العدل "لمسابقة عقد اللؤلؤ الاسلامي "
مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت :
نيشان سبرينغ
-
قام الاسلام منذ بدايـته على عدة قواعد أساسية ولعل أبرز هذه القواعد العدل الذي اتصف به هذا الدين و الذي كان سببا بارزا لانتشاره و اعتناق عدد كبير من الناس له.
فالعدل من القيم الانسانية ومن مقومات الحياة وقد جـُعـِل العدل بين الناس هو الهدف الرئيسي لكل الرسالات السماوية فقد قال تعالى " لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط " الحديد 25
وقال تعالى ايضا ً " ياأيها اللذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولايجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا إعدلوا هو أقرب للتقوى ..." المائدة 8"
حيث أن المقصود بالآية السابقة انه يجب العدل في التعامل حتى لو كان العدل مع عدو أو صديق ..فالعدل في الاسلام ليس مرتبطا ً بالحب والبغض ولا الحسب ولا النسب ولا مسلم وغير ِ مسلم ... فالعدل لكل ِ الناس على اختلافهم واختلاف اتجاهاتهم
والعدل ُ من اسماء الله تعالى وبالعدل ينصف المظلوم ويأخذ ُ كل ُ ذي حق ٍ حقه وللعدل صور ومنها العدل ُ في القول حيث قال تعالى " واذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى "" الانعام 152 والعدل في الصلح حيث قال تعالى " وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا ...""الحجرات 9 "
تحريم الظلم
وقد حرم الله تعالى الظلم على اختلاف صوره بقدر ماحث على العدل وقد قال الله تعالى في حديث ٍ قدسي " ياعبادي إني حرمت ُ الظلم َ على نفسي وجعلته بينكم محرما ً فلا تظالموا ..."
وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام " ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم حتى يفطر والامام العادل ودعوة المظلوم ..."
العدل ُ أساس الملك
وقد قيل قديما ً أن" العدل َ أساس ُ الملك " والحكم ويظهر جليا ً صدق ُ هذه المقولة حيث اذا أحس الانسان بالعدل في مجتمعه ووطنه فإن ذلك َ ينعكس على زيادة انتاجيته وعلى انتماءه لوطنه ويدفعه للدفاع عنه ضد أي طارىء وأي عدو وعندما يكون افراد المجتمع كله يحسون بالعدالة يكون المجتمع متماسكا ً قويا ً عصيا ً على أيعدو ٍ او متربص وبما أن أي مجتمع في هذه الدنيا لابد فيه من وجود ظواهر فردية للإنحراف "كقاتل او سارق ..." الا ان المجتمع اذا كان متماسكا ً وقويا ً يعاقب فيه المخطىء ويكافىء المحسن في ظل قانون يحكم هذا المجتمع ويطبق على الجميع بلا اشتثناء فلا يمكن أن يطال هذا المجتمع أي سوء
قصص ومواقف عن العدل
القصة الاولى
حدثت مع الصحابي الجليل زيد بن حارثة
وهذه القصة أثارت غضب الرسول عليه الصلاة والسلام حيث توسط زيد رضي الله عنه عند الرسول لإمرأة من بني مخزوم سرقت حتى لاتقطع يدها فغضب الرسول غضبا ً شديدا ً واعتلى المنبر وخطب بالناس قائلا ً :-
" ... انما أهلك اللذين قبلكم أنهم كانوا اذا سرق فيهم الشريف تركوه واذا سرق الضعيف ُ أقاموا عليه الحد ..وأيم الله لو أن فاطمة ُ بنت ُ محمد ٍ سرقت لقطعت يدها ..."
مما سبق يتضح أن الا سلام دين ُ العدل قد ساوى بين كل التاس رؤساء ومرؤسين ..عبيدا ً وسادة .. رجالا ً ونساء ً
القصة الثانية
حدثت في زمن الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه حيث ارسل أحد ُ الملوك رسولا ً لسيدنا عمر فوجده نائما ً رضي الله عنه تحت شجرة ولايوجد ُ حرس ٌ حوله فتعجب مما رآه فقال :-
"حكمت فعدلت فأمنت َ فنمت ياعمر "
القصة الثالثة
حدثت في زمن عمر رضي الله عنه ايضا ً عندما جاء له شاب ٌ قبطي شاكيا ً ابن عمر بن العاص بأنه ظلمه وضربه فطلبه عمر بن الخطاب هو وأبوه عمرو بن العاص وطلب من القبطي أن يضرب ابن عمرو بالسوط كما ضربه وقال له اضرب " ابن الاكرمين " فضربه ثم قال له اضرب ابيه أي " عمرو بن العاص " لأنه لم يضرب ذلك القبطي الا بسلطان ابيه
وقال عمر مقولته الشهيرة
" متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم أحرارا ً "
وقد اصبحت هذه العبارة جزء ً من ميثاق الامم المتحدة
ويبقى الاسلام دين العدل جاء ليعم العدل انحاء الدنيا وارجاءها ونحمد ُ الله على هذه النعمة
من كتابتي الخاصة وتجميعي لبعض المعلومات البسيطة ورجعت في ذلك :
كتاب ملامح المجتمع المسلم الذي ننشده / الداعية يوسف القرضاوي
كتاب الدعوات / الترمذي /باب العفو والعافية
بعض كتب التفاسير