رسالة عاجلة إلى عباد رمضان
مجتمع رجيم / ليكن رمضان بداية انطلاقتي
كتبت :
رجائي الجنه
-
رسالة عاجلة إلى عباد رمضان
رسالة عاجلة إلى عباد رمضان
رسالة عاجلة إلى عباد رمضان
بقلم بلال الرشيدي:
بسم الله الرحمن الرحيم...
أيها الأعزاء قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : إن للحسنة أخوات وإن للسيئة أخوات... والمعنى أن العبد إذا فعل الحسنة فإنها تجر غيرها من الحسنات وهذا واضح لمن دقق النظر.. فإنك لا ترى أمرا فيه خير إلا وهو محفوف بالخير والحسنات والرحمة وكذا أمر المعاصي والسيئات... فحري بمن فعل الحسنات في هذا الشهر الكريم وتقرب إلى الله بصنوف الطاعات أن يتصل بالخير ولا ينقطع عنه وأن يتمسك بما يحبه الله باقي السنة فإنه إن صحت حسناته في رمضان فلا بد لها من أخوات في باقي السنة... أقدم بهذه المقدمة أيها القارئ الكريم كي نتذكر أمرا عظيما وهو حالنا بعد رمضان... هل ما زلنا متصلين بالله بفعل الأجور... وترك ما هو محظور أم أننا من عباد هذا الشهر فقط ؟؟!!...
أيها الأعزاء إن كثيرا من المسلمين ينشط في رمضان بالعبادة... وطلب الأجر والزيادة فإذا انقضى هذا الشهر الكريم توقفت أعمالهم الصالحة وكأن الله أمرهم بعبادته في شهر واحد من السنة مع أن الذي أمرهم بالتزود في هذا الشهر أمرهم بالاستقامة في كل الحياة كما دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة... ألم نسمع قول الله تعالى {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين} أي يا محمد لا تنقطع من العبادة حتى تلقى الله واليقين هنا معناه الموت ألم نسمع قول الله تعالى {فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون} أي لابد من الاستسلام لله بالطاعة والتوحيد حتى نموت على هذا الإسلام وعلى هذه الطاعة... وليس في الشرع ولا في الفطرة ولا في العقل ما يفعله عباد رمضان فقط من اجتهاد في شهر واحد!!...
أيها الأخوة الكرام إن من علامات قبول الطاعات في هذا الشهر وباقي القربات في شهر الرحمة.... هو الاستمرار عليها بعد رمضان فقد قال أهل العلم : علامة قبول الحسنة الحسنة التي تجيئ بعدها وعلامة عدم قبول الحسنة السيئة التي تجيئ بعدها... فياليت شعري بمن يعبدون الله في رمضان على أكمل وجه وقد بيتوا النية على الإنفلات الأخلاقي والإنغماس بالمعاصي بعد رمضان بل إنك ترى المخالفات الشرعية قبيل إنتهاء هذا الشهر الكريم إلا ممن رحم الله... أيها الأخوة لا بد من تذكر قول النبي عليه السلام
{ رب صائم حظه من صيامه الجوع و العطش ، و رب قائم حظه من قيامه السهر }
الراوي:عبدالله بن عمرالمحدث:الألباني - المصدر:صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1084
خلاصة حكم المحدث:حسن صحيح
نتذكر مثل هذه النصوص فننقي النفوس... من شوائب الدنيا ودخائل الشيطان فنكون بإذن الله السلام القدوس... متصلين بالله على الدوام حتى نلقى الله وهو راض عنا ولأنه يرجى لمن كانت حياته طاعة أن يختم له بحسن الخاتمة كما هو معلوم....
قد ثبت أيها الإخوة الكرام أن السلف الصالح كانوا إذا انتهى رمضان يسؤلون الله القبول ستة أشهر بعد رمضان لا كما نراه اليوم فإن الغفلة تبدأ مع أول يوم من أيام العيد وكأنهم ضمنوا الجنة والله المستعان... فلا بد من التذكر والاستذكار ومعرفة ما يحبه الله ويرضاه بعيدا عن حيل الشيطان والنفس الأمارة بالسوء عياذا بالله منهما... أيها الأعزاء رأى بعض السلف في يوم العيد صبية يلعبون ويضحكون فقال لهم منكرا ماهم فيه من غفلة: إما أنكم قد قبلتم في رمضان فما هذا حال المقبولين وإما أنكم أبعدتم في رمضان فأنتم بهذا غافلون... إن القرآن والسنة وفعل السلف الصالح مع العقل والفطرة يدل على أن ما يفعله عباد رمضان فقط خطأ عظيم فإن الذي تعبده في هذا الشهر الكريم... هو رب الشهور كلها ولذلك إعلم علما يقينيا من غير أدنى شك أن القليل الدائم خير من الكثير المنقطع وقد جاء عن عائشة رضي الله عنها أن الرسول كان إذا فعل شيئا ( أي من الطاعة) أثبته ( أي جعله ثابتا ودائما)...
وثبت أيضا أن الرسول عليه السلام يعجبه العمل الدائم وإن قل... وعلى هذا فإن الله لا يحب من العبد أن يختم القرآن أكثر من مرة في هذا الشهر... ثم يهجره فيما بعد، ولا يحب سبحانه من يجتهد في التهجد والقيام في هذا الشهر الكريم ثم ينقطع عنه باقي السنة وكذا الحال في باقي الطاعات.... بل إن الذي يقرأ القرآن ولو كان شيئا يسيرا لكن على الدوام خير مما يفعله عباد رمضان الذين ينقطعون عن القرآن باقي أشهر السنة ولو ركع المسلم ركعات في الليل وثبت عليها خير ممن يجتهد كثيرا في هذا الشهر ثم يترك القيام بالكلية... ليس لشيء سوى أنهم حققوا أمر ربهم {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين} ثم إنهم على صلة دائمة بربهم ولو بشيء يسير.... وهذا لا يشك فيه أحد وهو معلوم بالدين.... أيها القارئ العزيز علق قلبك بالله واجعله متصلا به تدعوه وترجوه وتخاف منه.. تتذلل له بالركوع والسجود... تفرده بالتوحيد والعبادة.
.. تعبده على الطريقة التي أثرت عن النبي صلى الله عليه وسلم...واجعل حالك هكذا في كل السنة فهذا حال المسلم الذي وعده الله بالحياة الطيبة كما قال سبحانه {من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون} وأما من هو على خلاف هذه الطريقة من المحرومين فقد قال الله فيهم {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا} نسأل الله العفو والسلامة فلنتذكر أن الله يراقبنا في كل زمان ومكان ولنؤدي حقه كما يجب... هذا الذي تم إعداده.. وتيسر إيراده نسأل الله الكريم أن يوفقنا لطاعته في كل زمان ومكان إنه القادر سبحانه وهو حسبنا ونعم الوكيل...
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.
رسالة عاجلة إلى عباد رمضان
رسالة عاجلة إلى عباد رمضان
رسالة عاجلة إلى عباد رمضان
