[frame="1 98"]
بالنسبة لمنزلة التقوى
وشرف هذه المنزلة فإنه شيء عظيم ويكفي أن التقوى وصية الله للأولين والآخرين
قال تعالى
{ ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله
قال القرطبي رحمه الله
الأمر بالتقوى كان عاماً لجميع الأمم
وقال بعض أهل العلم: هذه الآية هي رحى آي القرآن كله، لأن جميعه يدور عليها
فما من خير عاجل ولا آجل، ظاهر ولا باطن إلا وتقوى الله سبيل موصل إليه ووسيلة مبلّغة له، وما من شر عاجل ولا ظاهر ولا آجل ولا باطن إلا وتقوى الله عز وجل حرز متين وحصن حصين للسلامة منه والنجاة من ضرره
أن المرء محتاج للتقوى ولو كان أعلم العلماء، وأتقى الأتقياء، يحتاج إلى التقوى لأن الإنسان تمر به حالات، ويضعف في حالات،يحتاج إلى التقوى للثبات عليها يحتاج إلى التقوى للازدياد منهاوهذا مانفهمه من وصية الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاذ
((يا معاذ اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن )).
وهو من كبار الصحابة وسادات القوم وأعلم الأمة بالحلال والحرام
اتق الله حيثما كنت، في السر والعلانية، أتبع السيئة الحسنة تمحها
لماذا بدأ بالسيئة؟
لأنها هي المقصودة الآن، عند التكفير الاهتمام يكون بالسيئة
لا لفضلها ، ولكن لأنها المشكلة التي ينبغي حلّها
والكيّس لا يزال يأتي من الحسنات بما يمحو به السيئات، و ليس المقصود الآن هو فعل الحسنات ، وإنما كيف تكفر السيئة، لذلك بدأ فيها، وإلا فقد دلّ على حسنات كثيرة في أحاديث أخرى ولم يذكر السيئة فيها
لأن المقصود تعليم الناس الحسنات، لكن هنا المقصود تعليم الناس كيفية تكفير السيئة.
(( اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها))
إذاً تحرص على التقوى وإذا حصل وأذنبت تعرف الطريق، اعمل الحسنات لتمحو ما ارتكبت من السيئات
ولم يزل السلف الصالح يتواصون بها وكان أبو بكر يقول في خطبته : ((أوصيكم بتقوى الله))،
ولم حضرت الوفاة دعا بالوصية لعمر وقال
((اتقِ الله يا عمر ))
وعمر كتب بها لابنه
فقال
((أما بعد فإني أوصيك بتقوى الله عزوجل))
واستعمل علي بن أبي طالب
رضي الله عنه رجلاً على سرية فقال
(( أوصيك بتقوى الله الذي لا بد لك من لقائه ))
وقال عمر بن عبدالعزيز في خطبته:: (( أوصيكم بتقوى الله عزوجل فإن تقوى الله عزوجل خلف من كل شيء وليس من تقوى الله خلف))
التقوى يمكن أن تعوّض أي شيء ، لكن إذا فقدت لا يعوضها شيء.
منزلة التقوى