* شرح حديث عمدة الأحكام في قضاء الصلاة الفائته *

مجتمع رجيم / الحديث الشريف وتفسيره
كتبت : * أم أحمد *
-
الحديث الـ 117 في قضاء الفائتة




عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :

مَنْ نَسِيَ صَلاةً فَلْيُصَلِّهَا إذَا ذَكَرهَا , وَلا كَفَّارَةَ لَهَا إلاَّ ذَلِكَ ،

( وأَقِمْ الصَّلاةَ لِذِكْرِي ) .

وَلِمُسْلِمٍ : مَنْ نَسِيَ صَلاةً , أَوْ نَامَ عَنْهَا ، فَكَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إذَا ذَكَرَهَا .

في الحديث مسائل :


1 = ليس في النوم تفريط


ولذا قال عليه الصلاة والسلام : ليس في النوم تفريط ، إنما التفريط على من لم يُصَلّ الصلاة حتى يجيء

وقت الصلاة الأخرى ، فمن فعل ذلك فليصلها حين ينتبه لها .

رواه مسلم .


وهذا في حق من لم يُفرِّط في النوم والاستيقاظ أصلا ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك بعد ما أهم

الصحابة رضي الله عنهم فوات الصلاة في السّفر .


ففي حديث أبي قتادة رضي الله عنه قال : فجعل بعضنا يهمس إلى بعض : ما كفارة ما صنعنا بتفريطنا

في صلاتنا ؟ ثم قال : أما لكم فيّ أسوة ؟ ثم قال : أما إنه ليس في النوم تفريط ، إنما التفريط على من لم يُصَلّ الصلاة حتى يجيء وقت الصلاة الأخرى .

ومع أنه عليه الصلاة والسلام كان مُسافرا مُتعباً إلا أنه أخذ احتياطه في الإيقاظ

وفيه أيضا : فمال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطريق فوضع رأسه ، ثم قال: احفظوا علينا

صلاتنا .
وفي رواية للبخاري : قال : سرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة ، فقال بعض القوم : لو عَرّسْت بنا

يا رسول الله ؟ قال : أخاف أن تناموا عن الصلاة . قال بلال : أنا أوقظكم ، فاضطَجَعُوا وأسند بلال ظهره

إلى راحلته فغلبته عيناه فنام ، فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم وقد طلع حاجب الشمس ، فقال : يا

بلال أين ما قلت ؟ قال : ما أُلقِيَتْ عليّ نومة مثلها قط ! قال : إن الله قبض أرواحكم حين شاء وردّها

عليكم حين شاء ، يا بلال قم فأذّن بالناس بالصلاة ، فتوضأ ، فلما ارتفعت الشمس وابياضّت قام فصلى .

فمن فرّط في النوم ، بأن نام مُتاخِّراً ، أو فرّط في الاستيقاظ فلم يَحتَط ، فقد فرّط .


2 =
فيه بيان نوع من أنواع الذِّكْر ، وهو ذِكر يَبعث على أداء ما افترض الله .


والذكر ثلاثة أنواع :


1 – ذِكر يبعث على الخوف من الله فيحجز عن معاصيه ، وهذا الذي قال في تبارك وتعالى :

( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ ) .

قال فيه شيخ الإسلام ابن تيمية : أعظم أنواع الذِّكر .

2 – ذِكر يبعث على أداء ما افترض الله ، وهو قال فيه تعالى : ( وأَقِمْ الصَّلاةَ لِذِكْرِي ) .

قال مجاهد : أقِم الصلاة لتذكرني بها .

وقال السمعاني في تفسير هذه الآية :

فيه أقوال :

أحدها : لتذكرني فيها .

والآخر : تذكرني ، وهو قوله الله أكبر .

والثالث : أقم الصلاة لِذِكْرِي ، أي صَلّ إذا ذكرت الصلاة ، وهذا قول معروف .

وقال فيه : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) .

3 – الذِّكر المعروف باللسان ، وهو على ثلاث مراتب :

بالقلب ثم يتبعه اللسان
باللسان ثم يتبعه القلب
باللسان وحده ، وهو أضعف مراتب الذِّكر ، كما يقول ابن القيم رحمه الله .


3 =
العفو عن الخطأ والنسيان ، لقوله تعالى : (رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا)
ولقوله صلى الله عليه وسلم : إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان ، وما استكرهوا عليه .

رواه ابن حبان والحاكم وقال : صحيح على شرط الشيخين .

وهذا ليس في الصلاة فحسب بل في سائر العبادات ، فالصائم معفو عنه إذا أكل أو شرب ناسيا ، وكذلك

الحاج إذا نسي شيئا من نُسكه ، فإنه يأتي به ، أو ارتكب محظورا ناسيا ، فإنه لا يؤاخذ به .

4 =
قوله : " فَكَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إذَا ذَكَرَهَا " فيه دليل على أن الصلاة الفائتة تُصلى إذا ذُكِرت ،

سواء نسيها أو نام عنها أو صلاها على غير طهور ، أو تَرَكها المريض ظانا أنها تسقط عنه ،

أو المرأة ظانّـة أن ما نزل معها من دم يمنع الصلاة ، ثم تبيّن لها خلاف ذلك .


ولا يؤخِّر الصلاة حتى يأتي وقت مثيلتها ، ليُصلّيها معها .


وإنما يُصليها إذا ذكرها .

والله تعالى أعلم .


الأحكام الفائته cw8i5we9yscazlumqe0.


كتبت : || (أفنان) l|
-
بارك الله فيكِ وجزاكِ الله خير
أسأل الله العلي العظيم أن يجعل
ماطرحتي في ميزان حسناتكِ


كتبت : * أم أحمد *
-
تسلم يداكِ على الرد الطيب
بارك الله فيكِ
كتبت : سنبلة الخير .
-
كتبت : * أم أحمد *
-

التالي

شرح حديث (إنما الصبر عند الصدمة الأولى...) من رياض الصالحين للعثيمين رحمه الله

السابق

* شرح حديث الصحبه في الله *

كلمات ذات علاقة
الأحكام , الصلاة , الفائته , يجيب , شرح , علية , في , قضاء