3 >> قصة وتعقيب " 2 " || ~ وعاد رمضان بعد شوووق .. { فــ الهمّة يا طالبي الجنّة

مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت : رسولي قدوتي
-













كانت هذه القصة في عهد الخليفة الوليد بن عبدالملك
فقد طلب الخليفة الوليد بن عبدالملك
عروة بن الزبير لزيارته في دمشق مقر
الخلافة الأموية











align="right">فتجهز عروة للسفر من المدينة النبوية إلى دمشق

align="right">واستعان بالله وأخذ أحد أولاده معه


align="right">( وقد كان أحب ابناؤه السبعة إليه ) وتوجه إلى الشام

align="right">فأصيب في الطريق بمرض في رجله أخذ يشتد ويشتد
align="right">حتى أنه دخل دمشق محمولاً لم يعد لديه قدرة على المشي .











align="right">>> " " الجنّة 12877185635.gif














انزعج الخلفية حينما رأي ضيفه يدخل عليه دمشق بهذه الصورة

فجمع له أمهر الأطباء لمعالجته , فاجتمع الأطباء وقرروا

أن به الآكلة ( التهاب شديد يميت عضو المصاب . )

وليس هناك من علاج إلا بتر رجله من الساق , فلم يعجب الخليفة

هذا العلاج, ولسان حاله يقول (كيف يخرج ضيفي من بيت أهله

بصحة وعافية ويأتي إلي أبتر رجله وأعيده إلى أهله أعرجاً )

ولكن الأطباء أكدوا أنه لا علاج له إلا هذا وإلا سرت

إلى ركبته حتى تقتله , فأخبر الخليفةُ عروةَ بقرار الأطباء , فلم


يزد على أن قال

[glow=FFFF99]
( اللهم لك الحمد ) .
[/glow]









>> " " الجنّة 12871124741.gif













align="right">اجتمع الأطباء على عروة وقالوا :

اشرب المرقد

( شيء يُشرب فينوم من يشربه ويرقده ويذهب عقله ) .
align="right">فلم يفعل وكره أن يفقد عضواً من جسمه

دون أن يشعر به .

قالوا : فاشرب كاساً من

الخمر حتى تفقد شعورك .

فأبى مستنكراً ذلك , وقال :

كيف أشربها وقد حرمها الله في كتابه .











align="right">>> " " الجنّة rj8pjhhh1nim.gif








align="left">


قالوا : فكيف نفعل بك إذاً ؟!؟!









[glow=666633]قال : دعوني أصلي فإذا أنا قمت للصلاة فشأنكم وما تريدون !![/glow]



[glow=FFCC66]
( وقد كان رحمه الله إذا قام يصلي سهى عن كل ما حوله وتعلق قلبه بالله تعالى ) .
[/glow]







align="left">>> " " الجنّة get-7-2011-almlf_com










align="right">فقام يصلي وتركوه حتى سجد فكشفوا عن
align="right">ساقه وأعملوا
align="right">مباضعهم في اللحم حتى وصلوا


align="right">العظم فأخذوا المنشار وأعملوه في العظم
align="right">حتى بتروا ساقه وفصلوها عن جسده


align="right">وهو ساجد لم يحرك ساكناً , وكان
align="right">نزيف الدم غزيراً فأحضروا الزيت

align="right">المغلي وسكبوه

align="right">على ساقه ليقف نزيف الدم
align="right">فلم يحتمل حرارة الزيت , فأغمي عليه .






align="left">>> " " الجنّة 16916451152127210721









align="left">في هذه الأثناء أتى الخبر من خارج
القصر أن ابن عروة بن الزبير كان
يتفرج على خيول الخليفة ,

وقد رفسه أحد الخيول فقضى
عليه وصعدت روحه إلى بارئها !!!









>> " " الجنّة pmymeyq42rex.gif
















فاغتم الخليفة كثيراً من هذه الأحداث المتتابعة على ضيفه , واحتار
كيف يوصل له الخبر المؤلم عن انتهاء بتر ساقه , ثم كيف
يوصل له خبر موت أحب أبنائه إليه .
ترك الخلفية عروة بن الزبير حتى أفاق , فاقترب إليه وقال :
أحسن الله عزاءك في رجلك .

فقال عروة :

[glow=FF99CC] اللهم لك الحمد وإنّا لله وإنّا إليه راجعون .[/glow]
[glow=FF99CC]
[/glow]


قال الخليفة : وأحسن الله عزاءك في ابنك .
فقال عروة :
[glow=FF66CC]
اللهم لك الحمد وإنّا لله وإنّا إليه راجعون
[/glow]









align="right">>> " " الجنّة 1872916201125558790.













أعطاني سبعة وأخذ واحداً
وأعطاني أربعة أطراف وأخذ واحداً
إن ابتلى فطالما عافا , وإن أخذ فطالما أعطى
وإني أسأل الله أن يجمعني بهما في الجنة .















ثم قدموا له طستاً فيه ساقه وقدمه المبتورة قال :
إن الله يعلم أني ما مشيت بك إلى معصية قط وأنا أعلم






السير 4/429 – 434 ، وفيات الأعيان 3/255 – 256 – 257 ، صفة الصفوة 2/62
المعرفة والتاريخ 1/306 ، المنتظم 6/233 ، البداية والنهاية 9/102 – 104 ، حلية الأولياء 2/178 – 179 .






>> " " الجنّة 1311334912481.gif






align="left">قال ابن الجوزي - واعظــًا الناس
حين انتصف شهر رمضان -:

align="left">أيها الناس ، إنّ شهركمـ قد انتصف..
فهل فيكمـ من قهر نفسـه وانتصف ؟!
وهل فيكمـ من قـام فيه بما عرف ؟
...

align="left">وهل تشوقت هممكمـ إلى نيل الشـرف ؟

align="left">أيها المحسن فيما مضـى منه استمـر ودمْ .
وأيها المسـيء وبخ نفسك على التفريـط ولُم.
align="left">إذا خسرت في هذا الشهـر فمتى تربـح ؟
وإذا لمـ تقبل إلى الله فمتـــى تبـرح ؟





align="left">




كتبت : كشموشه
-

إن قوة الروح هي الأمضى والأصدق والأنفع ، لما لها من خصوصية طيبة تمنحها لحاملها من بني البشر ، وقوة الروح من علاماتها التوكل على الله ، والثقة بالنفس ، والطموح البعيد ، والفكر المنير .
ولا يمكن لقوة الروح أن تنشأ وتزدهر إلا بوجود الإيمان الحقيقي في قلب الإنسان ، وذلك لأن الإيمان هو البذرة الأولى لنمو هذهِ القوة الروحية ، اللتي يتحلى بها الجسد ، وتجعله مميزاً على سائر الأجساد ، وإن كان هذا الجسد ضئيلا ً في حجمه ، نحيفاً في عوده .

( قوة الروح وبناء القلب القوي )

عندما تسكن قوة الروح قلب المريض ، يهون عليه مرضه ويرضى به ولا يلتفت إلى الوساوس اللتي تطرق باب أفكاره ، فتجده مبتسماً قانعاً وكأنه في حال غير اللتي هو بها ، وذلك لأن قوة الروح جعلته يناشد الله جل جلالة بأن يلهمه الصبر ، وجعلته يستأنس بحديث النبي :
(إن الله إذا أحب عبداً ابتلاه) وفي قصة الصحابي عروة بن الزبير أعظم مثل على ذلك ، فقد أصيب رضى الله عنه بمرض الآكلة هو داء الغرغرينا في عصرنا هذا ، وليس هناك من علاج إلا بتر رجله من الساق هذا ما قاله له الأطباء في ذلك العصر وإلا سوف يسري المرض إلى باقي جسمه حتى يقتله ، فوافق رضى الله عنه على بتر ساقه ، فقدموا له كأس من الخمر كي يشربه من أجل أن يغيب عن الوعي ولا يحس بالألم ، فقال : كيف أشربها وقد حرمها الله في كتابه . قالوا : فكيف نفعل بك إذاً ؟
قال : دعوني أصلي فإذا أنا قمت للصلاة فشأنكم وما تريدون !!
فقام يصلي وتركوه حتى سجد فكشفوا عن ساقه وأعملوا مباضعهم في اللحم حتى وصلوا العظم فأخذوا المنشار وأعملوه في العظم حتى بتروا ساقه وفصلوها عن جسده وهو ساجد لم يحرك ساكناً , وكان نزيف الدم غزيراً فأحضروا الزيت المغلي وسكبوه على ساقه ليقف نزيف الدم , فلم يحتمل حرارة الزيت , فأغمي عليه رضى الله عنه .




( قوة الروح تمنح السعادة )
وكذلك الفقير المعدم ، فإن قوة الروح تجعله راضياً بفقرة ، سعيداً في عيشته ، مقتنعاً برزقه لا يلتفت إلا لما يرضى الله عز وجل في الكسب الحلال وتحصيل قوت اليوم ، فهذا هو العابد الزاهد إبراهيم بن أدهم رغم فقره وفاقته كان يقول : ( والذي لا إله إلا هو، إن في لذة عيش، لو علم بها الملوك لجالدونا عليها بالسيوف ) !!

( قوة الروح تنسج قوة الشخصية )
عندما سجن شيخ الإسلام بن تيمه رحمه الله ، لم يتزلزل أو يضعف أو أنه انهار ، بل زادته محنته قوة وجلد فقال كلمته المشهورة :
( ما يصنع أعدائي بي ، أنا جنتي وبستاني في صدري أنّى رحت، فهي معي لا تفارقني، أنا حبسي خلوة، وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي
سياحة ، المحبوس من حبس قلبه عن ربه، والمأسور من أسره هواه )


( قوة الروح تثبت المؤمنين أمام المصائب )

عندما وقع خبيب بن عدى رضى الله عنه ، في أيدي المشركين غدراً ، قالوا له سب محمد وراجع عن دينك وإلا سوف نقتلك ، فقال : كلا والله لن أسب النبي الكريم ولن أرجع عن ديني ، فقالوا له إذا سوف نقتلك فماذا أنت صانع ، قال : لا حول ولا قوة إلا بالله ، قبل أن تقتلوني أريد أن صلى ركعتين.
فسمحوا له بذلك ، فصلى ركعتين وقال لهم : والله لو لا أني خشيت أن تقولوا لقد استجبن وأطال الصلاة لأطلت الصلاة ، فقتلوه رحمه الله ، وقد قال قصيدة خالدة منها هذهِ الأبيات
ولست أبالي حين أقتل مسلمـا ........ على أي جنب كان في الله مصرعـي
وذلك في ذات الإله وإن يشـأ ......... يبارك على أوصـال شلـو ممـزع
ولست بمبـد للعـدو تخشعـاً ........... ولا جزعاً. إني إلى الله مـرجعــي
إذا عزيزي القارئ الكريم
فلنسعى إلى الارتقاء بأرواحنا للمرتبة العليا اللتي تمنحنا القوة والصبر والتميز ، وأن نحرص على هذهِ الأرواح من ما يهلكها ويضعفها والمؤمن القوي خير وأحب عند الله من المؤمن الضعيف .



مالي أراك تقلبُ النظرا **** وكأن عينك لا ترى أثرا ؟

وكأن قلبك لايحس بما **** يجري ولا يستشعر الخطرا

وكأن ما في الكونِ من عبرٍ **** ومن المواعظ واجهت حجرا

مالي أراك عقدتَ ألويةً **** للوهم ساقت نحوك الكدرا ؟

أو ما ترى شمس الضحى وإذا **** جن الظلام، أما ترى القمرا ؟

أو ما ترى الأرض التي ابتهجت **** أو ما ترى النبع الذي انحدرا ؟

يا هارباً من ثوب فطرته **** أو ما ترى الأشواك والحفرا ؟

أو ما ترى نار الظـلال رمت **** لهباً إليك وأرسلت شررا؟

مالي أراك كريشة علقت **** ببنان مرتعشٍ رأى الخطرا ؟

ٍٍٍٍ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ملاحظة :
أعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً … وأعمل لأخرتك كأنك تموت غداً



كتبت : اميرة مملكتي انا
-
بسم الله الرحمن الرحيم
واليكم المزيد عن عروة بن الزبير بن العوام الأسدي القرشي هو تابعي، ولد في آخر خلافة عمر بن الخطاب ، يكنى بأبي عبد الله، أبوه الزبير بن العوام حواري رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وأخوه عبد الله بن الزبير، عاش في المدينة المنورة، وكان عالما كريما.

تفقه على يد خالته السيدة عائشة بنت أبي بكر أم المؤمنين، روى الحديث عن كثير من الصحابة ويعتبر أحد الفقهاء السبعة في عصره. عاش لفترة من حياته في البصرة ومصر وتوفي في المدينة المنورة.

كان كثير الصيام والعبادة وقراءة القران والصلاة والاستغراق فيها تنسيه ما حوله وقصته المشهورة عندما أصيبت رجله بالأكلة وقد طلب منه الطبيب شرب بعض النبيذ ليتمكن من تحمل آلام نشر وقطع رجله فأبى ذلك وطلب من طبيبه قطعها وهو مستغرق في صلاته.

كان رحمه الله كما قيل يقرأ سبعه اجزاء من القرأن الكريم يوميا
القرشي الأسدي أبو عبد الله المدني، تابعي جليل روى عن أبيه وعن العبادلة ومعاوية والمغيرة وأبي هريرة، وأمه أسماء، وخالته عائشة، وأم سلمة، وعنه جماعة من التابعين، وخلق ممن سواهم. قال محمد بن سعد: كان عروة ثقة كثير الحديث عالما مأمونا ثبتا. وقال العجلي: مدني تابعي رجل صالح لم يدخل في شيء من الفتن. وقال الواقدي: كان فقيها عالما حافظا ثبتا حجةً عالما بالسير، وهو أول من صنف المغازي، وكان من فقهاء المدينة المعدودين، ولقد كان أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يسألونه، وكان أروى الناس للشعر، وقال ابنه هشام: العلم لواحد من ثلاثة، لذي حسب يزين به حسبه، أو ذي دين يسوس به دينه، أو مختلط بسلطان يتحفه بنعمه ويتخلص منه بالعلم، فلا يقع في هلكه، وقال: ولا أعلم أحدا اشترطه لهذه الثلاثة إلا عروة بن الزبير، وعمر بن عبد العزيز، وكان عروة يقرأ كل يوم ربع القرآن ويقوم به في الليل، وكان أيام الرطب يثلم حائطة للناس فيدخلون ويأكلون، فإذا ذهب الرطب أعاده، وقال الزهري: كان عروة بحرا لا ينزف ولا تكدره الدلاء، وقال عمر بن عبد العزيز: ما أحد أعلم من عروة، وما أعلمه يعلم شيئا أجهله، وقد ذكره غير واحد في فقهاء المدينة السبعة الذين ينتهي إلى قولهم، وكان من جملة الفقهاء العشرة الذين كان عمر بن عبد العزيز يرجع إليهم في زمن ولايته على المدينة، وقد ذكر غير واحد أنه وفد على الوليد بدمشق، فلما رجع أصابته في رجله الأكلة، فأرادوا قطعها فعرضوا عليه أن يشرب شيئا يغيب عقله حتى لا يحس بالألم ويتمكنوا من قطعها، فقال: ما ظننت أن أحدا يؤمن بالله يشرب شيئا يغيب عقله حتى لا يعرف ربه عز وجل، ولكن هلموا فاقطعوها فقطعوها من ركبته وهو صامت لا يتكلم، ولا يعرف أنه أنَّ، وروي أنهم قطعوها وهو في الصلاة فلم يشعر لشغله بالصلاة، فالله أعلم. ووقع في هذه الليلة التي قطعت فيها رجله ولد له يسمى محمدا كان أحب أولاده من سطح فمات، فدخلوا عليه فعزوه فيه، فقال: اللهم لك الحمد، كانوا سبعة فأخذت واحدا وأبقيت ستة، وكان لي أطراف أربعة فأخذت واحدا وأبقيت ثلاثة، فلئن كنت قد أخذت فلقد أعطيت ولئن كنت قد ابتليت فقد عافيت. قلت: قد ذكر غير واحد أن عروة بن الزبير لما خرج من المدينة متوجها إلى دمشق ليجتمع بالوليد، وقعت الأكله في رجله في واد قرب المدينة، وكان مبدؤها هناك، فظن أنها لا يكون منها ما كان، فذهب في وجهه ذلك فما وصل إلى دمشق إلا وهي قد أكلت نصف ساقه، فدخل على الوليد فجمع له الأطباء العارفين بذلك، فأجمعوا على أنه إن لم يقطعها وإلا أكلت رجله كلها إلى وركه. وربما ترقت إلى الجسد فأكلته، فطابت نفسه بنشرها وقالوا له: ألا نسقيك مرقدا حتى يذهب عقلك منه فلا تحس بألم النشر؟ فقال: لا ! والله ما كنت أظن أن أحدا يشرب شرابا أو يأكل شيئا يذهب عقله، ولكن إن كنتم لا بد فاعلين فافعلوا ذلك وأنا في الصلاة، فإني لا أحس بذلك ولا أشعر به، قال: فنشروا رجله من فوق الأكلة، من المكان الحي، احتياطا أنه لا يبقى منها شيء، وهو قائم يصلي، فما تصور ولا اختلج، فلما انصرف من الصلاة عزاه الوليد في رجله، فقال: اللهم لك الحمد، كان لي أطراف أربعة فأخذت واحدا، فلئن كنت قد أخذت فقد أبقيت، وإن كنت قد أبليت فلطالما عافيت، فلك الحمد على ما أخذت وعلى ما عافيت، قال: وكان قد صحب معه بعض أولاده من جملتهم ابنه محمد، وكان أحبهم إليه، فدخل دار الدواب فرفسته فرس فمات، فأتوه فعروه فيه، فقال: الحمد لله كانوا سبعة فأخذت منهم واحدا وأبقيت ستة، فلئن كنت قد ابتليت فلطالما عافيت، ولئن كنت قد أخذت فلطالما أعطيت. فلما قضى حاجته من دمشق رجع إلى المدينة، قال: فما سمعناه ذكر رجله ولا ولده، ولا شكا ذلك إلى أحد حتى دخل وادي القرى، فلما كان في المكان الذي أصابته الأكلة فيه قال: { لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبا } [الكهف: 62] فلما دخل المدينة أتاه الناس يسلمون عليه ويعزونه في رجله وولده، فبلغه أن بعض الناس قال: إنما أصابه هذا بذنب عظيم أحدثه.

فأنشد عروة في ذلك والأبيات لمعن بن أوس:

لعمرك ما أهويت كفى لريبة * ولا حملتني نحو فاحشة رجلي

ولا قادني سمعي ولا بصري لها * ولا دلني رأيي عليها ولا عقلي

ولست بماش ما حييت لمنكر * من الأمر لا يمشي إلى مثله مثلي

ولا مؤثر نفسي على ذي قرابة * وأوثر ضيفي ما أقام على أهلي

وأعلم أني لم تصبني مصيبة * من الدهر إلا قد أصابت فتى مثلي

وفي رواية: اللهم إنه كان لي بنون أربعة فأخذت واحدا وأبقيت ثلاثة. كذا ذكر هذا الحديث فيه هشام. وقال مسلمة بن محارب: وقعت في رجل عروة الأكلة فقطعت ولم يمسكه أحد، ولم يدع في تلك الليلة ورده، وقال الأوزاعي: لما نشرت رجل عروة قال: اللهم إنك تعلم أني لم أمش بها إلى سوء قط. وأنشد البيتين المتقدمين. رأى عروة رجلا يصلي صلاة خفيفة فدعاه فقال: يا أخي أما كانت لك إلى ربك حاجة في صلاتك؟ إني لأسأل الله في صلاتي حتى أسأله الملح. قال عروة: رب كلمة ذل احتملتها أورثتني عزا طويلا. وقال لبنيه: إذا رأيتم الرجل يعمل الحسنة فاعلموا أن لها عنده أخوات، وإذا رأيتم الرجل يعمل السيئة فاعلموا أن لها عنده أخوات، فإن الحسنة تدل على أختها، والسيئة تدل على أختها. وكان عروة إذا دخل حائطة ردد هذه الآية { وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ } [الكهف: 39] حتى يخرج منه والله سبحانه وتعالى أعلم.

قيل إنه ولد في حياة عمر، والصحيح أنه ولد بعد عمر في سنة ثلاث وعشرين، وكانت وفاته في سنة أربع وتسعين على المشهور، وقيل سنة تسعين، وقيل سنة مائة، وقيل إحدى وتسعين، وقيل إحدى ومائة، وقيل سنة اثنتين أو ثلاث أو أربع أو خمس وتسعين، وقيل تسع وتسعين فالله أعلم. عروة بن الزبير بن العوام




هو عروة بن الزبير بن العوام الأسدي القرشي. أبو عبد الله، أحد الفقهاء السبعة في المدينة. كان عالمًا كريمًا، أبوه الزبير بن العوام أحد العشرة المبشرين بالجنة، وحواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمه أسماء بنت أبي بكر الصديق، المُلقبة بذات النطاقين، وخالته عائشة أم المؤمنين، وجدته لأبيه عمة النبي صلى الله عليه وسلم، وجده لأمه أبو بكر الصديق صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وخليفته، وأخوه عبد الله بن الزبير. ولد في آخر خلافة عمر بن الخطاب، وقيل: في بداية خلافة عثمان، ويُعد من الطبقة الثانية من أهل المدينة من التابعين، وعاش بالمدينة وانتقل إلى البصرة ثم إلى مصر وعاد إلى المدينة فتوفي فيها.
روى الحديث عن كثير من الصحابة وتفقه على يد السيدة عائشة أم المؤمنين، وكان ثقة كثير الحديث فقهيًا عاليًا مأمونًا ثبتًا. وحدث عنه ابنه هشام، وروى عنه الزهري وأبو الزناد عبد الله بن ذكوان القرشي وغيرهما من علماء المدينة.
من أهم ملامح شخصيته:

تفانيه في العبادة:

خليق برجل تربى بين يدي الزبير بن العوام، وأسماء بنت أبي بكر، وتفقه على يد أم المؤمنين عائشة، وأخذ الحديث عن أصحاب رسول الله أن يكون مثالاً حيًا في عبادته وزهده وورعه وأخلاقه، وكان عروة بن الزبير كذلك، فلقد أثر عنه أنه كان يصوم الدهر. وكان يقرأ كل يوم ربع الختمة في المصحف ويقوم الليل، فما تركه إلا ليلة قطعت رجله، وكانت أصيبت بالأكلة فنشرها له الطبيب وصبر على نشرها وهو يقرأ القرآن.
حبه للعلم:

وكان رحمه الله مؤثرًا للعلم، ورضى الله على أي شيء آخر من أمور الدنيا، ولقد اجتمع عبد الله بن الزبير، وأخوه عروة بن الزبير، وأخوهما مصعب بن الزبير، وعبد الملك بن مروان، فما لبث أحدهم أن قال: لِيَتَمَنَّ كلّ منَّا ما يحبّ، فانْطلقَت أخيِلَتُهم ترحّل في عالم الغيب الرَّحل، ومضَتْ أحلامهم تطوف في رياض الأماني الخضر، ثمَّ قال عبد الله بن الزبير: أمنيَّتي أن أملِكَ الحجاز، وأن أنال الخلافة، وقال أخوه مصعب: أما أنا فأتمنَّى أن أملِك العراقَيْن، وألاّ يُنازعني فيهما منازع، وقال عبد الملك بن مروان: إذا كنتما تقْنعان بذلك، فأنا لا أقْنعُ إلا أنْ أملكَ الأرض كلّه! وأن أنال الخلافة بعد معاوية بن أبي سفيان، مَنْ بقيَ؟ عروَة بن الزّبير، وسكت عروة بن الزبير، فلم يقل شيئًا، فالْتفتوا إليه، وقالو: وأنت ماذا تتمنّى يا عروة؟ قال: بارك الله لكم فيما تمنَّيْتم من أمر دنياكم،أما أنا فأتمنَّى أن أكون عالمًا عاملاً يأخذوا الناس عنِّي كتاب ربّهم وسنَّة نبيِّهم وأحكام دينهم، وأن أفوز في الآخرة بِرِضا الله عز وجل، وأن أحظى بِجَنّته. ويذكر عنه أنه أول من كتب السيرة، إذ جمعها في كتاب أسماه ( مغازي الرسول..).
ولما سُئل عراك بن مالك عن أفقه أهل المدينة قال: أما أعلمهم بقضايا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقضايا أبي بكر وعمر وعثمان وأفقههم فقها وأعلمهم بما مضى من أمر الناس فسعيد بن المسيب وأما أغزرهم حديثًا فعروة بن الزبير.
سخاؤه:

ويُعرف عن عروة بن الزبير أنه من أسخياء الناس؛ بل كان أسخاهم يدًا، سمحًا فيما يعطيه للناس، ومما أثر عن جوده أنه كان له بستان من أعظم بساتين المدينة، عذب المياه، ظليل الأشجار، باسق النخيل... وكان يسور بستانه طوال العام؛ لحماية أشجاره من أذى الماشية وعبث الصبية، حتى إذا آن أوان الرطب وأينعت الثمار وطابت، واشتهتها النفوس... كسر حائط بستانه في أكثر من جهة ليجيز للناس دخوله... فكانوا يدخلونه، ويأكلون من ثمره ما لذ لهم الأكل، ويحملون منه ما طاب لهم الحمل. وكان كلما دخل بستانه هذا ردد قوله جل وعز: ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله.
وكان يُعد الصدقة هدية تُهدى لله عز وجل، فيقول لأبنائه: لا يهدين أحدكم إلى ربه ما يستحي أن يهديه إلى عزيز قومه... فإن الله تعالى أعز الأعزاء، وأكرم الكرماء، وأحق من يختار له.
صبره:

وكان من الصابرين في البأساء والضراء، ولقد اجتمعت عليه مصائب كثيرة، فما زادته إلا شكرًا لله، وصبرًا على ما ابتلاه الله به، يقول سفيان بن عيينة عن هشام بن عروة: خرج عروة بن الزبير إلى الوليد بن عبد الملك فخرجت برجله آكلة فقطعها، وسقط ابن له عن ظهر بيت فوقع تحت أرجل الدواب فقطَّعته فأتاه رجل يعزيه فقال: بأي شيء تعزيني؟ ولم يدر بابنه فقال له رجل: ابنك يحيى قطَّعته الدواب قال: وأيم الله لئن كنت أخذت لقد أعطيت ولئن كنت ابتليت لقد عافيت وقال: لقد لقينا من سفرنا هذا نصبًا. وروي أنه قال: اللهم كانوا سبعة فأخذت واحدا وأبقيت ستة، وكن أربعًا (يقصد أطرافه الأربع) فأخذت واحدة وأبقيت ثلاثًا، وأيمنك لئن كنت أخذت لقد أبقيت ولئن كنت ابتليت لقد أعفيت.

نصحه لأولاده:

ولحرصه على العلم، ومعرفته بما في العلم من فوائد جمة، وما في الجهل من عيوب ومساوي، فكان يوصي أبنائه ويحضهم على طلب العلم قائلاً لهم: يا بني تعلموا العلم، وابذلوا له حقه... فإنكم إن تكونوا صغار قوم؛ فعسى أن يجعلكم الله بالعلم كبراءهم. ثم يقول: واسوأتاه، هل في الدنيا شيء أقبح من شيخ جاهل.


ومن موقف تعلمه من سيدنا حكيم بن حزام حين قتل أبوه الزبير بن العوام بعد وقعة الجمل، وسمع ما سمع من الناس ما يكرهه ويؤذيه، فذهب إلى حكيم بن حزام ليعرف مثالب قريش فيقتص منهم ويؤذيهم كما آذوه، وكان قد دخل عليه هو وأخوه المنذر بن الزبير وعندما ذكرا له ما أرادا، أوسعهم ضربًا ثم قال أعندي تلتمسان معايب قريش ايتدعا في قومكما يكف عنكما مما تكرهان فانتفعنا بأدبه، لذا كان يوصي أبناءه بلين الجانب، وطيب الكلام، وبشر الوجه فيقول: يا بني، مكتوب في الحكمة، لتكن كلمتك طيبة، وليكن وجهك طلقًا، تكن أحب إلى الناس ممن يبذل لهم العطاء.
وكان ناصحًا لله ولرسوله، آمرًا بالمعروف وناهيًا عن المنكر، فإذا رأى الناس يجنحون إلى الترف، ويستمرئون النعيم يذكرهم بما كان عليه رسول الله من شظف العيش، وخشونة الحياة.

وكان يقول: رب كلمة ذل احتملتها أورثتني عزاء طويلاً.
ويقول أيضًا: إذا رأيت الرجل يعمل الحسنة فاعلم أن لها عنده أخوات، وإذا رأيته يعمل السيئة فاعلم أن لها عنده أخوات، فإن الحسنة تدل على أختها، وإن السيئة تدل على أختها.
وفاته:

وكان الناس يذكرونه بالخير دائمًا، فيقول جرير بن عبد الحميد عن هشام بن عروة: ما سمعت أحدًا من أهل الأهواء يذكر عروة إلا بخير. وظل يعرف بين الناس بعلمه، وحسن أخلاقه وسخاءه حتى وافته المنية سنة 94 هـ عن عمر يناهز السبعين عامًا.






فهل ياترى يوجد الكثير منا بمثل صبره

البر مفتاح الفرج
من قصص الصبر قصة ماشطة بنت فرعون
عندما اخذوا ابنائها امام عينها واحد تلو الاخر وهي صلبر ولم ترتد عن عبادة الله
لانها تريد نعيم الاخره ورؤية وجه الكريم



-واخير يجب علينا الرضاء بقضاء الله وقدره
كتبت : نسائم الإيمان
-
رحم الله عروة بن الزبير كم هو مثال رائع على الصبر عند البلاء وهذه القصة تجعلنا نقف
امام شخصية مؤمنة صابره
فالصبر على الإبتلاء ... صفة الأنبياء ... ومنارة الأتقياء وعلى المسلم أن يستعين بالصبر
والصلاة فالصبر بالتصبر ولهذا كان الأنبياء يطلبون الصبر من الله.
و
الله عز وجل كان يربط على قلب المبتلى ليصبر كما فعل مع أم موسى وأصحاب الكهف
ففي وقت الابتلاء يجب على المسلم أن يستعين بالله ويدعوه
ويسأله أن يربط على قلبه وأن يسارع ويقول:
(إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلف على خيرا منها
ولنا في رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم اسوة حسنة فقد رأى جميع أنواع الابتلاء
كالسب والقذف والادعاء عليه بالكذب وابتلاه الله بمكر المنافقين وأذى الكفار وابتلاه الله في عرضه
في أحب زوجاته إليه (حادثة الإفك)
وابتلاه الله بالمرض والحمى وابتلاه الله بفقدان الولد فمات جميع أولاده في حياته
عدا فاطمة الزهراء وابتلاه الله بكيد الزوجات وما كان منه صلى الله عليه وسلم
إلا أن صبر الصبر الجميل الذي لا شكوى فيه.
وكان من أدب الرضا والصبر للأنبياء أنهم لا يطلبون كشف البلاء فها هو ذا النون عليه السلام
وهو في بطن الحوت يدعو لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
وها هو أيوب عليه السلام في مرضه يدعو أني مسني الضر و أنت أرحم الراحمين
فهم يستحيون من الله أن يطلبوا شيئا بعينه فعلمه بحالهم يغنيهم عن سؤاله فهم يفوضون
ربهم أن يختار لهم الخير ولنعلم ان الصبر مع النصر فهما شقيقان و الصابرين في معية الله
تعالى ورب العالمين يخبرنا عن حبه للصابرين قال تعالى (والله يحب الصابرين) واوصى الله
عباده بالاستعانة بالصبر والصلاة على نوائب الدنيا والدين
فقال (واستعينوا بالصبر والصلاة وانها لكبيرة الا على الخاشعين) البقرة اية 45
وأقتضت حكمة الله اختصاص المؤمن غالباً بنزول البلاء تعجيلاً لعقوبته في الدنيا
أو رفعاً لمنزلته أما الكافر والمنافق فيعافى ويصرف عنه البلاء.
وتؤخر عقوبته في الآخرة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الريح تميله ولا يزال المؤمن يصيبه البلاء
ومثل المنافق كمثل شجرة الأرز لا تهتز حتى تستحصد" رواه مسلم.


والبلاء له صور كثيرة:
بلاء في الأهل وفى المال وفى الولد, وفى الدين , وأعظمها ما يبتلى به العبد في دينه.
وقد جمع للنبي كثير من أنواع البلاء
فابتلى في أهله, وماله, وولده, ودينه فصبر واحتسب وأحسن الظن بربه ورضي بحكمه وامتثل الشرع
ولم يتجاوز حدوده فصار بحق قدوة يحتذي به لكل مبتلى .
والواجب على العبد حين وقوع البلاء عدة أمور:
(1) أن يتيقن ان هذا من عند الله فيسلم الأمرله.
(2) أن يلتزم الشرع ولا يخالف أمر الله فلا يتسخط ولا يسب الدهر.
(3) أن يتعاطى الأسباب النافعة لد فع البلاء.
(4) أن يستغفر الله ويتوب إليه مما أحدث من الذنوب.
• ومما يؤسف له أن بعض المسلمين ممن ضعف إيمانه إذا نزل به البلاء تسخط
و سب الدهر ولام خالقه في أفعاله وغابت عنه حكمة الله في قدره واغتر بحسن فعله
فوقع في بلاء شر مما نزل به وارتكب جرماً عظيماً.
• وهناك معاني ولطائف اذا تأمل فيها العبد هان عليه البلاء وصبر وآثر العاقبة الحسنة
وانرى الوعد والثواب الجزيل :

أولاً: أن يعلم أن هذا البلاء مكتوب عليه لامحيد عن وقوعه واللائق به ان يتكيف مع هذا الظرف
ويتعامل بما يتناسب معه.
ثانياً: أن يعلم أن كثيراً من الخلق مبتلى بنوع من البلاء كل بحسبه
و لايكاد يسلم أحد فالمصيبة عامة ,
ومن نظر في مصيبة غيره هانت عليه مصيبته.
ثالثاً: أن يذكر مصاب الأمة الإسلامية العظيم بموت رسول الله صلى الله عليه وسلم
الذى انقطع به الوحي وعمت به الفتنه وتفرق بها الأصحاب
" كل مصيبة بعدك جلل يا رسول الله "
رابعاً: ان يعلم ما أعد الله لمن صبر في البلاء أول وهلة من الثواب العظيم
قال رسول الله " إنما الصبر عند المصيبة الأولى "
خامساً: أنه ربما ابتلاه الله بهذه المصيبة دفعاً لشر وبلاء أعظم مما ابتلاه به ,
فاختار الله له المصيبة الصغرى وهذا معنى لطيف.
سادساً: أنه فتح له باب عظيم من أبواب العبادة من الصبر والرجاء ,
وانتظار الفرج فكل ذلك عبادة .
سابعاً:أنه ربما يكون مقصر وليس له كبير عمل فأراد الله أن يرفع منزلته
ويكون هذا العمل من أرجى أعماله في دخول الجنة.
ثامناً: قد يكون غافلا معرضاً عن ذكر الله مفرطاً في جنب الله مغتراً بزخرف الدنيا ,
فأراد الله قصره عن ذلك وإيقاظه من غفلته ورجوعه الى الرشد.
فاذا استشعر العبد هذه المعاني واللطائف انقلب البلاء في حقه الى نعمة
وفتح له باب المناجاة ولذة العبادة وقوة الاتصال بربه والرجاء وحسن الظن بالله
وغير ذلك من أعمال القلوب ومقامات العبادة ما تعجز العبارة عن وصفة .
قال وهب بن منبه: لا يكون الرجل فقيها كامل الفقه حتى يعد البلاء نعمة ويعد الرخاء
مصيبة، وذلك أن صاحب البلاء ينتظرالرخاء وصاحب الرخاء ينتظر البلاء

و قال رسول الله (: يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب
لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقارض ) رواه الترمذي


ومن الأمور التي تخفف البلاء على المبتلى وتسكن الحزن وترفع الهم وتربط على القلب :

(1)الدعاء:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: الدعاء سبب يدفع البلاء، فإذا كان أقوى منه دفعه،
وإذا كان سبب البلاء أقوى لم يدفعه، لكن يخففه ويضعفه، ولهذا أمر عند الكسوف
والآيات بالصلاة والدعاء والاستغفار والصدقة.
(2) الصلاة: فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا حزبه أمر فزع الى الصلاة رواه أحمد.
(3) الصدقة:عن ابي امامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "داوو مرضاكم بالصدقة" صحيح الجامع/ 2358
(4) تلاوة القرآن:" قال تعالى "وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين" الإسراء /82
(5) الدعاء المأثور:"انا لله وانا اليه راجعون قال الله تعالى "وبشر الصابرين ، الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا اليه راجعون" البقرة /155/156
وما استرجع أحد في مصيبة إلا أخلفه الله خيرا منها.
جعل الله جزاء الصبر دخول الجنة بغير حساب:
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول عندما تصيبه مصيبة: (احمد الله على ثلاثة:
1.أنها جاءت في دنياي ولم تأت في ديني.
2.أنها جاءت على قدر ما جاءت ولم تزد.
3.أن الله ادخر لي عليها أجرا)


ولا يكون العبد في معية الله إلا في وقت الصبر
فالابتلاء يأتي ليرقي العبد في طريقه إلى الله فهي كالبوابات على الصراط المستقيم كلما
أراد العبد أن يعبر بوابة ليزداد قربا من الله امتحنه الله وابتلاه فان صبر عبر الباب
ونال القرب ولذلك كان أشد الناس ابتلاءا الأمثل فالأمثل.


ليت كل منا يتعود على الصبر ويكفي ان يعلم المؤمن ان الصابرين عند الله
لهم الثواب العظيم انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب
وكل مبتلى سيعطيه الله الجزاء على قدر صبره وتحمله وتجلده
فندعوا الله تبارك وتعالى ان يرزقنا الصبر على البلاء والرضا بمر القضاء اللهم امين.


سلمتى اختي الغالية وسلم لنا اختيارك الموفق للموضوع جزاك الله خير الجزاء
كتبت : ناثرة المسك
-
الحمد لله رب العالمين،
له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين.


مـــــــا شاء الله البنات هون ما تركولي شيء احكيه .. وأضيف على ذلك ..

يقول الله تبارك وتعالى { وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}،

انت ذكرت لنا ها هنا قصة رائعة , لنعتبر بها فرحم الله عروة بن الزبير ورضي الله عنه .. هكذا هم اصحاب القلوب القوية .. هكذا هي القلوب المليئة بالايمان ابتلي بقدمة فصبر وحمد الله عليها .. وابتلى بالولد فصبر وحمد الله .. فهنيئا له على هذا الصبر وهنيئا له الاجر يوم يقوم الحساب .. فالمؤمنين من كثرة البلاء الذي ينزل عليهم في الدنيا يخرجون من الدنيا وما عليهم خطيئة، الله يطهرهم من كل خطاياهم بهذه البلايا فلا يكون عليهم شىء في قبورهم ولا في آخرتهم حتى ان بعض الناس تصيبهم عقوبة في الدنيا على الصغائر التي عملوها لان الصغائر بعض الناس الله لا يعاقبهم عليها وبعض الناس يعاقبهم عليها.
فمصيبة الدنيا أهون من المصيبة في الدين، المؤمن الذي درجته عالية يكثر بلاؤه في الدنيا.

فمن نظر في تواريخ الأنبياء عليهم السلام علم ذلك. وأشدهم بلاء رسول الله "صلى الله عليه وسلم"
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوعك فوضعت يدي عليه فوجدت حرّه بين يديّ فوق اللحاف فقلت يا رسول الله ما أشدّها عليك قال : " إنا كذلك يُضعَّف لنا البلاء ويُضعف لنا الأجر".
قلت : يا رسول الله أي الناس أشدّ بلاءً. قال: " الأنبياء " قلت يا رسول الله ثم من. قال: "ثم الصالحون، إن كان أحدهم ليبتلى بالفقر حتى ما يجدُ أحدهم إلا العباءة يُحَوِّيها وإن كان أحدهم ليفرح بالبلاء كما يفرح أحدكم بالرخاء ". رواه ابن ماجة.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال " دخلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على إبراهيم (ابن الرسول) وهو يجود بنفسه فجعلت عينا رسول الله تذرفان فقال له عبد الرحمن بن عوف: وأنت يا رسول الله. فقال: " يا ابن عوف إنها رحمة.
ثم أتبعها بأخرى فقال رسول الله :" إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربُّنا وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون ". رواه البخاري.

قالوا عن الصبر:

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (وجدنا خير عيشنا بالصبر)، وقال أيضاً: (أفضل عيش أدركناه بالصبر، ولو أن الصبر كان من الرجال كان كريماً).

وقال علي رضي الله عنه: (ألا إن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا قطع الرأس بار الجسد). ثم رفع صوته فقال: (ألا إنه لا إيمان لمن لا صبر له)

وقال أيضاً: (والصبر مطية لا تكبو).

وصدق من قال:

وإذا عرتـــك بلية فاصبر لها *** صـبر الكــريم فإنه بك أعلمُ

وإذا شكــوت إلى ابن آدم إنما *** تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحمُ


اللهم إنا نسألك الصبر على البلاء في الدنيا. اللهم ارزقنا قلوباً خاشعة وأعيناً دامعة وألسناً ذاكرة وأجساداً على البلاء صابرة.

التالي

3 >> قصة وتعقيب " 1 " || ~ وعاد رمضان بعد شوووق .. { فــ الهمّة يا طالبي الجنّة

السابق

3 >> تعقيب ونشر || ~ وعاد رمضان بعد شوووق .. { فــ الهمّة يا طالبي الجنّة

كلمات ذات علاقة
>> , " , .. , الجنّة , الهمّة , بعد , يا , رمضان , شوووق , ـــ , وتعقدت , وعاد , || , طالبي , قصة