ضرب الزوجة ,العنف الاسرى,حكم ضرب الزوج لزوجته

مجتمع رجيم / الموضوعات الاسرية اللامنقولة
كتبت : Hayat Rjeem
-



,العنف الاسرى,حكم images?q=tbn:ANd9GcQ


ظاهرة ضرب الزوجات من الظواهر المنتشرة في العالم والتي تشكل صورة من صور العنف الموجه ضد المرأة ونوع من أنواع شريعة الغاب‏..‏
وبالرغم من رفض المجتمعات لهذه الظاهرة إلا أنها تتزايد بشكل يدعو إلي القلق حتى في أكثر المجتمعات تمدنا ورفاهية‏


لقد حث ديننا الحنيف على الألفة والمحبة والعشرة بالمعروف والآيات والأحاديث الواردة في ذلك كثيرة ، منها قوله تعالى : ((وَعَاشِرُوهُنَّ بِالمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا )) (النساء:19) .
وقد أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم بالرفق بالنساء والإحسان إليهن ، والصبر على عوجهن فقال في الحديث الذي رواه الشيخان عن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه : " اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّهُنَّ خُلِقْنَ من ضِلَعٍ وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ في الضِّلَعِ أَعْلَاهُ فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ وَإِنْ تَرَكْتَهُ لم يَزَلْ أَعْوَجَ فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا " [ البخاري : 4890 - مسلم : 1468]
وفي حجة الوداع قال صلى الله عليه وسلم : " اتَّقُوا اللَّهَ في النِّسَاءِ فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللَّهِ وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ فَإِنْ فَعَلْنَ ذلك فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غير مُبَرِّحٍ وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ " [ مسلم : 1218]
وقال صلى الله عليه وسلم : " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي".

ولكن في ظل غياب التوجيهات الإسلامية عن واقع المسلمين ، وانتشار مفاهيم خاطئة عن معنى الرجولة والقوامة نسمع ونقرأ بين الفينة والأخرى عن ضرب الأزواج لزوجاتهم بل وضرب الزوجات لأزواجهن ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .



لقد حرص الإسلام على كرامة المرأة زوجةً كما حرص عليها بنتاً. لهذا شدد رسول الله صلى الله عليه وسلم على حماية الزوجة وحسن معاملتها في بيت زوجها ، وقد تجلى هذا التكريم في أمور عدة ، منها :
1- جعل الزوجة الصالحة من أسباب السعادة في الحياة الدنيا ، فقد ورد عن رسول الله عليه الصلاة والسلام قوله : " ثلاثة من السعادة ، وثلاثة من الشقاء ، فمن السعادة المرأة الصالحة تراها فتعجبك وتغيب عنها فتأمنها على نفسها ومالك".
2- الحرص على ترك الحرية التامة للمرأة في اختيار الزوج التي تحب ويميل معه هواها ، ولم يرغمها أن تخضع للعيش مع من لا تحب وتهوى ، وهذا أمر شدد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال : " لا تنكح الثيِّب حتى تستأمر ، ولا تنكح البكر حتى تستأذن ، وإذنها صماتها"
3- الوصية بحسن معاملة الأزواج لزوجاتهم بحيث تكون العلاقة بينهم علاقة مودة ورحمة وليست علاقة استبداد وظلم ، قال عليه الصلاة والسلام مبيناً هذا المعنى: "خيركم خيركم لأهله وانا خيركم لأهلي " .
فمفهوم الطاعة التي فرضها الإسلام على الزوجة ليست " طاعة خنوع أو نزول عن مستوى الإنسانية كما يزعم بعض دعاة التحرر ، كما انها ليست بالنسبة للرجل قوامة استبداد وظلم وإنما هي علاقة تكامل يشوبها العطف والمودة تنفيذاً لقول الله تعالى : ( ومن آياته ان خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) الروم/21 .
كما أن هذه الطاعة محصورة بما يرضي الله ورسوله عملاً بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق " .
يتبين مما سبق مدى تكريم الإسلام للزوجة والمكانة التي اعطاها اياها ، فهو لم يكتف بالرفع من شأنها بل إنه نهى عن الإساءة إليها وإهانتها وسوء معاملتها. ومن الأحاديث التي جاءت بهذا النهي قول رسول عليه الصلاة والسلام: (ما أكرمهن إلا كريم وما اهانهن إلا لئيم). وقوله ايضا: ( لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد، ثم يجامعها في آخر اليوم) .
كل هذا التكريم الذي منحه الإسلام للمرأة تجاهله كثير من المسلمين الذين احتموا باباحة الإسلام للضرب الخفيف في الحالات القصوى,حتى يمارسوا عنفهم غير المشروع ضد زوجاتهم . من هنا تأتي أهمية دراسة الأسباب التي تدفع بالزوج إلى ضرب زوجته, وشرح العوامل التي تدفع ببعض الزوجات إلى الرضا بالعنف الموجه إليهن, مع قدرتهن في كثير من الأحيان على التخلص منه.


رأى علم النفس

ما هي الأسباب التي تدفع الزوج إلى ضرب زوجته؟
د‏.‏ ماهر الضبع أستاذ علم النفس بالجامعة الأمريكية يقول إن هناك أسبابا كثيرة تجعل الرجل يقدم على هذا السلوك أهمها‏:‏

ـ المفاهيم الخاطئة الخاصة بالرجولة التي يعتبرها الرجال أنها تعني أن الكلمة كلمته والشورة شورته‏..‏
فإذا أظهرت الزوجة عدم تقبل لهذه الأفكار أو رغبت في مناقشتها أو أظهرت رفضها لها يثور الزوج وينفعل ويلجأ إلى هذا الأسلوب لفرض رأيه بالقوة‏.‏

‏*‏ مفاهيم خاطئة عن الزواج بصفة عامة، لأن بعض الرجال يعتقدون أن الزواج يعني شراء زوجة لتقوم بدور معين سواء إعداد الوجبات وتنظيف البيت وإشباع رغباته الجسدية وتربية الأبناء‏..‏ وهي نظرة خاطئة للزواج الذي يعني في مفهومه الصحيح المودة والرحمة والمشاركة بين اثنين متساويين في الحقوق والواجبات وفي الأدوار التي يؤدونها في الحياة‏.‏

‏*‏ من الأسباب التي تدفع الرجل إلى هذه الإساءة أيضا الإحساس بالدونية‏..‏ فقد يشعر الزوج انه أقل من زوجته في الذكاء أو الإمكانيات المادية أو المكانة الاجتماعية‏...‏ ويدفعه الإحساس بالنقص إلى محاولات عدل الميزان فلا يجد أمامه سوى القوة الجسدية التي يمتلكها ليثبت لها انه أقوى منها في حين انه في الحقيقة عاجز عن مواصلة الحوار معها وغير قادر على مقاومة الفكرة بالفكرة‏..‏

‏*‏ كذلك هناك سبب آخر لهذا العنف يتمثل في القدوة‏..‏ فربما نشأ هذا الزوج في أسرة شاهد فيها والده يمارس نفس هذا السلوك العنيف مع والدته‏..‏ فالدراسات أثبتت أن الإنسان يتبع دائما نموذجا معينا في حياته يكون عادة الأب‏..‏ والطفل الذي يتعرض لمثل هذا الموقف قد يكره والده ويبدي رفضه لهذا السلوك‏..‏ لكن الشيء العجيب انه عندما يكبر يكرر نفس الأسلوب‏..‏ فموضوع القدوة إذن موضوع مهم جدا يجب أخذه في الاعتبار عند التفكير في الارتباط بشخص معين‏..‏
والنصيحة التي نقدمها للفتاة المقبلة علي الزواج أن تحاول ملاحظة هذه الأمور وتقوم بدراسة أسرة العريس جيدا لأن الاحتمال كبير أن يكرر الابن نفس سلوك الأب‏..‏ كذلك يجب أن تراعي المستوى الاجتماعي والثقافي والاقتصادي لأسرته لان الفروق الاجتماعية الكبيرة بين الطرفين يمكن أن تجعل الزوج يشعر بالنقص ويلجأ إلي السلوك العنيف لتعويض هذا الشعور‏.‏


ما هو حكم ضرب الزوجة؟؟



الجواب : أن الله جل وعلا قد حرم على كلا الزوجين ـ بل على عموم الخلق ـ الظلم والتعدي، ولا ريب أن في ضرب الزوجة بلا مسوغ شرعي أذية لها، واعتداء على حقها، فإن من حقوقها المعاملة والمعاشرة بالمعروف قال تعالى: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) [البقرة:228] وقال جل وعلا: (وعاشروهن بالمعروف)[ النساء:19]. وقد حرم الله جل وعلا إبقاء الزوجة في العصمة بقصد إذايتها ومضارتها، وسمى ذلك اعتداءً وظلماً، قال جل وعلا: (ولا تمسكوهن ضراراً لتعتدوا، ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه)[ البقرة: 231] وقد ثبت مرفوعا إلى النبي صلوات الله وسلامه عليه أنه قال: "لا ضرر ولا ضرار" أخرجه الإمام أحمد في مسنده وهو أيضا في سنن الدارقطني.


وعليه فضرب الزوجة بلا مسوغ من الاعتداء والظلم الذي لا يجوز، وقد ثبت عنه صلوات الله وسلامه عليه أنه قال فيما يرويه عن ربه جل وعلا: "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا" أخرجه مسلم من حديث أبي ذر رضي الله عنه. إذا ثبت هذا فإنه مما ينبغي أن يعرف أن هنالك حالات يسوغ فيها مثل هذا الفعل ، ولكن مع مراعاة الضوابط الشرعية في ذلك. فقد نص الله جل وعلا في كتابه العزيز أن ذلك يسوغ إذا خرجت الزوجة عن طوع زوجها بلا مسوغ لها في ذلك. فمن المقرر أن طاعة الزوجة زوجها من الواجبات المتحتمات المقررة في الكتاب والسنة وبإجماع أهل العلم بالملة، فإن خرجت الزوجة عن طوع زوجها تمردا وعصيانا بلا مسوغ، فقد شرع الله ـ جل وعلا ـ علاج ذلك بجملة أمور.


أولها: النصح والإرشاد، بأن يعظ الزوج زوجته ويبين لها وجوب طاعته، وما افترضه الله عليها وعليه من الحقوق، مترفقا بها تارة، وزاجراً لها أخرى بحسب المقام والأحوال. فإن تعذر ذلك لعدم استجابتها انتقل إلى الخطوة الثانية، ألا وهي الهجر، فيسوغ له عند تعذر الأمر الأول أن يهجرها في الفراش، إظهاراً لها منه بعدم الرضا عنها، والاستياء من معاملتها.


فإن استوفى الزوج هاتين الخطوتين، وبذل وسعه في ذلك ولم ينصلح الأمر، جاز له أن يضربها تأديباً لها مراعيا جملة أمور في ذلك:


أ ـ أن لا يكون الضرب مبرحا، أي شديداً ، بل يكون على وجه التأديب والتأنيب ضرباً غير ذي إذاية شديدة.


ب ـ أن لا يضربها على وجهها.


ج ـ أن لا يشتمها بالتقبيح.


د ـ أن يستصحب أثناء هذه المعاملة، أن القصد حصول المقصود من صلاح الزوجة وطاعتها زوجها، لا أن يكون قصده الثأر والانتقام.


هـ ـ أن يكف عن هذه المعاملة عند حصول المقصود.


والأصل في كل ما قدمناه قوله ـ عزَّ من قائل ـ (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض، وبما أنفقوا من أموالهم، فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله، واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجرون في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان عليا كبيراً) [النساء :34]. وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في حجة الوداع: "ألا واستوصوا بالنساء خيراً فإنما هن عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئاً غير ذلك، إلا أن يأتين بفاحشة مبينة، فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع، واضربوهن ضربا غير مبرح فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً، ألا إن لكم على نساءكم حقا ولنسائكم عليكم حقا ... الحديث) أخرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. وخرج الإمام أبوداود في سننه من حديث معاوية بن حيدة رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله ما حق زوجة أحدنا عليه قال: أن تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت". وغير ذلك من الأحاديث الصحيحة الجياد، ولا بد من الإشارة إلى أنه ينبغي لكلا الزوجين مراعاة جانب الرأفة والرحمة كلاً مع الآخر، وأن يتجنبنا الجنوح إلى هذه الحالة ما استطاعا إلى ذلك سبيلاً. وأيضا فإنه مما يعين على ذلك التغاضي عن بعض الأخطاء التي لا تخل بأمور الشرع ، ولو أن كلا الزوجين تدارسا طرفا من الهدي النبوي في ذلك لكان حسنا، كباب حق الزوج على المرأة، وباب الوصية بالنساء من كتاب رياض الصالحين، جعلنا الله جميعاً من عباده الصالحين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. والله أعلم



انتهى نقلا عن اسلام ويب مركز الفتوى



ولا شك أن الترفع عن الضرب أفضل وأكمل إبقاء للمودة والألفة بين الزوجين ، فخيار الرجال لا يضربون نساءهم ، ويحضرني هنا قول شريح القاضي رحمه الله تعالى وقد تزوج من امرأة من بني تميم يقال لها زينب :


رأيت رجالا يضربون نساءهم --- فشلَّـت يميني حين أضرب زينبـا
أأضربها من غير ذنب أتت به فما العدل مني ضرب من ليس مذنبا


فعلى الأزواج : أن يتقوا الله في زوجاتهم ، ويرفقن بهن ، فإنهن شقائق الرجال ،وأمهات الأجيال ، ما أكرمهن إلا كريم ، وما أهانهن إلا لئيم ، فلنتغاضى ونتغافل أحياناً حتى تستمر الحياة في سعادة هانئة لا تكدرها صغائر الأمور ، ولله در القائل :
ليس الغبي بسيد في قومه --- لكن سيد قومه المتغابي


,العنف الاسرى,حكم cw8i5we9yscazlumqe0.

كتبت : لارا المضيئة
-

فعلا نقطة جدا حساسة لانها ظاهرة في مجتمعنا
سلمت يداك
مقال رائع ومدعم بالادلة والاحاديث
كتبت : Hayat Rjeem
-
وبارك فيكِ يا قلبى
تسلمى يا لارا على مرورك الجميل
فرحنى اعجابك بالموضوع يالغلا
كتبت : كول بهار
-
السلام عليكم

وماذا يمنع أن تنجول في صفحاتك

ونتمتع بما يزرعه قلمك

من فن وإبداع متقن

تقبل مرورى وشكرى
كتبت : Hayat Rjeem
-
الله يخليكِ يا قلبى خجلتينى بزوقك يالغلا
ربِ يسعدك يا قمر انتِ
فرحنى مرورك واعجابك بالموضوع
كتبت : || (أفنان) l|
-
جزاك الله خير الجزاء
مواضيعك جميلة وهادفهـ ولها من الفائدهـ الشي الكبير ....
موضوع رائع وهادف وطرح اروع

سلمت يداكِ ياأختي الغالية رزقكِ الله من حيث لاتحتسبين ..
.
الصفحات 1 2 

التالي

تناقض الاب والام فى تربية الاطفال-اختلاف الاب والام فى تربية الابناء

السابق

الصراحة بين الزوجين,,حدود الصراحة بين الزوجين

كلمات ذات علاقة
لزوجته , الاسرى , الزوج , الزوجة , الظن‎ , حكم , ضرب