التطور التاريخي للتعلم التعاوني

مجتمع رجيم / التربية و التعليم
كتبت : || (أفنان) l|
-


التطور التاريخي للتعلم التعاوني:
يلاحظ على عملية التعلم أنها في تغير مستمر، وذلك بسبب التسارع الحاصل في ميادين المعرفة والمعلومات والاتصالات بشتى أشكالها وأنواعها، في كل فترة زمنية يختلف التعلم عن فترة سابقة، بحثاً عن تعلم أفضل ومنها على سبيل المثال التعلم التعاوني.


إن فكرة التعلم التعاوني فكرة قديمة وردت في جميع الكتب السماوية، وفي القرن الأول أشار كونتليون(Quntillion) إلى أن الطلبة يستفيدون من التعليم إذا قام أحدهم بتعليم الآخر،. (أبو حرب وآخرون، 2004م، ص80).

وإذا قرأنا في التاريخ الإسلامي وجدنا أن الإسلام قد أمر بالوحدة، ونبذ الفرقة، لأنه دين التعاون
قال تعالى((وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)). (المائدة آية 5).

كذلك عززت الأحاديث النبوية الشريفة هذا المفهوم لما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم (المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضًا). (صحيح مسلم،ص974).
وقوله صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى). (صحيح مسلم،ص974).


وفي أواخر القرن الثامن عشر قام لانكستر وبل (Lancastr and Bell) باستخدام مكثف لمجموعات التعلم التعاوني في إنجلترا، وبعدها تم نقل هذه الفكرة إلى أمريكا

عام1806م عندما تم افتتاح مدرسة تعني بهذا الأسلوب في مدينة نيويورك، وتم التركيز على هذا النمط في المدارس الأمريكية في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي
(سعادة وآخرون ،2008م،ص36).
كانت بداية التعلم التعاوني عام 1900م على يد العالم كيرت كوفكا والذي أكد على أن المجموعات وحدات كاملة نشطة يختلف فيها الاعتماد المتبادل بين الأعضاء، وقد قام كيرت ليفين بتطوير أفكار كيرت كوفكا حيث كان يقول (1935-1984م ) أن الاعتماد المتبادل بين أفراد كل مجموعة من المتعلمين هو أساس تكوين هذه المجموعة.

وفي الأربعينيات من القرن العشرين طور دويتش(Duatsch 1949- 1962م) أفكار كيرت ليفين إلى نظرية التعاون والتنافس(سليمان، 2005م، ص34).

وفي الستينيات من القرن العشرين الميلادي برزت جهود جونسون وجونسون في جامعة مينيسوتا حيث قاما بإنشاء مركز التعلم التعاوني الذي كان من أهدافه صياغة نماذج نظرية تتعلق بطبيعة التعاون وعناصره الأساسية وإجراء برنامج منظم من الأبحاث لفحص النظريات وتحويل الصحيح منها إلى إجراءات عملية يمكن تطبيقها داخل الفصول
(الديب ، 2005م، ص32).

وتعد فترة الثمانينات من القرن العشرين بداية الاهتمام المتزايد بالتعلم التعاوني ففي عام 1983م قام جونسون بجمع مائة واثنتين وعشرين دراسة حول أثر التعلم التعاوني في التحصيل، أظهرت تلك الدراسات تفوق التعلم التعاوني على التعلم التنافسي والفردي فيما يتصل بالتحصيل وإكساب المفاهيم وحل المشكلات.
(العمرو ، 2002م، ص15).

ويتبين أن التعلم التعاوني ليس وليد العصر الحالي بل فكرة لها تاريخ قديم في الميدان التربوي، نادى بها معظم المهتمين بمجال التربية: كيرت كوفكا، وكيرت ليفين، ومورتون دويتش، وجونسون وجونسون، وغيرهم من العلماء، لما للتعلم التعاوني من آثار إيجابية على العملية التربوية، في زيادة التحصيل الدراسي واكتساب بعض المهارات الاجتماعية.
أهمية التعلم التعاوني:
أوردت الأدبيات التربوية جملة من الفوائد التي جعلت التعلم التعاوني يحظى باهتمام القائمين على العملية التعليمية ومن هذه الفوائد:
تكوين اتجاهات إيجابية نحو المواد الدراسية، ويساعد أيضاً على تنمية روح الجماعة ويعمل على تنمية المهارات الاجتماعية مثل: القيادة والاتصال والمشاركة، وتعزيز الثقة بالنفس، والتدريب على مهارات التعامل مع الآخرين ، كما يساعد التعلم التعاوني على زيادة التحصيل (الشيخ ، 2003م،ص43).


ويزيد من التوافق النفسي والاجتماعي (الديب2005م،ص104) .
ويعمل على تنمية قدرات الفرد على حل المشكلات وتطبيق ما يتعلمه في مواقف جديدة (البلوي ، 2006م، ص9).
ويدرب الطلاب على التعبير عن آرائهم وأفكارهم بحرية.
ويؤدي إلى تحسن المهارات اللغوية والقدرة على التعبير ( السليتي، 2005م، ص118 ).
ويقلل من الفترة الزمنية التي يعرض فيها المعلم المعلومات.
ويعمل على إشباع حاجات الطلاب للتقدير والإنجاز والانتماء والعطف (المالكي،2002م، ص16).
كما أشار جونسون وآخرون (1993م، ص8) إلى أن التعلم التعاوني يعمل على زيادة التحصيل والإنتاجية وزيادة العلاقة الإيجابية.
ويرى الباحث أن التعلم التعاوني يكون عظيم الفائدة للمتعلم والمعلم والمدرسة والمجتمع من خلال بناء وفهم المعلمين لعناصره، التي تجعل العمل التعاوني عملاً ناجحًا، حيث أشار جونسون وآخرون

(1993 م ، ص9) أنه على المعلمين أن يبنوا بوضوح في كل درس تعاوني عناصر العمل التعاوني الخمسة الأساسية،وأشار البغدادي وآخرون (2005م، ص216)
إلى أن التعلم التعاوني الفعال يحدث عندما نتأكد من أن العناصر الأساسية موجودة داخل بناء كل درس تعاوني، كذلك أشارت سليمان(2005م،ص48)
إلى أنه لا يمكن أن نطلق على التعلم التعاوني هذا الاسم ما لم ينطبق عليه العناصر الخمسة الأساسية

وهذه العناصر هي :
1.الاعتماد الإيجابي المتبادل (Positive Interdependence)

هذا العنصر من أهم عناصر التعلم التعاوني، ويتمثل هذا الاعتماد من خلال شعور كل عضو من أعضاء المجموعة بأهمية العمل الذي يقوم به وأن نجاح أو فشل المجموعة للكل
وله أيضا، وشعور كل عضو في المجموعة بأنه مرتبط مع مجموعته ورفع شعار: إما أن ننجو معًا أو نغرق معًا، ولحـدوث ذلك فإن عـلى المعلـم أن يبني هذا الشعور من خلال: (أبو النصر وجهاد ،2005م،ص32)

· وضع أهداف مشتركة تعمل المجموعة على تحقيقها (إذ على كل طالب أن يتعلم المادة ويتأكد من أن كل طالب آخر في مجموعته قد تعلمها).

· منح أفراد المجموعة تعزيزات مشتركة (فإذا حقق أفراد المجموعة درجات أعلى من السقف المحدد للإنجاز وجب إعطاء كل فرد درجة إضافية؛ ليشعر أن ما أفاد المجموعة ككل من تعاونه قد أفاده أيضاً).

· تحديد دور كل فرد في المجموعة( فهناك: المنظم/الملخص/الموسع والمستوضح وغيرها).

· يجب أن يعطى الطلاب مهمة ذات أهداف واضحة ليعملوا معتقدين بأنه إما أن ينجح أفراد المجموعة معاً وإما أن يفشلوا جميعًا.

2.التفاعل المعزز وجها ًلوجه
(Primitive Interaction)
مواجهة الطلاب وجهاً لوجه وحدوث تفاعل إيجابي بينهم عملياً ولفظياً لزيادة تعلم بعضهم بعضًا ، ويلتزم كل فرد في المجموعة بتقديم المساعدة والتفاعل الإيجابي وجهاً لوجه مع زميل آخر في نفس المجموعة ، والتبادل في المواد والمعلومات والنقاشات فيما بينهم .
ولحدوث ذلك فإن على المعلم تشجيع الطلاب على: ( سليمان ، 2005م،ص87)

1. تقديم وتلقي المساعدة والدعم الأكاديمي والشخصي من بعضهم البعض.
2. تبادل المصادر والمعلومات فيما بينهم.
3. النقاش الفكري فيما بينهم.
4. تقديم وتلقي تغذية راجعة عن التقدم الأكاديمي فيما بينهم.
5. اتخاذ قرارات مشتركة.
6. ملاحظة حدوث التفاعل الإيجابي بين الطلاب.

3. المسئولية الفردية والجماعية
(Individual Accountability)
يحمل كل فرد من أفراد المجموعة مسئولية تعلمه أو القيام بالمهمة المحددة له، بالإضافة إلى مساعدة أعضاء مجموعته بإيجابية، وهدف هذا العنصر جعل كل عضو من أعضاء المجموعة قوياً بمفرده فيما بعد ، كما على كل عضو من أعضاء المجموعة مسئولية بالإسهام بنصيبه في العمل والتفاعل مع بقية أفراد المجموعة بإيجابية ، وليس له الحق بالتطفل على عمل الآخرين، كما أن المجموعة مسئولة عن استيعاب وتحقيق أهدافها وقياس مدى نجاحها في تحقيق تلك الأهداف وتقييم جهود كل فرد من أعضائها.

ولحدوث ذلك فإن على المعلم ما يلي: (أبو النصر وجهاد ، 2005م،ص32).
· تقويم أداء كل متعلم بشكل مستمر، ومنح الدرجة على عمله له وللمجموعة.
· إعطاء كل طالب اختبارًا فردياً لتحديد المسئولية عن الإنجاز.
· الاختبار العشوائي لأحد الطلاب لتقديم الإجابة دون أن يكون ذلك دوره.
4. المهارات البين شخصية والاجتماعية (Interpersonal And Social Skills).
والمهارة تعني السهولة والدقة في أداء أي عمل من الأعمال نتيجة لعملية التعلم. (الجبري والديب، 1998م،ص76).

وفي التعلم التعاوني يتعلم الطلاب المهام الأكاديمية إلى جانب المهارات الاجتماعية.
ولن يستطيع الفرد في المجموعة الصغيرة العمل بشكل تعاوني دون الحاجة إلى المهارات التعاونية،
وهذه المهارات كثيرة قد حصرها بعض الباحثين في أربعة مستويات جونسون وآخرون (1993م،ص90):
§ مهارة التشكيل Forming: وهي أولى المهارات الإدارية موجهة نحو تنظيم المجموعة وتأسيس الحد الأدنى لمعايير السلوك المناسب وتشمل المهارات التالية: التوجه إلى مجموعات التعلم التعاوني بهدوء، البقاء مع المجموعة، استخدام أصوات هادئة، تشجيع الجميع على المشاركة.
§ مهارة العمل Functioning: وهي المهارات المطلوبة لإدارة مجهدات المجموعة لإنجاز مهماتها والمحافظة على علاقات عمل فاعلة بين الأعضاء وتشمل المهارات التالية: تبادل الآراء والأفكار، إعطاء التوجيه إلى عمل المجموعة، طلب المساعدة أو التوضيح، وصف المشاعر.

§ مهارة الصياغةFormulating: وهي مطلوبة لبناء مستوى أعمق من الفهم للمواد لإثارة عمليات التفكير ولزيادة الإتقان وهي تشمل المهارات التالية: التلخيص بصوت مسموع، البحث عن الدقة، التوسع في المعلومات، التأكد من الفهم، الطلب إلى الآخرين أن يخططوا بصوت مسموع.

§ مهارة التخمر (البلورة)Fermenting: وهي لازمة للانخراط في المناقشات بغرض إثارة تصور لمفاهيم المادة الدراسية، ومن أجل البحث عن المعلومة وطرح العديد من الأفكار وهي تشمل المهارات التالية: نقد الأفكار دون انتقاد الأشخاص، وتمييز نقاط الاتفاق والاختلاف، ودمج الأفكار وبرهنة الاستنتاج والتوسع في الإجابات وفحص الواقع بتفقد عمل المجموعات.
ومن أجل تعليم المهارات التعاونية فان على المعلم القيام بعدة خطوات: (جونسون وآخرون، 1993،ص97) :
1) تلمس المعلمين لحاجة الطلبة للعمل معاً.
2) قيام المعلمين بمساعدة الطلبة على فهم المهارة نظرياً وعملياً.
3) قيام المعلمين بإعداد مواقف تعليمية للتدريب على المهارة.
4) أن يتأكد المعلمون من ممارسة الطلبة للمهارة التي تعلموها.
5) قيام المعلمين بتشجيع الطلبة على استمرار ممارسة المهارة.
6) تشجيع المعلمين للطلاب على بناء مواقف لاستخدام المهارات .
7) توجيه الطلبة لاستخدام المهارة كي تصبح جزءا من ذخيرتهم السلوكية.
8) وضع معايير صفية لتدعيم استخدام المهارة.

5. معالجة عمل المجموعات
(Group Processing).

تحتاج كل مجموعة إلى وقت من قبل المعلم لمناقشة وتقويم تقدمها في عملها وتحقيق أهدافها، ومدى محافظتهم على العلاقات الفاعلة بينهم لأداء مهماتهم،
ولأنه من خلال مناقشة أفراد المجموعة لتصرفاتهم يتبين لهم نواحي القوة والضعف في عمل المجموعة ككل،
ويتم معالجة عمل المجموعة من خلال ما يقوم به المعلم من:

(أبو النصر وجهاد، 2005م،ص33)
· تكليف أحد أفراد المجموعة بالتحدث عن ثلاثة أعمال أداها وساهم بها في إنجاح عمل مجموعته.
· تحدث أفراد المجموعة عن سلوك ما أو عمل يقومون به في اليوم التالي لرفع مستوى أداء مجموعتهم.
· القيام بتفقد عمل المجموعات في أثناء الأداء، وإعطاء المجموعات تغذية راجعة حول الأداء في أثناء العمل أو بعده؛ حول تقدم الأفراد في عملهم التعاوني داخل المجموعات، إعطاء الصف بكامله تغذية راجعة عن مجمل إنتاجهم.
ويرى الباحث أن جميع العناصر ضرورية للتعلم التعاوني ، ويعتبر عنصر الاعتماد المتبادل الإيجابي، وعنصر المهارات الاجتماعية،

من أهم عناصر تعلم التعاوني وهي أساس له.
التاريخي التعاوني 00003251.gif
حيث إن التعلم التعاوني ما هو إلا تعلم مهام أكاديمية وتعلم مهارة اجتماعية ومن خلال عنصر الاعتماد المتبادل الايجابي
وعنصر المهارات الاجتماعية
تتحقق باقي العناصر الأخرى لعناصر التعلم التعاوني.
منقول

التاريخي التعاوني lge7t9ms1sc7rx18uyh.

كتبت : ღ♥ بسمة الحياة ღ♥
-
لطالما في كل موقف وعلم وحدث نجد ان ديننا يسبق بكثيررر
الدراسات الحديثة في تأصيلها لهذه الافكار
يعجبني كثير ا هذا النوع من استراتيجيات التعليم
حيث اثبت فعاليته في الميدان التربوي


طموحي داعية


موضوع في قمة الروعه

لطالما كانت مواضيعك متميزة

لا عدمنا التميز و روعة الاختيار

دمت لنا ودام تالقك الدائم

كتبت : ❤ღ.. بريق أمل.. ღ❤
-


طموحي داعية

مواضيعك كتير رائعة
يسلمو حبيبتي
الله يعطيكي الف عافية
كتبت : ام انوووس
-
ماشاء الله تبارك الله
كل موضوع يدل على ثقافة العضوة
بارك الله فيك ياغاليتي
ولاعدمنا طرحك المميز
اختك/منى

التالي

جداول للمدارس وللجامعات رااااااااااائع

السابق

لكل من تكره المدرسه

كلمات ذات علاقة
للتعلم , التاريخى , التعاوني , التطور