لذلك المكان في ذلك الحدث التاريخي دون غيره .

والثالثة : أنه سماه : صاحب النبي صلى الله عليه وسلم ، فقــال ( لصاحبه ) ولم يقال صاحب الغار كما بيّنـا .

والرابعـة : أن الله تعالى جعل الذي يطمئن الصديق هو النبي صلى الله عليه وسلم نفسه في قوله ( لاتحزن ) .

الخامسة: ذكره أن الله تعالى معهما أي مع النبي صلى الله عليه وسلم والصديـق بالنصرة والتأييد.
وبهذا يتبيّن أنّ المغالطات التي أرادها الرافضي في غاية السخف والضعف ، وأنها انقلبت عليه ، وقد فهم الصحابة حكمة اختيار الله تعالى الصديق لصحبة النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الموقف ، وأنّ ذلك أوضح دليـل على أن الصـدّيق رضي الله عنه ، أعظم أتباعه صلى الله عليه وسلم ، وأنه الذي سيحفظ الدين من بعده ، وهذا ما وقع حقا وصدقا ، وقد أجمعت الصحابة على فضل الصدّيق على من سواه ، وأحقيّته بالخلافــة واختاره الله تعالى لخلافة نبيه صلى الله عليه وسلم ، كما أختاره لصحبته في الغار ،ونوّه بذكره مع خيرته من خلقه صلى الله عليه وسلم ، نوّه بذكره في القرآن دون بقية الخلـق أجمعــين ، ورفع شأنه بوحي يتلى إلى يوم القيامة ، ورفع الله قدره ومقامه ،إلى أسنى مقام بعد النبيين في العالمين .

فقد أعلى الله منزلته وإن كرهت الرافضة الحاقدة على ديـن المسلمين ، وحقدههم سيرتد عليهم وسيبوؤون بالخسران المبين ، كعادتهم في كل زمان وحين ، جعل الله عاقبة أمرهم الخزي والهوان ، وجعل العز والنصر والتمكين ، لأهل السنة أنصار الدين والله أعلى وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتاب الفوائد : ( فلما وقف القوم على رؤوسهم ، وصار كلامهم بسمع الرسول ، والصديق ، قال الصديق وقد اشتد به القلق : يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلي ما تحت قدميه لأبصرنا تحت قدميه ،

فقال رسول الله : يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما ، لما رأى الرسول حزنه قد اشتد ، قوّي قلبه ببشارة (لا تحزن ان الله معنا ) . فظهر سر هذا الاقتران في المعية لفظا كما ظهر حكما ومعنى ، اذْ يقال رسول الله وصاحب رسول الله .

فلما مات ، قيل : خليفة رسول الله ، ثم انقطعت إضافة الخلافة بموته فقيل أمير المؤمنين فأقاما في الغار ثلاثا ، ثم خرجا منه ، ولسان القدر يقول لتدخلنّها دخولا لم يدخله أحد قبلك ،ولا ينبغي لأحد من بعدك .

فلما استقلا علي البيداء ، لحقهما سراقة بن مالك ، فلما شارف الظفر أرسل عليه الرسول سهما من سهام الدعاء ، فساخت قوائم فرسه في الأرض إلى بطنها ، فلما علم انه لا سبيل له عليهما ، أخذ يعرض المال علي من قد رد مفاتيح الكنوز ، ويقدم الزاد الي شبعان ( أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني ) .

كان تحفة (ثاني اثنين) مدخرة للصديق ، دون الجميع فهو الثاني في الإسلام ، وفي بذل النفس ،وفي الزهد ، وفي الصحبة ، وفي الخلافة ، وفي العمر ، وفي سبب الموت ، لأن الرسول مات عن أثر السم ، وأبو بكر سم فمات .

أسلم على يديه من العشرة : عثمان ، وطلحة ، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف ، وسعد بن أبي وقاص .

وكان عنده يوم أسلم أربعون ألف درهم ، فأنفقها أحوج ما كان الإسلام إليها .

فلهذا أجلبت نفقته عليه : ( ما نفعنى مال ما نفعنى مال أبي بكر )

فهو خير من مؤمن آل فرعون ، لأن ذلك كان يكتم إيمانه ، والصديق أعلن به ، وخير من مؤمن آل ياسين ، لأن ذلك جاهد ساعة ، والصديق جاهد سنين .

عاين طائر الفاقة يحوم حول حب الإيثار ويصيح من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا ، فألقى له حب المال علي روض الرضا ، واستلقى على فراش الفقر ، فنقل الطائر الحب إلى حوصلة المضاعفة ، ثم علا على أفنان شجرة الصدق يغرد.

مبغضيه في قلوبكم من ذكره نار ، كلما تليت فضائله علا عليهم الصغار ، أتري لم يسمع الروافض الكفار ( ثانى اثنين اذ هما فى الغار) .

دُعي إلي الإسلام فما تلعثم ، ولا أبى وسار علي المحجة ، فما زلّ ، ولا كبا ، وصبر فى مدته من مدى العدى ، علي وقع الشبا ، وأكثر فى الإنفاق فما قلل حتى تخلل بالعبا

تالله لقد زاد علي السبك فى كل دينار دينار (ثاني اثنين إذ هما فى الغار) ، من كان قرين النبي في شبابه ،من ذا الذي سبق إلي الإيمان من أصحابه ، من الذى أفتى بحضرته سريعا في جوابه ، من أول من صلي معه ، من آخر من صلى به ، من الذي ضاجعه بعد الموت فى ترابه ، فاعرفوا حق الجار ، نهض يوم الردة بفهم ، واستيقاظ ، وأبان من نص الكتاب معنى دق عن حديد الالحاظ .

فالمحب يفرح بفضائله ، والمبغض يغتاظ حسرة ، الرافضي أن يفر من مجلس ذكره ، ولكن أين الفرار ، كم وقى الرسول بالمال ، والنفس ، وكان أخص به فى حياته ،وهو ضجيعه فى الرمس ، فضائله جليلة وهى خلية عن اللبس .

ياعجبا !!من يغطى عين ضوء الشمس في نصف النهار ، لقد دخلا غارا لا يسكنه لابث ، فاستوحش الصديق من خوف الحوادث ، فقال الرسول ما ظنك باثنين والله الثالث ، فنزلت السكينة فارتفع خوف الحادث ، فزال القلق وطاب عيش الماكث فقام مؤذن النصر ينادى على رؤوس منائر الامصار ( ثاني اثنين اذ هما فى الغار ).

حبه والله رأس الحنيفة ، وبغضه يدل على خبث الطوية ، فهو خير الصحابة ، والقرابة والحجة على ذلك قوية ) انتهى
فضائل الصحابة "5" عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل حائطاً وأمرني بحفظ باب الحائط، فجاء رجل يستأذن فقال: (ائذن له وبشره بالجنة)، فإذا أبو بكر، ثم جاء آخر يستأذن فقال: (ائذن له وبشره بالجنة)، فإذا عمر، ثم جاء آخر ..
الفصل السابع: فضل العشرة المبشرين بالجنة:
ثَانِيَ اثْنَيْنِ الْغَارِ لِصَاحِبِهِ تَحْزَنْ ihx37faexur320el99.g

1- فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه:

أ- قال الله تعالى: ﴿إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ ٱللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ ٱثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِى ٱلْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ[التوبة:41].
قال ابن جرير الطبري: "وإنما عنى الله جل ثناؤه بقوله: ﴿ثَانِيَ ٱثْنَيْنِ﴾ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر رضي الله عنه؛ لأنهما كانا اللذين خرجا هاربين من قريش إذ همّوا بقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم واختفيا في الغار. وقوله: ﴿إِذْ هُمَا فِى ٱلْغَارِ﴾ يقول: إذ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه في الغار، والغار: النقب العظيم يكون في الجبل، ﴿إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ﴾ يقول: إذ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لصاحبه أبي بكر: ﴿لاَ تَحْزَنْ﴾ وذلك أنه خاف من الطلب" [1].
وقال أبو بكر ابن العربي: "فيها عدة فضائل مختصة لأبي بكر، لم تكن لغيره، منها قوله: ﴿إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ﴾ فوصف الصحبة في كتابه متلواً إلى يوم القيامة، ومنها قوله: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَ﴾، وفي الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر في الغار: (يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟!) وهذه مرتبة عظمى وفضيلة شماء لم يكن لبشر أن يخبر عن الله سبحانه أنه ثالث اثنين أحدهما أبو بكر، كما أنه قال مخبراً عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر ثاني اثنين" [2].
ب- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس وقال: (إن الله خيّر عبداً بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ذلك العبد ما عند الله): قال: فبكى أبو بكر، فعجبنا لبكائه أن يخبر رسول الله عن عبد خُيّر فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المُخيّر، وكان أبو بكر أعلمنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من أمنّ الناس عليّ في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذاً خليلاً غير ربي لا تخذت أبا بكر خليلاً، ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقين في المسجد باب إلا سد إلا باب أبي بكر) [3].
قال النووي: "قال العلماء: معناه أكثرهم جوداً وسماحة لنا بنفسه وماله، وليس هو المن الذي هو الاعتداد بالصنيعة؛ لأنه أذىً مبطل للثواب ولأن المنة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم في قبول ذلك وفي غيره" [4].
ج- عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال: (عائشة)، فقلت: من الرجال؟ قال: (أبوه)، قال: ثم من؟ قال: (ثم عمر بن الخطاب)، فعد رجال [5].
هذا الحديث فيه تصريح بعظيم فضائل أبي بكر وعمر وعائشة رضي الله عنهم، وفيه دلالة بينة لأهل السنة في تفضيل أبي بكر ثم عمر على جميع الصحابة رضي الله عنهم أجمعين [6].
ثَانِيَ اثْنَيْنِ الْغَارِ لِصَاحِبِهِ تَحْزَنْ ihx37faexur320el99.g

2- فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

أ- عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة، وسمعت خشفة فقلت من هذا؟ فقال: هذا بلال، ورأيت قصراً بفنائه جارية فقلت: لمن هذا؟ فقال: لعمر، فأردت أن أدخله فأنظر إليه فذكرت غيرتك)، فقال عمر: بأبي وأمي يا رسول الله، أعليك أغار [7].
قال الحافظ ابن حجر: "وفيه ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من مراعاة الصحبة، وفيه فضيلة ظاهرة لعمر" [8].
ب- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (بينا أنا نائم رأيت الناس عرضوا علَيّ وعليهم قُمُص، فمنها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ دون ذلك، وعرض علَيّ عمر وعليه قميص اجتره) قالوا: فما أوّلته يا رسول الله؟ قال: (الدين) [9].
ج- وعن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إيهاً يا ابن الخطاب، والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكاً فجاً قط إلا سلك فجاً آخر) [10].
قال الحافظ ابن حجر: "فيه فضيلة عظيمة لعمر، تقتضي أن الشيطان لا سبيل له عليه، لا أن ذلك يقتضي وجود العصمة؛ إذ ليس فيه إلا فرار الشيطان منه أن يشاركه في طريق يسلكها، ولا يمنع ذلك من وسوسته له بحسب ما تصل إليه قدرته" [11].
ثَانِيَ اثْنَيْنِ الْغَارِ لِصَاحِبِهِ تَحْزَنْ ihx37faexur320el99.g
3- فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه:

أ- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه عنهما قال: كنا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لا نعدل بأبي بكر أحداً ثم عمر ثم عثمان، ثم نترك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نفاضل بينهم [12].
ب- عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل حائطاً وأمرني بحفظ باب الحائط، فجاء رجل يستأذن فقال: (ائذن له وبشره بالجنة)، فإذا أبو بكر، ثم جاء آخر يستأذن فقال: (ائذن له وبشره بالجنة)، فإذا عمر، ثم جاء آخر يستأذن فسكت هنيهة ثم قال: (ائذن له وبشره بالجنة على بلوى ستصيبه)، فإذا عثمان بن عفان [13].
ج- عن عائشة رضي الله عنه قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضجعاً في بيتي كاشفاً عن فخذيه أو ساقيه، فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على تلك الحال فتحدث، ثم استأذن عمر فأذن له وهو كذلك فتحدث، ثم استأذن عثمان فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وسوى ثيابه -وقال محمد- ولا أقول ذلك في يوم واحد، فدخل فتحدث فلما خرج قالت عائشة رضي الله عنها: دخل أبو بكر فلم تهتش [14] له ولم تباله، ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تباله، ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك فقال: (ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة) [15].
ثَانِيَ اثْنَيْنِ الْغَارِ لِصَاحِبِهِ تَحْزَنْ ihx37faexur320el99.g
4- فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

أ- عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: (لأعطين هذه الراية رجلاً يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله) قال: فبات الناس يدوكون [16] ليلتهم أيهم يعطاها، قال: فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها، فقال: (أين علي بن أبي طالب؟) فقالوا: هو يا رسول الله يشتكي عينيه، قال: فأرسلوا إليه فأتي به، فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية فقال علي: يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا فقال: (أنفذ على رِسْلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير ذلك من حمر النعم) [17].
قال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في قوله: (يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله): "فيه فضيلة عظيمة لعلي بن أبي طالب؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم شهد له بذلك" [18].
ب- عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي) قال سعيد بن المسيب: فأحببت أن أشافه بها سعداً فلقيت سعداً فحدثته بما حدثني عامر فقال: أنا سمعته فقلت: أنت سمعته؟ فوضع أصبعيه على أذنيه فقال: نعم، وإلا فاستكت [19].
قال النووي: "فيه إثبات فضيلة لعلي ولا تعارض فيه لكونه أفضل من غيره أو مثله، وليس فيه دلالة لاستخلافه بعده" [20].
ج- عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي بن أبي طالب: (أنت مني وأنا منك) [21].
ثَانِيَ اثْنَيْنِ الْغَارِ لِصَاحِبِهِ تَحْزَنْ ihx37faexur320el99.g

5- فضائل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه:


أ- عن الزبير رضي الله عنه قال: كان على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد درعان، فنهض إلى الصخرة فلم يستطع، فأقعد تحته طلحة فصعد النبي صلى الله عليه وسلم حتى استوى على الصخرة، قال: فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (أوجب طلحة) [22].
ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم: (أوجب طلحة) أي: وجبت له الجنة بسبب عمله هذا أو بما فعل في ذلك اليوم، فإنه خاطر بنفسه يوم أحد وفدى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعلها وقاية له حتى طعن ببدنه وجرح جميع جسده حتى شلت يده [23].
ب- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على جبل حراء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اسكن حراء، فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد) وعليه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم [24].
ج- ومن مناقبه الرفيعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي وهو عنه راض، قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى: "باب ذكر طلحة بن عبيد الله، وقال عمر: توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو عنه راضٍ" [25].
ثَانِيَ اثْنَيْنِ الْغَارِ لِصَاحِبِهِ تَحْزَنْ ihx37faexur320el99.g
6- فضائل الزبير بن العوام رضي الله عنه:

أ- عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن لكل نبي حوارياً، وإن حواريّ الزبير بن العوم) [26].
ومعنى قوله عليه السلام: (وحواري الزبير) أي: خاصتي من أصحابي وناصري، ومنه الحواريون أصحاب عيسى عليه السلام أي خلصائه وأنصاره، وأصله من التحوير: التبييض [27].
ب- ومن مناقبه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم فداه بأبويه، فعن عبد الله بن الزبير قال: كنت يوم الأحزاب جعلت أنا وعمر بن أبي سلمة في النساء، فنظرت فإذا أنا بالزبير على فرسه يختلف إلى بني قريظة مرتين أو ثلاثاً فلما رجعت قلت: يا أبت رأيتك تختلف قال: وهل رأيتني يا بني؟ قلت: نعم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من يأت بني قريظة فيأتيني بخبرهم؟) فانطلقت فلما رجعت جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه فقال: (فداك أبي وأمي) [28].
ج- عن عائشة رضي الله عنها: ﴿ٱلَّذِينَ ٱسْتَجَابُواْ لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَـٰبَهُمُ ٱلْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَٱتَّقَوْاْ أَجْرٌ عَظِيمٌ[آل عمران:172] قالت لعروة: يا ابن أختي كان أبوك منهم: الزبير وأبو بكر لما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أصاب يوم أحد وانصرف عنه المشركون خاف أن يرجعوا قال: (من يذهب في إثرهم؟) فانتدب منهم سبعون رجلاً قال: كان فيهم أبو بكر والزبير [29].

ثَانِيَ اثْنَيْنِ الْغَارِ لِصَاحِبِهِ تَحْزَنْ ihx37faexur320el99.g
7- فضائل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه:

أ- عن المغيرة بن شعبة أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك قال المغيرة: فتبرز رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الغائط [30] فحملت معه إداوة قبل صلاة الفجر، فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إليّ أخذت أهريق على يديه من الإداوة، وغسل يديه ثلاث مرات ثم ذهب يخرج جبته عن ذراعيه فضاق كمّا جبته، فأدخل يديه في الجبة حتى أخرج ذراعيه من أسفل الجبة، وغسل ذراعيه إلى المرفقين، ثم توضأ على خفيه ثم أقبل. قال المغيرة: فأقبلت معه حتى نجد الناس قد قدّموا عبد الرحمن بن عوف، فصلى لهم فأدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى الركعتين فصلى مع الناس الركعة الآخرة، فلما سلّّم عبد الرحمن بن عوف قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يتم صلاته فأفزع ذلك المسلمين فأكثروا التسبيح فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم صلاته أقبل عليهم ثم قال: (أحسنتم) أو قال: (أصبتم) يغبطهم أن صلوا الصلاة لوقته [31].
ب- وعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة...) [32].

ثَانِيَ اثْنَيْنِ الْغَارِ لِصَاحِبِهِ تَحْزَنْ ihx37faexur320el99.g

8- فضائل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه:

أ- عن سعيد بن المسيب قال: سمعت سعداً يقول: جمع لي النبي صلى الله عليه وسلم أبويه يوم أحد [33].
ب- عن عائشة رضي الله عنه عنها قالت: سهر رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمه المدينة ليلة فقال: (ليت رجلاً صالحاً من أصحابي يحرسني الليلة) قالت: فبينا نحن كذلك سمعنا خشخشة سلاح فقال: (من هذا؟) قال: سعد بن أبي وقاص، فقال له رسول الله: (ما جاء بك؟) قال: وقع في نفسي خوف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت أحرسه فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نام [34].
ج- عن سعد رضي الله عنه قال: إني لأول العرب رمى في سبيل الله، وكنا نغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم وما لنا طعام إلا ورق الشجر حتى إن أحدنا ليضع كما يضع البعير أو الشاة ما له خلط... [35].
وكان ذلك في سرية عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب، وكان القتال فيها أول حرب وقعت بين المشركين والمسلمين وهي أول سرية بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة الأولى من الهجرة [36].
ثَانِيَ اثْنَيْنِ الْغَارِ لِصَاحِبِهِ تَحْزَنْ ihx37faexur320el99.g
9- فضائل أبي عبيد بن الجراح رضي الله عنه:

أ- عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن لكل أمة أميناً، وإن أميننا ـ أيتها الأمة ـ أبو عبيدة بن الجراح) [37].
الأمين هو الثقة المرضي وهذه الصفة وإن كانت مشتركة بينه وبين غيره لكن السياق يشعر بأن له مزيداً في ذلك، لكن خص النبي صلى الله عليه وسلم كل واحد من الكبار بفضيلة ووصفه بها، فأشعر بقدر زائد فيها على غيره، كالحياء لعثمان والقضاء لعلي ونحو ذلك [38].
ب- عن ابن عباس رضي الله عنهما أن عمر لما خرج إلى الشام وأخبر أن الوباء قد وقع به فجمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم واستشارهم، فاختلفوا، فرأى عمر رأي من رأى الرجوع فرجع، فقال له أبو عبيدة: أفراراً من قدر الله؟ فقال عمر: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة ـ وكان عمر يكره خلافه نعم ـ نفِرّ من قدر الله إلى قدر الله [39].
قال الحافظ ابن حجر: "وذلك دال على جلالة أبي عبيدة عند عمر" [40].
ج- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نعم الرجل أبو بكر، نعم الرجل عمر، نعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح) [41].
ثَانِيَ اثْنَيْنِ الْغَارِ لِصَاحِبِهِ تَحْزَنْ ihx37faexur320el99.g
10- فضائل سعيد بن زيد رضي الله عنه:

أ- عن قيس بن حازم قال: سمعت سعيد بن زيد يقول للقوم في مسجد الكوفة يقول: والله لقد رأيتني وإن عمر لموثقي على الإسلام قبل أن يسلم عمر، ولو أن أحداً أرفض [42] للذي صنعتم بعثمان لكان محقوقاً أن يرفض [43].
ب- ومن مناقبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد له بالجنة في حديث العشرة المتقدم.
ج- ومن مناقبه أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأنه من الشهداء في حديث: (اثبت حراء).
منقول





كتبت : سنبلة الخير .
-
جزاكِ الله خيرا على طرحكِ القيم
موضوع رائع
سلمت يداكِ
اثابك الله
كتبت : || (أفنان) l|
-
class="quote">اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة :
عـجـبت مـن قــوم يرون ... بالـحــقـيقــة يـعـلـــــمـون
و في صـدورهم يكتمون ... لـــكـــنـهــم يســــتكـبرون
بكتاب ربـي يسـتهزؤون ... و خير خــلـقـه يخطــؤون
في عرضــه هم يطعنون ... من خير صحبه يسخرون
و اثلج صدري من يعقلون ... و بالـــحــقيـــقة يوقنـون
لافـــكــارهـــم يترقـــبون ... يردون علـــيهم و يبينون
بكلام ربـي يـسـتشـهـدون ... و اركـان دينـهم يدمـرون
لله دركـــم يا مـــؤمـنون ... عن عرض رسولنا تدافعون
و للصـــــحابة ناصرون ... للرد اصـبحـو يـعـــجزون
جزيت الجنة ووالديك أختي الغالية
ونسأل الله العظيم أن يرزقنا حبه وحب من أحبه وحب كل شيء يقربنا لحبه
أجزل الله لك العطاء على هذا الطرح المميز

كتبت : بنتـي دنيتـي
-
class="quote">اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة ابنة الحدباء:
جزاكِ الله خيرا على طرحكِ القيم
موضوع رائع
سلمت يداكِ
اثابك الله
واياك اختي الكريمة
وجزاك الله خيراً لمرورك الطيب

كتبت : بنتـي دنيتـي
-
class="quote">اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة طموحي داعية:


جزيت الجنة ووالديك أختي الغالية
ونسأل الله العظيم أن يرزقنا حبه وحب من أحبه وحب كل شيء يقربنا لحبه
أجزل الله لك العطاء على هذا الطرح المميز



اللهم آآآآمين
جزيت الجنة ووالديك
وبارك الله فيك لمرورك الطيب

كتبت : * أم أحمد *
-
الصفحات 1 2 

التالي

الرد على إفتراء لعنة الملائكة للمرأة التى ترفض دعوة زوجها للفراش

السابق

رد شبهة المساواة بين المرأة و الكلب

كلمات ذات علاقة
لاَ , لِصَاحِبِهِ , الشبهات , الْغَارِ , اثْنَيْنِ , ثَانِيَ , تَحْزَنْ , يَقُولُ , رد , فِي , هُمَا , هو , إِذْ