ولدي صارحني بكلام خطير وانا خايفه عليه تكفوووون ساعدوني

مجتمع رجيم / أرشيف رجيم
كتبت : نسائم الإيمان
-
السلام عليكم ورحمة الله
بصراحه مادري وين اعرض مشكلتي بس قلت
اكتبها في الاسلاميات لانها تخص العقيده
ولدي الكبير الله يصلحه و يحفظه قولوا آمييين عمره 11 سنه
والحمد لله محافظ على الصلاة في المسجد
حتى صلاة الفجر انا وهو في جهاد علشان يصليها كل يوم
في المسجد مابي اطول عليكم جاني قبل ينام
وقال لي : يمه انا تجيني افكار ابي اوديها من عقلي ما أقدر
طول الوقت تشغل تفكيري وهي عن ذات الله
سبحانه وتعالى كيف شكله ومن خلقه وعن الملائكة واشكالهم
وان احنا يمكن نموت وماعاد نقوم (يعني ما نبعث مره ثانيه)
وعن الرسول صلى الله عليه وسلم وكيف شكله ومن هالاسئله
عاد انا حبيت اطمنه قلت له عادي كلنا واحنا صغار جتنا هاالاسئله
وبعدين يوم صرنا نقراء ونتثقف عرفنا وانت مو اول واحد تجيه
مثل هذي الافكار حتى الصحابه رضوان الله عليهم اشتكو للرسول
عليه الصلاة والسلام من هالمشكله وقال لهم اقراءو سورة الاخلاص
قال يمه قريتها بس مافيه فايده (استغفرالله الله لايواخذني بس عشان انقل لكم اللي قاله)
قلت له استغفر واذكر الله الين يجيك النوم ......
بعدين قلتله جزاك الله خير ياحبيبي عشانك قلتلي فيه غيرك تجيه مثل هالامور مايعلم
قال يمه الحمد لله فيه احد فكر مثلي كنت خايف احسب انا لحالي اللي جتني هالافكار
بصراحه كسر خاطري وخفت عليه لا يصير عنده لبس في العقيدة او وسواس
والله انه صغييييير على هالافكار تكفوووووون عطوني حلول شافيه الله يسعدكم دنيا وأخره وشلون اخليه يتخلص من هالافكار.
كتبت : جوري الحلوة
-
رفع لعيونك
كتبت : || (أفنان) l|
-
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


أختي الحبيبة

لا شك أن تأسيس العقيدة السليمة عند الطفل منذ الصغر أمر بالغ الأهمية، وبالغ السهولة في نفس الوقت
،
ولكن حاول أن تتذكر الأمور التالية:


1- أجب عن تساؤلات طفلك الدينية بما يتناسب مع سنه ومستوي إدراكه وفهمه.

2 - اعتدل في أوامرك، ولا تحمل طفلك ما لا طاقة له به.

3 - حاول أن تذكر اسم الله تعالى أمام الطفل من خلال مواقف محببة سارة، فالطفل مثلا قد يستوعب حركة السبابة عند ذكر كلمة الشهادتين، يتلفظ بها الكبير أمامه منذ الشهر الرابع من عمره.

وإن لبس الجديد حمد الله ، وإن أكل أو شرب قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين.


4 - ينبغي ألا يرعب الطفل بكثرة الحديث عن غضب الله، وعذابه، والنار وبشاعتها، بل ابدأ بالترغيب بدلا من الترهيب؟ وبذلك ينمو الشعور الديني عند الأطفال على معاني الحب والرجاء ، فإن حب الله يوصل الجميع إلى طاعة أوامره أكثر من الرهبة والعقاب.

وينبغي ألا نكثر من إرهاب الطفل بعقاب الله دائما كقولنا له: "إن الله منتقم جبار، وسيعاقبك ويهلكك، ويعذبك في نار جهنم"
، وعلى المربي أن يمر على قضية جهنم مرا خفيفا أمام الأطفال دون التركيز المستمر على التخويف بالنار.

5- على الوالدين أن يغرسوا حب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في نفوس أبنائهم الصغار،
فنفهم الطفل بعض شمائل النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك من خلال قصص السيرة النبوية كالرحمة بالصغار، وبالحيوان والخدم ،
ونحكي له بعض القصص المحببة من سيرة النبي
(صلى الله عليه وسلم).

6- ونعلمه عقيدة الإيمان بالقدر، وأن العمر محدود، والرزق مقدر، فلا يسأل إلا الله، ولا يستعين إلا به

7 - ونعلمه أن يحمد الله على ما أعطي من الرزق، ونعلمه أن المال مال الله، وإن قال: لا، إن المال من مكان "كذا" كمكان عمل والده، نشرح له كيف ينبغي على الإنسان أن يعمل ليحصل على ما يطعم به أولاده ويكسبهم.


8 - بين لابنك الفرق بين "الحلال والحرام"، وبين "ما نريد وما لا نريد" فإذا أردنا الطفل أن ينام في الساعة التاسعة مساء، فلا نشعره أنه "حرام" أن لا يفعل هذا.
كما عليك ألا تعطي لرغباتك الكثير من البعد الديني لتفرض تلك الرغبات على الأولاد، فسينشأ الطفل في تلك الحالة، يحمل الكثير من مشاعر الذنب والشعور بأنه ارتكب "حراما" لأنه لم يرتب سريره مثلا.


9 - ازرع في طفلك حسن الخلق، حيث لا قيمة لإيمان بلا خلق حميد، وبدون الخلق الكريم تصبح العبادات مجرد حركات لا قيمة لها، والرسول (صلي الله عليه وسلم) يقول: "ما من شيء أثقل في ميزان العبد المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق".

10 - علمهم أن الدين ليس مجرد شهادة ينطق بها الإنسان، وليس مجرد مناسك وشعائر، إنما الدين عاطفة تنبع في أعماق النفس البشرية تدفع الإنسان إلى حسن معاملة الناس .

11 - عليك أن تغذي النزعة الجمالية في أطفالك عن طريق مصاحبتهم إلى الريف والبحر والجبل والمتنزهات، دع جمال الكون يتسرب إلى نفوسهم، وروعة الخالق وعظمته تطرق قلوبهم، فسرعان ما ستملأ هذه القلوب الطيبة بحب الله.

12 - علمهم أن يسألوا الله، ويستعينوا به وحده، ذكرهم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله".

13 - تذكر أنك قدوة لطفلك، فلا تفعل إلا ما يرضي الله ورسوله.

14 - لا تطعم أولادك إلا حلالا، فحذار حذار من الرشوة والربا والسرقة والغش، فذلك سبب لشقائهم وتمردهم وعصيانهم.

15 - لا تدع على أولادك بالهلاك والغضب، لأن الدعاء قد يستجاب بالخير والشر، وربما يزيدهم ضلالا، والأفضل أن تقول للولد: أصلحك الله..

16 - تخير أوقات إجابة الدعاء ، وادع لأولادك بالسعادة في الدارين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تعار من الليل،
فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر
ولا حول ولا قوة إلا بالله،
ثم قال: اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له، فإن توضأ وصلى قبلت صلاته".
كتبت : || (أفنان) l|
-

كيف نغرس العقيدة الصحيحة في نفوس الأطفال


هذا الطفل ......


نحتار حين ندخل عالمه.. بأي حروف نخاطبه.. وبأي لغة نعلمه..

عندنا الكثير من الخير له إن تعلمه، ولكن كيف ..

ومتى وبأي أسلوب نعلمه؟..
لابد لنا أن نعي أهمية الدور المناط بنا لتربية أبنائنا
وغرس العقيدة الصحيحة في نفوسهم حتى نساهم في إنشاء
جيل يحمل راية الإسلام، يؤدي الأمانة، يمضي بأحسن ما مضينا
ويحقق ما لم نستطيع تحقيقه.. هم الأمل وبهم الرجاء..
وعلينا نحن المسؤولية في تمكينهم من تحقيق أمانينا
التي أضعناها في مسيرتنا..قد لا يفهم.. لكنه يخزن
وعن كيفية غرس العقيدة الصحيحة في نفوس الأطفال
و إنشاء إنسان مسلم يحب الله ورسوله

تجيبنا الدكتورة الدكتورة وفاء العساف –
وكيلة مركز دراسات الطالبات في جامعة الإمام -:

لا يستوعب الطفل كل ما نخبره به وما يحدث حوله بالعمق نفسه
بل يفهمه بشكله السطحي ، ومن الناس من يعترضون على تعليم
الطفل في سن صغيرة، وهذا غير صحيح
فالأطفال يحفظون القرآن بشكل جيد رغم أنهم لا يفهمونه،
فعقل الطفل كالكمبيوتر نستطيع أن نخزن به ما نريد وعندما يكبر
يتصرف وفق ما خزنا به .وعليه فيجب علينا أن نبدأ بتعليمه نظرياً
فأي علم يعتمد في بدايته على الأشياء النظرية، كأن نجعله ينظر
إلى السماء والأرض ثم نخبره أن الله خلق السموات والأرض ..
وحين نجلس على طاولة الطعام نقول له إن هذا الطعام من عند الله،
سيبدأ بعدها بالسؤال والاستفسار عن كل شيء يصادفه.
إذاً نبدأ أولاً بعملية غرس الجانب النظري ونستغل كل مناسبة
لطرح هذا الفكر من خلال حوار الطفل فعندما يبدأ بالأكل نعلمه
أن يقول بسم الله ثم نسأله من أتى بهذا الطعام؟
في البداية سيجيبنا بابا..من أين؟..
من السوق والسوق أتى به من أين هكذا حتى ننتهي به إلى أن الله
وفر لنا ذلك ونعلمه أن يحمد الله على هذه النعمة.

يجب أن تربط الأم باستمرار كل أمور الطفل بالله
حتى تنتقل به من الجانب النظري إلى التطبيقي،
فيأخذ جانب التطبيق بالسلوكيات.ثم ننتقل إلى إشعار الطفل
بأن سلوكياته وأفعاله مراقبة من الله عز وجل لتعزيز
المفهوم العقدي الموجود، نخبره أن الله موجود يراقبنا، يرانا، مطلع،
وهو بعيد يستمع إلينا ويبصرنا، تتبلور المفاهيم لديه حسب سنه،
ولكي ننجح في مهمتنا علينا استخدام الأسلوب القصصي، المحاكاة، التقليد،
إذ أن القصص تلعب دور كبير في تكوين الفكر عند الطفل .

ولا ننسى الاهتمام في جانب الاستمرار في تعزيز المعلومات
إذ لا يكفي أن نعلمه مرة واحدة..كما يحصل مع الكثير من الأهالي
إذ يعلمون أطفالهم الصلاة مرة واحدة وربما يهتمون
ويتابعونهم إذا ما أدوا الفرائض، لكنهم لا يراقبون أطفالهم كيف يصلون..
لا يتابعون معهم أهمية الخشوع في الصلاة حتى غدت عند الكثير
من المصلين مجرد حركات مما يجعلهم يكبرون وينشئون على ذلك ..
للأسف الكثير منا لا يقيم الصلاة إنما فقط يؤديها،
هناك من الناس من تخشع في الصلاة تتفكر وهي تقرأ الآيات، إن الله خلقنا،
وأن الجنة والنار خلقهم الله وينتظروننا .

يجب أن نفهم أطفالنا كيف يكتسبون عملية الخشوع .
عملية تعليم الطفل لا تكون بين يوم وليلة وتنتهي..
تبقى باستمرار حتى سن التكليف حيث تبدأ عملية التوجيه غير
المباشر عن بعد حيث تظهر في هذه السن
آثار المخزون الذي وضعناه في الطفل .

الجانب العقدي جانب معلومات وعلينا تطويع هذه المعلومات
على أرض الواقع مع التذكير والمتابعة.

وفي القرآن ما يدل على أهمية المتابعة في هذا الجانب ويتجلى ذلك
في يعقوب عليه السلام حين جمع أولاده وسألهم من ستعبدون من بعدي..

من يتأمل تلك الآيات يتبين له أن يعقوب وهو نبي لآخر لحظة في حياته
يذكر أبناؤه وهم كبار ويقر عندهم عقيدة التوحيد. وقد استنبط بعض علماء التربية
من هذه القصة إلى أن المسألة تحتاج إلى استحضار دائم وتذكير.

- كيف نرد على الأطفال عندما يسألوننا أين ربي ولماذا لا نراه؟

تجيب الدكتورة وفاء العساف:

أقول ربي في السماء لا نراه لأنه لا أحد يستطيع أن يراه..
ولكن إن عبدنا الله وأطعناه وفعلنا الخير واجتنبنا الشر
فإننا سنراه إن شاء الله في الجنة،
ولا بد هنا أن نقص عليهم قصة موسى عليه السلام
وماذا حدث له عندما طلب أن يرى الله،
يفهم من ذلك الطفل أن يتوقف عند حد معين ويتوجه عقله لما هو أولى..
ونفهمه أننا في مرحلة عمل وإعداد للوصول إلى رؤية الله
نقول له كل ما على الأرض لله ، نعلمه أركان الإيمان الستة
والأهم من ذلك أن يكون كل ذلك موجود في قرارة المربي نفسه،
كما أن المربي عندما يعلم طفله يتعلم معه إذا تثار المسألة لديه من جديد
كما أن على المربي أن يكون قدوة في أقواله وأفعاله
لذا يجب أن نربي أنفسنا أولاً وخاصة أن الأخلاق كلها قابلة للاكتساب .

- برأيك ما هو الأسلوب المناسب لتعليم الأطفال العقيدة الصحيحة ؟
أرى أن نقتدي بمنهج النبي – صلى الله عليه وسلم – في تعليم الصحابة،
تعليمهم الحب والرفق كخطوة أولى نوصل لهم المعلومة ونحببها إلى نفوسهم
ونكافئ مطبقيها ونعطيهم حوافز ومرغبات، إذا أن الأطفال ملوا طريقة العرض التلقيني
المباشر، لماذا لا نجلس مع أطفالنا جلسة قرآنية نقرأ فيها خمسة آيات نسألهم بعدها
ماذا فهموا منها نحاول أن نشغلهم ثم نقدم مكافأة لمن يجيب الإجابة الصحيحة،
بذلك سنولد لديهم روح التنافس وهي طريقة جيدة وغير مملة للتعليم
و جربتها بعض الأسر ونجحت معهم على أن يتم كل ذلك برفق ولين.
ومتى يبدأ استخدام العقاب معهم؟ .

يبدأ بعد أن نقدم لهم المعلومات و يباشرونها
ويعرفونها جيداً وتكون قد أخذت وقتها الكافي وصارت سلوك لهم،
فإذا لم يطبقوها يمكن استخدام العقاب وأعتقد أن الحرمان أسلوب جيد .
لكن للأسف كثير من المربين في غالب العقوبات التي تسري على الأطفال تكون
ردود أفعال أو حالة غضب فإذا فعل الطفل أمراً وكان المربي غاضباً ضربه

وإذا فعل الأمر نفسه وكان المربي في حالة نفسية جيدة لم يعلق عليه!.
هذه ليست تربية إنما تفريغ شحنة، وأنا أعرف أن هناك من الآباء
من يصلي ركعتين قبل أن يعاقب أولاده.

وعلينا أن نعلم الطفل العطاء وعدم انتظار رد هذا العطاء إلا من الله، يجب
أن يكون كل ذلك حاضر في ذهن المربي كأن تطلب من الطفل أن يعطي أخيه
أو صديقه حلوى وتقول له إن أعطيته مما معك سيعطيك مما معه وهذا خطأ
بل علينا أن نقول أعطيه ليرضى عنك الله ويكتبه في ميزان حسناتك ويرزقك غيرها .

- بعض المدرسين يستخدمون أسلوب الترهيب والتركيز عليه مع الأطفال
في هذه السن الصغيرة فما رأيكم؟

القرآن كله ترغيب وترهيب ولا تخلو سورة من الترهيب والترغيب والمهم كيف
نرغبه وكيف نرهبه وأنا لا أحبذ ذكر سيرة النار للطفل ولا أضع النار رقم واحد
وإن أردنا ذكرها للطفل علينا أن نعرضها له كما عرضها القرآن . مثلاً هذه النار لمن؟ ....

لمن كفر والله وعدنا في الجنة والذي يعصي الله يغضب عليه.

نضع الترهيب ضمن الترغيب وألا يكون هو الهدف بحيث لا يؤثر على نفسية الطفل..
فرسول الله – صلى الله عليه وسلم – عندما كان يعلم الصحابة يسألونه أن يدلهم
على الأشياء التي تدخلهم الجنة وتبعدهم عن النار فهم بذلك يعرفون أن هناك جنة
وهناك نار والناس يعبدون الله بالحب والخوف حيث تأتينا لحظات نقبل على
الطاعة حباً ولحظات نقبل خوفاً.

-ما الحدود المتاحة للمعلم لاختيار الوسيلة التعليمية الحسية لتبسيط
وتقديم المفاهيم الدينية الأساسية للأطفال؟

كل شيء ممكن فكل شيء يتطور حولنا، وكل وسيلة توصل للهدف
من حق المعلم أن يستخدمها.

أجيال اليوم متطورون يعيشون في عالم الكمبيوتر والإنترنت وما يشد انتباه طفل الأمس
لا يعبأ به طفل اليوم، حيث كأن الطفل يحتاج لأحد يصف له الصلاة ويعلمها له
أما الآن فإن الطفل يتعلمها عن طريق برامج الكمبيوتر التي تقدمها بأسلوب شيق جميل .
هما من يجعلان الفطرة تستقيم أو تنحرف


وعن مسؤولية الوالدين في غرس العقيدة الصحيحة عند أطفالهم تقول الأستاذة وفاء طيبة _
محاضرة بقسم علم النفس كلية التربية جامعة الملك سعود

إن في حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم:
(ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)

ما يبين أن الفطرة سوية وأن الوالدين هما من يجعلان هذه الفطرة تستقيم أو تنحرف.
من هذا الحديث ألمس سهولة غرس العقيدة الصحيحة في البيئة الإسلامية الصحيحة،
فمتى كان الوالدان على استقامة، ومن الاستقامة رغبتهما في تنشئة أطفالهما على
العقيدة السليمة التي فطره الله عليها، سهل ذلك عليهما لأن الأساس متوفر وهو الفطرة السليمة .
وتبين الأستاذة وفاء طيبة أن لغرس أي قيمة في نفوس الأفراد عدة مستويات،
أولها: الوعي بهذه القيمة والتعرف عليها، والعقيدة أهم قيمة
(وإن كانت قيمة معقدة مؤلفة من قيم كثيرة مرتبطة ببعضها)
في حياة المسلم، لذلك لا بد من أن أبدأ بتوعية الطفل بهذه القيمة،
أي أن أجعل الطفل يحس ويشعر بوجود الله سبحانه وتعالى، والمنهج الإسلامي
يسعى لتوفير الأمن والطمأنينة في نفوس الأطفال ومن ذلك تهيئة نفسية الأطفال
وتوعيتها وإعدادهم لما أريد غرسه من سلوك .

فإذا كان التوحيد هو: توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات،

فيمكننا توعية الطفل بذلك بعدة طرق:

1) تكرار الحديث معه أننا نعبد الله وحده، نصلي لله، نصوم لله، نتصدق لله،
نكرم الجار لله، بر الوالدين لله، الله وحده هو الذي نعبده (توحيد الألوهية) .

2) الحديث معه عن علم الله الواسع، عن نعمته الكبيرة علينا، عن فضله علينا،
ورزقه لنا، وتذكير الطفل بذلك كلما جاءت مناسبة، خاصة
إذا كان في موقف سعيد (توحيد الربوبية) .

3) توحيد الأسماء والصفات ممكن تبسيطه وعرض ما يمكن الطفل أن يفهم منه
كمناقشة بعض أسماء الله وصفاته ببساطة، أي الأسماء والصفات الواضحة
التي يمكن أن يفهمها الطفل، كأن نقول إن الله عليم، وهذا يعني أنه يعلم كل شيء

(مثلاً: يعلم ما نفعل في كل لحظة، يعلم ما نقول، يعلم ما نفكــــــر به، ....)،
وبالتالي فإن كذب فالله يراه، إن أخذ شيئاً ليس له فالله يراه، إن بر أمه أو ساعدها،
إن أعطى فقيراً فالله يراه ويحبه وهكذا. ونتابع مثل ذلك في الأسماء والصفات السهلة
مثل: إن الله بصير، إن الله رزاق ...

4) نحببه في الجنة، وحب الله له، ورأيي أن لا نذكر النار والعقاب في هذا السن الصغير،
حيث أن فيها تخويف من الله تعالى ونحن نريد الأطفال أن يحبوا الله أولاً،
وأرى أن نذكر النار أو العقاب بعد سن سبع سنوات، أو حينما نشعر أن الطفل ممكن

أن يتقبل ذلك ولا أعتقد أن نخبره بذلك قبل سن6 إلى 7 سنوات وهي المرحلة
التي يؤدب فيها المربي ابنه أو بنته، وتزداد قدرته على إدراك المعاني المجردة،
وتتمايز الانفعالات عنده ففي هذه السن الحب والسعادة والأمن متشابهان
وكذلك الخوف والكره والنار .

5) القدوة الحسنة.
6) الإجابة على أسئلة الطفل ببساطة بطريقة سهلة يفهمها، ولا نتوقع من الطفل
التعقيد في الأسئلة، فهو غالباً ما يتقبل الإجابات البسيطة الصحيحة لقلة خبرته
ومستوى نموه العقلي.

وهذا ما يخيف الوالدين أحياناً أي تتالي الأسئلة إلى درجة
قد يصعب الإجابة عليها وكأن هذا الطفل يعي ما يعون هم، وهذا غير صحيح .

المهم أن نكون قاعدة عريضة من حب الله وحده والارتباط به، فكل ما نفعله نفعله لله،
وكل ما يأتينا من خير فهو من الله .

وسوف نشاهد تدريجياً الانتقال إلى المستوى الثاني من تعلم القيمة
وهو الاستجابة أو الممارسة، ويجب أن نتوقع أن تكون الاستجابة
أولاً ظاهرية ثم عن اقتناع (أو تصديق باطني)، ثم في أعلى مستويات الاستجابة
وهو مراقبة المتعلم لذاته وقد تتأخر هذه المرحلة قليلاً، إلا أنني أعتقد أن بعض
الأطفال يصل إليها في بعض السلوكيات قبل سن الثامنة.

فمثلاً الطفل في تعامله مع سلوك الكذب إن هو تعلم أن الكذب لا يجوز والصدق هو سلوك المؤمن الحق،

فإنه في البداية قد يكذب ولكن لا يكذب أمام أبيه (الاستجابة ظاهرية)،
ثم بعد ذلك يكون مقتنعاً أن الكذب لا يجوز ولكنه قد لا يستطيع مقاومة إغراء
الكذب أحياناً (التصديق الباطني)، ثم بعد ذلك يستقر المعنى في نفسه
ويصبح يراقبه من داخله (مرحلة المراقبة).

وأحب أن أضيف أنه من المهم جداً أن يعيش الطفل في بيئة أسرية آمنة
مستقرة مريحة يشعر فيها بالحب، فهذا العامل مهم جداً
لتسهيل امتصاص القيم من البيئة المحيطة....
كتبت : || (أفنان) l|
-
كيف تربط طفلك بالعقيدة


كثير من الآباء يهتمون بربط أولادهم بعقيدة التوحيد وتربيتهم عليها ولكن الكثير منهم عندما يعني بربط الولد بالعقيدة يهتم فقط بتعليم أولاده معاني العقيدة المعرفية ومفرداتها العلمية بعيدًا عن معاني العقيدة العملية وتطبيقاتها السلوكية.


ونحن لا نقلل من أهمية بناء الجانب العلمي والمعرفي لدى الطفل؛ ولكننا نرفض ربط أطفالنا بالمصطلحات النظرية والمعلومات المعرفية وحدها؛ فتعليم الطفل معاني العقيدة المعرفية كتحفيظه أسماء الله الحسنى مثلًا، أو تدريسه كتاب مبسط عن التوحيد، أو تحفيظه بعض المتون إن كان الطفل متميزًا في الحفظ، كل هذا أمر جيد يغذي ثقافة الطفل، ولكن لا يكفي أبدًا لبنائه إيمانيًّا، إذا لم يتم التركيز على ربط الطفل بمعاني العقيدة العملية.

مثل معنى المراقبة، الذي ربط به ذلك الخال القدوة ابن أخته عبد الله بن سهل التستري،
أو معنى التوكل، أو معنى الرضا بقضاء الله وغيره من المعاني، التي لابد أن تُجسَّد للطفل بطريقة عملية.

إننا لا نريد أن نضيف إلى مكتبة بيتنا كتابًا آخر اسمه الطفل الحافظ لمصطلحات العقيدة ومعاني التوحيد، بقدر ما نحن بحاجة إلى أن نغرس العقيدة في نفس الطفل بطريقة عملية.

إن(العقيدة هي التي تبني في صميم وجدان الابن أخلاق الفكر، وأخلاق النفس، وأخلاق السلوك؛ ولذلك فإن المنهاج التربوي الصحيح يبدأ بترسيخ الجانب العقدي في قلب الابن ليصل بشكل هرمي إلى تهذيب أخلاقه)

[الأمة الإسلامية من التبعية إلى الريادة، د.محمد محمد بدري].

وإليك عزيزي المربي بعض الوسائل العملية لغرس معاني العقيدة العملية في نفس الطفل:

(1) رحلات التفكر والتأمل:
(وذلك بأن يلفت نظر الطفل إلى مظاهر الكون وارتباطها بالتوحيد، وهذا الربط يشعر الطفل بالتوازن النفسي، ويحس بأنه جزء من أجزاء الكون المتناسقة، ويُبيِّن له أن هذا الكون بكل ما فيه يسبح لله، ويرشده إلى التسبيح ليكون مع الركب المسبِّح.

كما أن المربي يستطيع تعليم الطفل صفات الله وأسمائه عن طريق التدبر في جمال الكون وعظمة الطبيعة ونظامها)
[كيف يربي المسلم ولده، محمد سعيد مولوي].

فما أجمل أن يقوم المربي باصطحاب طفله إلى المتنزهات والشواطئ والسواحل، والأماكن الخالية من المعمار، وأماكن الجمال الخلابة، ويُعلِّم المربي طفله بأنه ذاهب للتفكر في خلق الله تبارك وتعالى، ويجلس المربي وينظر إلى السماء ويجلس الطفل بجواره.

ثم يبدأ المربي باستغلال الموقف فيحكي لطفله قصة من القصص التي تتكلم عن التفكر والتأمل في خلق الله؛ مثل قصة إبراهيم عليه السلام
وهو يتفكر في خلق الله.

وما أجمل أن يشير المربي بيديه إلى السماء ويسأل الطفل: من الذي خلق السماء؟
فيجيب الطفل بفطرته: الله.

فيرفع المربي يده إلى السماء ويدعو ربه، ويرفع الطفل يده مقلدًا إياه، فما أعظم أثر هذه الوسيلة على ربط الطفل بالله وإيمانه به،
وتعلقه به، وتوكله عليه.
</b></i>
كتبت : || (أفنان) l|
-
غرس العقيدة في الطفل

لاشك أن تأسيس العقيدة السليمة منذ الصغر أمر بالغ الأهمية في منهج التربية الإسلامية، وأمر بالغ السهولة كذلك.



ولذلك اهتم الإسلام بتربية الأطفال على عقيدة التوحيد منذ نعومة أظفارهم، ومن هنا جاء استحباب التأذين في أذن الـمـولود، وسر التأذين
- والله أعلم- أن يكون أول ما يقرع سمع الإنسان كلماته المتضمنة لكبريـاء الـرب وعـظـمـتـه، والـشهادة التي أول ما يدخل بها في الإسلام،
فكان ذلك كتلقينه شعار الإسلام عند مـجـيـئـه إلـى الدنيا، كما يلقن كلمة التوحيد عند خروجه منها.


ومن ثم يتولى المربي رعاية هذه النبتة الغضة، لئلا يفسد فطرتها خبـيـث الـمؤثرات،

ولا يهـمـل تعليمه العقيدة الصحيحة بالحكمة والموعظة الحسنة،

لأن العقيدة غـــذاء ضـروري للـروح كضرورة الطعام للأجسام، والقلب وعاء تنساب إليه العقائد من غير شعور صاحبه،

فإذا ترك الطفل وشأنه كان



عرضة لاعتناق العقائد الباطلة والأوهام الضارة،

وهذا يقتضينا أن نخـتـار له من العقائد الصحيحة ما يلائم عقله ويسهل عليه إدراكه وتقبله، وكلما نما عقله وقــوي إدراكـــه غذيناه بما يلائمه بالأدلة السهلة المناسبة، وبذلك يشب على العقائد الصحيحة، ويكون لـه مـنهـا عـنــد بلوغه ذخر يحول بينه وبين

جموح الفكر والتردي في مهاوي الضلال.

أما إن أخطأ المربون في تعرف اهـتـمـامـــات الطفل الدينية فقدموا له تفسيرات دينية غير ملائمة، فحينئذ
"إما أن ينبذها كما يـنـبـذ أية فكرة لا تتسق مع تكوينه النفسي المتكامل، وإما أن يتقبلها على مضض مجاملة للأهل،
وضماناً لاستمرار عطفهم، ولكنه تقبل مؤقت يخفي معارضة مكبوتة.




فالإجابة السليمة الواعية على تساؤلات الأطفال الدينية، بما يتناسب مع سنهم ومستوى إدراكهم وفهمهم أمر ضروري، مع الاعتدال في التربية الدينية لهم، وعدم تحميلهم مالا طاقة لهم به... وكذا عدم اهمالهم بحجة أنهم صغار لا يفهمون -كما يظن البعض-...

فهذا رسولنا الكريم قد تعهد أصحابه - حتى الأطفال منهم- فغرس في نفوسهم
أسس العقيدة، قال معلماً لابن عباس -رضي الله عنه-:

«يا غلام إني أعلمك كلمات؛ احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله».


بمثل هذه التوجيهات الحكيمة نستطيع أن نحصن عقائد أبـنـائـنـا، وفي كل تصرف من تصرفات المربي وكل كلمة من كلماته يراقـب ربـه، ويحـاسـب نفسه لئلا تفوته الحكمة والموعظة الحسنة، وحتى لاتوقع أخطاء التربية أبناءنا في متاهات المبادئ،
يتخبطون بين اللهو والتفاهة، إلى الشطط والغلو، كل ذلك عند البعد عند التربية الحكيمة المتوازنة التي تسير على هدي تعاليم الإسلام الحنيف.



جوانب البناء العقدي عند الطفل المسلم:


أ-الإيمان بالله -جل وعلا-:

إن أهم واجبات المربي حماية الفطرة من الانحراف، وصيانة العقيدة من الشرك، لذا نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن تعليق التمائم تعويداً للصغير الاعتماد على الله وحده: «من علق تميمة فلا أتم الله له».

وإذا عرفنا أن وضع التميمة والاعتقاد فيها شرك، جنبنا أطفالنا هذا الشرك، وبعد ذلك يوجه المربي جهده نحو غرس عقيدة الإيمان بالله في نفس الصغير؛
فهذه أم سليم الرميصاء أم أنس بن مالك خادم الرسول -
صلى الله عليه وسلم - ورضي الله عنهم أجمعين أسلمت وكان أنس صغيراً لم يفطم بعد، فجعلت تلقن أنساً؛قل:
لا إله إلا الله، قل: أشهد أن لا إله إلا الله،
ففعل، فيقول لها أبوه: لا تفسدي على ابني فتقول: إني لا أفسده.


كان أبوه ما يزال مشركاً يعتبر أن التلفظ بعقيدة التوحيد والنطـق بالـشـهـادتين إفساداً لطفله، تماماً كما يرى كثير من الملاحدة - أصحاب المذاهب الهدامة والطــواغـيـت في الأرض في هذا العصر - أن غرس الإيمان وعقيدة التوحيد إفساد للناشئة وإبعاد لهم عن التقدمية كما يزعمون.


يتعرف الطفل أنه مسلم، وأن دينه الإسلام وهو الدين الذي ارتضاه الله له ولا يقبل من عباده سواه، والتركيز في التربية على ما وصفها ابن تيمية

-رحمه الله-
(محبة العامة وهي محبة الله تعالى لأجل إحسانه لعباده، وهذه المحبة على هذا الأصل لا ينكرها أحد، فإن القلوب مجبولة على حب من أحسن إليها).



فالله تعالى أعطانا العينين والطعام اللذيذ وكل ما يحبه هذا الصغير، فلا يملك صغيرنا إلا أن ينشأ على محبة خالقه -جل وعلا-.

ويـبـتـعـد المربي عن تلقين الأطفال اسم الله من خلال الأحداث الأليمة، لأن للـخـبـرات الأليمة أثرها في تشكيك المؤمن في عقائده وانحيازه إلى النزعة اللادينية".



ومن الأحداث الأليمة عند الطفل مثلاً أن نقرن له ولادة الطفل بشق بطن أمه مثلاً.. "فيتصور أن فـعـل الميلاد أمر بشع، وحيث إن مولد طفل جديد يثير قلقه.. فمن المحتمل أن تكون أولى خبرات الطفل بالله خبرات أليمة".


لذا، ينبغي أن نذكر اسم الله أمام الطفل من خلال مواقف محببة سارة، فالطفل مثلاً قد يستوعب حركة الـسـبـابـــة عند ذكر كلمة الشهادتين، يتلفظ بها الكبير أمامه، الأم أو الأب أو أحد الإخوة الكبار، وذلك منذ الشهر الرابع من عمره، فإذا به يرفع أصبعه مقلداً الكبار.

كم هي حركة لطيفة ومحببة عند الأهل الذين لا يملكون إزاءها إلا ضم صغيرهم وتشجيعه وهو يشير بأصبعه عند ذكر اسم الله... فيرسخ اسم الله في نفسه بمحبة عارمة من والديه، ويغرس حب الله في قلبه..

وإذا نما صغيرنا وترعرع نلفت نظره إلى مظاهر قدرة الله ونعمه التي لا تحصى: إذا نظر في المرآة نقول له معلمين قل:

"اللهم كما حسنت خَلْقي فحسن خُلُقي".

وإن لبس الجديد حمد الله على نعمه، وكذا إن أكل أو شرب قال:
"الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين".


وهكذا، فيعرف نعمة الله ويعتاد شكره، مع لفت النظر إلى مظاهر قدرة الله ونعمه التي لا تحصى.. كل ذلك بأسلوب رفيق ولهجة رقيقة من غير إسراف في عرض الفكرة ولا غلو فيها، وإنما بطريقة محببة تناسب الطفولة فتتمشى معها.



"ولا يجوز للمربي أن يتكـئ على خـــط الخوف حتى يـرعـب الطفل بغير موجب بكثرة الحديث عن غضب الله وعذابه. والـنـــار وبشاعتها..

إنما ينبغي أن نبدأ بالترغيب لا بالترهيب حتى يتعلق قلب الطفل بالله من خيط الرجاء أولاً فـهـــو أحـــوج في صغره إلى الحب".

علينا أن نذكر اسم الله -تبارك وتعالى- ونحن نستشعر عناية الله بالإنـســان وتكريمه له "حيث سخر له ما في سماواته وأرضه، وما بينهما حتى ملائكته.. جعلهم حفـظـة له في منامه ويقظته وأنزل إليه وعليه كتبه.. فللإنسان شأن ليس لسائر المخلوقات".

هذا فضلاً عن فائدة أخرى:

"إن الاعتقاد بكرامة الإنسان على الله، يرفع من اعتباره في نظر نفسه، ويثير في ضميره الحياء من التدني عن المرتبة التي رفعه الله إليها..

ونظافة المشاعر تجيء نتيجة مباشرة للشعور بكرامة الإنسان على الله ثم برقابة الله على الضمائر واطلاعه على السرائر".



وهكذا ننمي عند الأطفال الشعور الدينى القائم على حب الله؛ حيث نركز على معاني الحب والرجاء ومظاهر رحمة الله تعالى الواسعة بالناس.

كما نروض الطفل على محبة الله واحترام أمر الله، وارتباطه بأحكام دين الله، فإذا به شاب نشأ في رضوان الله لا يعرف غير الإسلام شرعة ومنهاجاً. نشعره أن الله يحبنا فلا يكلف نفساً إلا وسعها، وإذا أمرنا بشىء فالواجب أن نأتي منه ما نستطيع،
أما الحرام فلا نقربه مطلقاً.. فإن الله تعالى يحب الـمـطيعين له ولا يحب الكافرين:


**قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ والرَّسُولَ فَإن تَوَلَّوْا فَإنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الكَافِرِينَ} [ آل عمران: 32].

ويـردد الـمبدأ على مسمع الأطفال.. ويـغـرس في قلوبهم،فتنمو في نفوسهم مشاعر الأخوة الإيمانية والرابطة الإسلامية، والمفاصلة مع أعداء دين الله الكافرين به، وهذا مطلب تربوي هام وديني قبل كل شيء.

{قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إبْرَاهِيمَ والَّـذِيـنَ مَـعَهُ إذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ ومِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وبَدَا بَيْنَنَا وبَيْنَكُمُ العَدَاوَةُ والْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وحْدَهُ} [الممتحنة:60].


غرس العقيدة في الطفل

الله المستعان

ولن تخيب نفس ألهمت رشدها، فسارت على هدي رسولنا الكريم في تربية النشء،
ليعينها رصيد الفطرة المركوز بها، تستشفه من خلال إشارات طفلها إلى علو الله، ومن كلماته في الرضى والغضب والتي يبين فيها أن الله تعالى منصف للمظلومين، وليس أفضل من كتاب الله يذكرنا بوصية لقمان لابنه:

"وإنها لعظة غير متهمة، فما يريد الوالد لولده إلا الخير، وما يكون الوالد لولده إلا ناصحاً

" {يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ * ووَصَّيْنَا الإنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وهْناً عَلَى وهـْـــنٍ وفِـصَــالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي ولِوَالِدَيْكَ إلَيَّ المَصِيرُ * وإن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيـسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً واتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إلَيَّ ثُمَّ إلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * يَا بُنَيَّ إنَّهَا إن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ * يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وانْهَ عَنِ المُنكَرِ واصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} [لقمان:13-19].



ب- تعويد الأطفال حب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتوقيره:

عـلـى الـوالـديـن وموجهي الأطفال أن يغرسوا حب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في نفوس الناشئة، فـحـب رسـول الله مـن حـب الله - جـل وعلا - ولا يكون المرء مؤمناً إلا بحب الله ورسوله.

عن أنس - رضي الله عنه - قال، قال رسول الله -صلـى الله عـلـيـه وسـلـم-: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين» .


وعلينا أن نُفهم الطفل بعض الشمائل الطيبة، نقتبسها من السيرة النبوية،
مـن صـفـاته -صلى الله عليه وسلم- مثل: الرحمة بالصغار،
وبالحيوان وبالخدم... وأن نحكي له بعض القصص المحببة في هذا الشأن من سيرته - عليه الصلاة والسلام - ومن سيرة أصحابه الـكـرام،
وذلك حـتـى يـتـخـلق بخلق رسول الله، فيرحم الصغار والضعاف، ولا يؤذي الحيوان.


ونغرس في نفوس أطفالنا خلال سردنا لمواقف من سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- أثر تطبيق الدين في السلوك والخلق والعبادة...
فتتأثر نفوسهم، وتتفاعل قلوبهم بحب الرسول - عليه الصلاة والسلام -
وحـب رسـالـتـه، وفي ذلك المغفرة وجنات النعيم {قُلْ إن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ويَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ واللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}[آل عمران:31].

وعلى المربي أن يعلّم الأطفال الصلوات الإبراهيمية وأن يحفظوها إن أطاقوا ذلك، فالصلاة على النبي ترفع الدرجات،
وتضمن شفاعـة الـمصطفى -صلى الله عليه وسلم-
{إنَّ اللَّهَ ومَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:56]،

وأنه خاب وخسر من إذا ذكر عنده لم يصلِّ عليه.

اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



ج- الإيمان بالملائكة:


الملائكة جند الله، يأتمرون بأمره ولا يعصونه.. إن في العالم مخلوقات كـثـيـرة لا نعرفها، يعلمها خالقها - جل وعلا - ومن بينها الملائكة...
بهذه الصورة يمكن أن نتحدث عن هذا الركن الإيماني الغيبي أمام الأطفال،
ونضيف لهم بأن أعمال الملائكة كثيرة نستشفها من بعض الآيات الكريمة،ومن ذلك حفظ الإنسان: **إن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} [الطارق:4].

وكتابة ما يعمله في حياته: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ ق:18]

وكم يسعد الأطفال عندما تجمعهم أمهم، لتحدثهم عن الجنة ونعـيـمـهـا،
والملائكة فيها، إذ تبشر المؤمنين كقوله -

تعالى -:{إنَّ الَذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُـوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ المَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا ولا تَحْزَنُوا وأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلَيَاؤُكُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وفِي الآخِرَةِ ولَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ ولَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلاً مِّنْ غَـفُـورٍ رَّحِـيـمٍ * ومـَـنْ أَحْـسَـنُ قَـوْلاً مِّمَّن دَعَا إلَى اللَّهِ وعَمِلَ صَالِحاً وقَالَ إنَّـنِـي مِـنَ المُسْلِمِينَ}[ فصلت:30-33].

فالأم بذلك تستفيد من صفات طفولة أبنائها، في خدمة عقيدتها، ويجددون مرضاة الله (تعالى).

فبدلاً من إرضاء الخيال النامي عندهم بقصص خرافية وأساطير وهمية، قد لا تجلب لهم إلا العنف والبعد عن الواقعية..

نكون بذلك قد تعاملنا مع طفولتهم بما يرتضيه الشرع الحنيف.. على أن لا يكون في هذا شطط ولا غلو، إن الغلو في أي شيء إفراط قد يؤدي إلى خلاف ما يقصد المربي.

وينبغى ألا يثبّت المربون صورة خاطئة في عقول الأطفال عن شكل الملائكة مثلاً.. ولاسيما أن أكثر وسائل الإعلام تصور الملائكة بأشكال معينة لها أجنحة،
وتصور الشيطان بأن له قروناً..
وذلك حتى لاتثبت هذه الصورة الخاطئة في نفس الطفل.



د- عدم التركيز على الخوف الشديد من النار:

إن الطفل ذو نفس مرهفة شفافة، فلا ينبغي تـخـويـفـه ولا ترويعه، لأن نفسه تتأثر تأثراً عكسياً.. يمكن للمربي أن يمر على قـضـيـة جـهـنـم مراً خفيفاً رفيقاً أمام الأطفال، دون التركيز المستمر على التخويف من النار، ظناً منه أن هذه وسيلة تربوية ناجعة..

أخـرج الحـاكـم والـبـيـهـقـي عن سهل بن سعد - رضي الله عنه -:
أن فتى من الأنصار دخلته خشية الله، فكان يبـكـي عـند ذكر النار حتى حبسه ذلك في البيت، فذُكر ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فـجـاءه فـي الـبـيت، فلما دخل عليه اعتنقه النبي وخر ميتاً ، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «جهِّزوا صاحبكم، فإن الفَرَق فَلَذَ كبده!».


إن الفقه في دين الله هو ألا يقنط الناس من رحمة الله وألا يستهينوا بمعاصيه. فعن علي - رضى الله عنه - قال: "ألا أنبئكم بالفقيه حق الفقه؟ من لم يقنط الناس من رحمة الله، ولم يرخص لهم في معاصي الله، ولم يؤمنهم مكر الله، ولم يترك القرآن رغبة عنه إلى غيره، ولا خير في عبادة ليس فيها تفقه، ولا خير في فقه ليس فيه تفهم".



هـ - الإيمان بالقدر:

وعلينا أن نزرع في نفس الطفل عقيدة الإيمان بالقدر منذ صغره، فيفهم أن عمره محدود، وأن الرزق مقدر، ولذلك فلا يسأل إلا الله، ولا يستعين إلا به، وأن الناس لا يستطيعون أن يغيروا ما قدره الله - سبحانه وتعالى - ضراً ولا نفعاً، قال - تعالى -: {قُل لَّن يُصِيبَنَا إلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا}

[التوبة:51].

أما كيف يتم ذلك؟ فمن خلال انتهاز الفرص المناسبة،
ولعل أبرز الظواهر التي تلفت نظر الأطفال في هذا المجال ظاهرة الموت؛ فهم قد يتقبلونه تقبلاً معتدلاً، وذلك في ظل أسرة لا تبدي جزعها من الموت،
وتُشعر الأطفال - وببساطة - أن من ينتهي عمره يموت.

أما إن شعر الأطفال - بطريقة ما - أن الموت عقوبة وذلك من خلال التعليق على موت أحد الناس:
"والله إنه لا يستأهل هذا الموت"! كما تقول بعضهن في لحظة انفعال، نسأل الله المغفرة والهداية، وكذا إن هددت الأم طفلها بالضرب والتمويت؛ فيزرع في ذهنه أن الموت عقوبة وليس نهاية طبيعية ومنتظرة للجميع،مما يجعله يجزع منه مستقبلاً، وهذا ما يتنافى مع عقيدة الإيمان بالقدر.


وكذا بالنسبة للرزق:

جميل بالمربية أن تتعمد أمام طفلها حمد الله - تعالى - على ما أعطى من الرزق، فذلك يرسخ في ذهنه أن المال مال الله، والخير كله منه.. وإن قال لها مستنكراً: إلا أن المال من مكان "كذا" لمكان عمل والده - فهي الفرصة لأن تغرس في نفسه أنه لابد من اتخاذ الأسباب المؤدية إلى النتائج بحسب السنة الجارية.. ومن ثم يـحـس بوجـوده الـذاتـي ويـعـمـل، دون أن يفـتن بنفـسه ولا بعمله، ودون أن يفـتـن بالأسباب.

وإن اتخاذ الأسباب مع الإيمان بالقدر يجعل من المسلم إنساناً مقداماً لا يخشى إلا الله، كريماً لا يخاف على نفسه الفقر، صبوراً لا يهلع أمام كل مصيبة مادامت مقدَّرة.

فهذا المعتقد يُحدث في حسن المؤمن توازناً جميلاً رائعاً، يعينه على القيام بدور الخلافة الراشدة في الأرض، ويجعله يعمل في الأرض وقلبه متطلع إلى الله في السماء.

إنه يتخذ الأسباب عبادة لله، وانطلاقاً مع سنة الله الجارية، ويحس في الوقت ذاته أن النتيجة التي وصل إليها هي قدر قدَّره الله وليست حصيلة أسبابه التي اتخذها، وأن الأسباب لا تؤدي بذاتها أداءً حتمياً إلى النتيجة إنما تؤدي إلى النتيجة بقدر من الله.

فهذه المعاني تدفع الطفل إلى عدم التخاذل، فلا يداهن ولا يراوغ، لأنه قد حُصِّن بقوة العقيدة، ولا يمكن أن ينحني رأسه أمام مغريات الدنيا ولا إرهاب المتجبرين؛ لأنه اعتاد أن ينحني ويسجد لله فقط.

فمن هؤلاء الأطفال الذين نغرس في نفوسهم هذه المعاني - معاني العقيدة - سيكون خط التغيير نحو منهج الله بإذن الله. من المنازل ومن رياض الأطفال سوف تصحح المفاهيم، فليتقِ الله أولياء الأمور في هذه المدارس وفي تلك المنازل، وليعلموا عظم المسؤولية وليؤدوا الأمانة بصدق وإخلاص، ليربطوا عقيدة الناشئة بعقيدة السلف.

اللهم أصلحنا وأصلح ذرياتنا، ربنا أصلح لنا في ذرياتنا إنا تبنا وإليك وإنا من المسلمين

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

المصدر :

الشيخ محمد حسين يعقوب ( حفظه الله )


الصفحات 1 2  3 

التالي

اغلاق الناس وتهديد بإغلاق أزهري وتمويل أمريكي لإطلاق قناة تحارب السلفية

السابق

الرجيم والوجه

كلمات ذات علاقة
بكلام , تكفوووون , خايفه , خطير , صارحني , ساعدوني , عليه , ولدي , وانا