**تفسير قوله تعالى (قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي ....)**

مجتمع رجيم / القرآن الكريم وعلومه
كتبت : * أم أحمد *
-








تفسير آية (109) من سورة الكهف

قال تعالى : قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109)

- 1 -

تفسير ابن كثير

يقول تعالى : قل يا محمد لو كان ماء البحر مدادا للقلم الذي يكتب به كلمات الله وحكمه وآياته الدالة لنفد البحر قبل أن يفرغ كتابة ذلك " ولو جئنا بمثله " أي بمثل البحر آخر ثم آخر وهلم جرا بحور تمده ويكتب بها لما نفدت كلمات الله كما قال تعالى " ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم " وقال الربيع بن أنس إن مثل علم العباد كلهم في علم الله كقطرة من ماء البحور كلها وقد أنزل الله ذلك " قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي " يقول لو كانت تلك البحور مدادا لكلمات الله والشجر كله أقلام لانكسرت الأقلام وفني ماء البحر وبقيت كلمات الله قائمة لا يفنيها شيء لأن أحدا لا يستطيع أن يقدر قدره ولا يثني عليه كما ينبغي حتى يكون هو الذي يثني على نفسه إن ربنا كما يقول وفوق ما نقول إن مثل نعيم الدنيا أولها وآخرها في نعيم الآخرة كحبة من خردل في خلال الأرض كلها .


- 2 -

تفسير الجلالين

قل لو كان البحر" أي ماؤه "مدادا" هو ما يكتب به "لكلمات ربي" الدالة على حكمه وعجائبه بأن تكتب به "لنفد البحر" في كتابتها "قبل أن تنفد" بالتاء والياء : تفرغ "كلمات ربي ولو جئنا بمثله" أي البحر "مددا" زيادة فيه لنفد ولم تفرغ هي ونصبه على التمييز

- 3 -

تفسير الطبري
القول في تأويل قوله تعالى : { قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا } يقول عز ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : { قل } يا محمد : { لو كان البحر مدادا ل } لقلم الذي يكتب به { كلمات ربي لنفد } ماء { البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا } يقول : ولو مددنا البحر بمثل ما فيه من الماء مددا , من قول القائل : جئتك مددا لك , وذلك من معنى الزيادة . وقد ذكر عن بعضهم : ولو جئنا بمثله مددا , كأن قارئ ذلك كذلك أراد لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي , ولو زدنا بمثل ما فيه من المداد الذي يكتب به مدادا . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : 17649 - حدثني محمد بن عمرو , قال : ثنا أبو عاصم , قال : ثنا عيسى " ح " وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن , قال : ثنا ورقاء , جميعا عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , قوله : { البحر مدادا لكلمات ربي } للقلم . * - حدثنا القاسم , قال : ثنا الحسين , قال : ثني حجاج , عن ابن جريج , عن مجاهد , مثله . 17650 - حدثنا بشر , قال : ثنا يزيد , قال : ثنا سعيد , عن قتادة , قوله : { لو كان البحر مدادا لكلمات ربي } يقول : إذا لنفد ماء البحر قبل أن تنفد كلمات الله وحكمه .

- 4 -

تفسير القرطبي

قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي
نفد الشيء إذا تم وفرغ ; وقد تقدم .
ولو جئنا بمثله مددا
أي زيادة على البحر عددا أو وزنا . وفي مصحف أبي " مدادا " وكذلك قرأها مجاهد وابن محيصن وحميد . وانتصب " مددا " على التمييز أو الحال . وقال ابن عباس : قالت اليهود لما قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم " وما أوتيتم من العلم إلا قليلا " [ الإسراء : 85 ] قالوا : وكيف وقد أوتينا التوراة , ومن أوتي التوراة فقد أوتي خيرا كثيرا ؟ فنزلت " قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر " الآية . وقيل : قالت اليهود إنك أوتيت الحكمة , ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا , ثم زعمت أنك لا علم لك بالروح ؟ ! فقال الله تعالى قل وإن أوتيت القرآن وأوتيتم التوراة فهي بالنسبة إلى كلمات الله تعالى قليلة , قال ابن عباس : " كلمات ربي " أي مواعظ ربي . وقيل : عنى بالكلمات الكلام القديم الذي لا غاية له ولا منتهى , وهو وإن كان واحدا فيجوز أن يعبر عنه بلفظ الجمع لما فيه من فوائد الكلمات , ولأنه ينوب منابها , فجازت العبادة عنها بصيغة الجمع تفخيما ; وقال الأعشى : ووجه نقي اللون صاف يزينه مع الجيد لبات لها ومعاصم فعبر باللبات عن اللبة . وفي التنزيل " نحن أولياؤكم " [ فصلت : 31 ] و " إنا نحن نزلنا الذكر " [ الحجر : 9 ] " وإنا لنحن نحيي ونميت " [ الحجر : 23 ] وكذلك " إن إبراهيم كان أمة " [ النحل : 120 ] لأنه ناب مناب أمة . وقيل : أي ما نفدت العبارات والدلالات التي تدل على مفهومات معاني كلامه سبحانه وتعالى . وقال السدي : أي إن كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد صفات الجنة التي هي دار الثواب . وقال عكرمة : لنفد البحر قبل أن ينفد ثواب من قال لا إله إلا الله . ونظير هذه الآية : " ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله " [ لقمان : 27 ] . وقرأ حمزة والكسائي " قبل أن ينفد " بالياء لتقدم الفعل .






**تفسير الْبَحْرُ رَبِّي ....)** 989017486.jpg
كتبت : حنين للجنان
-
كتبت : * أم أحمد *
-
كتبت : || (أفنان) l|
-
جزاك الله خيرالجزاء على ما تفضلت به
الله ينور قلبكِ بطاعته كلنا محتاجين
لهذا الجو الإيمــاني ...
لاتبخلين علينـــــــا بمثل هذه المواضيع ...
أعطر الشكر لكِ .
كتبت : * أم أحمد *
-
تسلمي أختي الحبيبه
وإن شاء الله تروا كل خير

كتبت : *بنت الإسلام*
-
الصفحات 1 2 

التالي

تفسير - يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا

السابق

صفحة تسميع الأخت قلب المنتدي (المستوي الأول)

كلمات ذات علاقة
مَنْ , مِدَادًا , لِكَلِمَاتِ , الْبَحْرُ , تعالى , تفسير , رَبِّي , قُلْ , قوله , كَانَ