ملف شامل عن القلب..وعلاج قسوته
أخواتي ....
الكثير منا يصلي ويصوم ويقرأ كلام ربه وربما أكثر من الذكر
ومع ذلك يشعر أن حاله لا يتغير كثيرا وهمه إن أبعد عنه شبرا عاد أخرى وألتصق
وأنه كما هو لا أثر لذلك كله...
هل تعرفون السبب عزيزاتي؟؟
السبب بكل وضوح في القلب
ويعود كله إلى أننا تعبدنا لله بجوارحنا وعطلنا (عبادة القلوب) وهي الغاية وعليها المدار ,والأعمال القلبية لها منزلة وقدر، وهي في الجملة أعظم من أعمال الجوارح .
إننا حين نصلي صعود وقيام تتحرك جوارحنا لكن ...قلوبنا لا تصلي فهي لاهية لا متدبرة ولا خاشعة
فلا يكون لصلاتنا أثر ولا معنى
فلا هي تنهانا على المنكر ولا هي تجلو عن قلوبنا الهم وعلى المشاق تعين.
وكذلك في تلاوتنا للقرآن الكريم فكيف هي أوضاعنا ....
ألسنا نفتح المصحف وتتحرك شفاهنا وتعلوا أصواتنا وقلوبنا تجول في الدنيا وتصول فهي لم تقرأ معنا؟؟
وكذلك في صيامنا فلا استشعار واحتساب وكف للنفس عن اللغو والصخب وتدبر أمر الله واستشعار الخضوع له.
أخواتي...
المسألة كبيرة جدا فمن أراد السعادة والثمار الحقيقية من طاعة الله جل جلاله فليتعبد بالقلب مع الجوارح (إذا صلحت صلح لها سائر الجسد) الراوي: - المحدث: ابن تيمية - المصدر: الجواب الصحيح - الصفحة أو الرقم: 6/487
خلاصة حكم المحدث: صحيح.
وقد نحسن الصلاة والصدقة والعمرة وغيره بجوارحنا لكن لا نحسن عبادة القلب
فمع أن عبادات الجوارح صلاحها في إتصال القلب وقيامه معها
كذلك له عبادات مستقلة كالتوكل , و الحب , وحسن الظن , والصبر , والرضى عن الله , وتعظيمه جل جلاله وووغيره
إن قلوبنا تغرق.....في الدنيا فقط
هل تعلمنا ما يجب لربنا في قلوبنا ؟؟
أم أننا عطلنا القلب فلا توكل ولا تفويض ولا صبر ولا حسن ظن إن أصابنا ضر هلعنا وجزعنا وأكثرنا الشكوى والأنين ولربما والعياذ بالله تسلل للقلب القنوط
احبتي... الله لا ينظر إلى أجسادنا ولكن ينظر إلى قلوبنا التي في الصدور
فأسالوا انفسكم كيف هي عبادة قلبي؟؟
هل قلبي قائما بعباداته؟؟
هل أنا توكلت على الله حق توكل وصدقت في الإعتماد عليه وتفويض الأمر إليه , أم أني أثق في كفاية الخلق أكثر؟
هل أنا أمتلىء حبا لله وخشية منه ورجاء له وحده؟
كيف قلبي والصبر والرضى عن الله جل جلاله؟
نحتاج للمجاهدة فالقلب سريع التقلب ومن ظفرت بعبادات القلب سعدت بالحياة الحقيقية
فأنصحكم أخواتي...
أولا بالعلم في أعمال القلوب ها نحن ندير محركات البحث (جوجل ) وغيره فيما نهوى من الدنيا فهلا استخدمناها لمعرفة أعمال القلوب وكيف نتوكل وكيف نصبر وكيف نرضى وكيف نحبه جل جلاله و.و.و.و. ليقوم القلب بالعبادات التي أرادها وخلقه المولى جل جلاله لها
قال ابن تيمية رحمه الله
'فالقلب لا يصلح، ولا يفلح، ولا يسر ولا يطيب، ولا يطمئن ولا يسكن إلا بعبادة ربه وحبه والإنابة إليه، ولو حصل له كل ما يلتذ به من المخلوقات لم يطمئن ولم يسكن؛ إذ فيه فقر ذاتي إلى ربه من حيث هو معبوده ومحبوبه ومطلوبه".
تمعنوا في الموضوع فأنه مهم جدا جدا
أرجو الا تنسونى من صالح دعائكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا قلبي : لماذا أنت قاسي ؟!
كلمه يرددها الكثير بينه وبين نفسه ويسأل ليه قلبي قاسي ؟؟
ليه قلبي قاسي
ما يخلي عيني تدمع من خشيه الله ..!؟؟
ليه قلبي قاسي يعرف عذاب الله وعقابه
ويرجع للمعصيه ومايخاف الله ؟؟!!
ليه نسمع حولينا عن قصص وموت وسوء خاتمه
وماتتأثر قلوبنا ونرجع لمعصيه الله؟؟!
وليه وليه؟؟
ياقلبي انت قاسي ؟؟!
سؤال ظل يؤرق الكثير أننا نسمع ونرى ونعرف أن الله يمهل ولايهمل
ونعرف أن الله قادر على أن يعاقبنا بذنوبنا
ونعصيه ونعرف أن الله من علينا بنعم نسينها ولم نشكرة عليها
ونعرف أن الموت قد يفاجئنا بأي لحظه ..!
لماذا جاءت هذة القسوة لقلوبنا
دعوني أخبركم أحد أسباب القسوة التي طرت على قلوبنا ؟؟
لمن يهمه أن يلين قلبه من خشيه الله !
وأكيد الكل يتمنى ذلك ولا يبخل على نفسه لحظه ودقائق من لحظات الدنيا ليلين بها قلبه .!
أتعلمون ماهي ؟
شيء استهان به كثيييييير من الناس
أنه سهم إبليس المسموم
النظر
تلك العين نعمه من نعم الله علينا فقدها كثير من الناس ..!
نعمه قل مانشكر الله عليها ..!
نستخدمها في معصيه الله والله قادر ولا يعجزه شيء سبحانه أن يخطفها منك ومني بأي لحظه ..!
تأملوا أحبتي في الله هذة الايه العظيمه ..!
قال الله تعالى ( قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۖ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (23)) الملك
الله عزوجل ذكر في كتابه أننا قليلاً ما نشكره على تلك النعم .!
لااله الا الله ولم يأخذها منا ولم يعاقبنا عليها ونحن نعصيه بها نعصيه بأسمعنا وأبصرنا وبكل حواسنا ..!
لو أن شخص أهداك قلبه وكان هذا الشخص سبب في حياتك فلقد أعطاك قلبه ؟؟
هل ستكون عدو لهذا الشخص وتحاربه وتعصيه؟
مستحيل؟؟ بل ستكون من أشد الناس الممتنين له
فكيف بالله جل جلاله تبارك وتعالى أعطاني وأعطاك نعم لا تعد ولا تحصى والله
كيف سيكون شكرك لله ؟؟!
هل بسماع الموسيقى ؟؟
هل بالنظر الى ماحرم الله ؟؟
هل بفعل المعاصي والذنوب بما أعطاك الله من صحه وقوة وعافيه ؟؟!
جاء الأمر الإلاهي للمؤمنين كافة بغض البصر وحفظه , قال الله جل وعلا
قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30)
وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ
) ... ( النور / 30 – 31
ولما كان إطلاق البصر سبباً لوقوع الهوى في القلب , أمر الشرع بغض البصر عما
يخاف من عواقبه ,
فلا تقل أني سأتوب ولن يراني أحد ؟؟!
بل الله يراك ويعلم خائنه الأعين وماتخفي الصدور يعلم سرك وجهرك
الا نستحي منه سبحانه وهو ينظر علينا من فوق عرشه
ينظر الينا نحن الضعفاء المساكين نعصيه
اوليس بقادر
على أن يسلبنا تلك النعم اليس بقادر على أن يحرمنا منها ؟؟!
بلى والله جل في علاة
اذاَ لماذا ننظر ونسمع ونسخدم حواسنا لمعصيه الله
الا نستحي منه الا تبكي أعيننا وتخجل أنفسنا من معاصينا التي تصعد لباريئنا ورحماااته تتنزل علينا ..!
لماذا نعصي الله في حواسنا
ونتخفى عن الناس وننسى رب الناس ؟؟
فاحذر يا أخي – احذري يا أختي –
من شر النظر فكم قد أهلك من عابد , وفسخ عزم زاهد .
وقد جعل الله سبحانه وتعالى العين مرآة القلب , فإذا غض العبد بصره غض القلب
شهوته وإرادته , وإذا أطلق بصره أطلق القلب شهوته .
لمن أراد أن يلين قلبه ويخشى الله ويصدق معه فليصلح سريرته حتى يصلح الله علانيته
فليصلح قلبه حتى الله يصلح جميع عمله
وفي غض البصر زكاة وطهارة لقلوب المؤمنين
والنظرة تفعل في القلب ما يفعل السهم في الرمية , فإن لم تقتله جرحته ..