الدرس الرابع / باب التقوى

مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت : بحر الجود
-
[frame="1 98"]
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

التقــوى
أعمال القلوب أهتم بها العلماء فصنفوا فيها المؤلفات

وابتدؤوا أعمالهم بالتذكير والحث عليها.
أعمال القلوب تحتاج إلى مجاهدة وعناية،
وبما أن النجاة مدارها على أعمال القلوب بالإضافة إلى أعمال الجوارح التي لابد أن تأتي إذا صحّت أعمال القلوب.
التقوى

شيء عظيم ومنزلة سامية وهي أساس الدين ولا حياة إلا بها بل إن الحياة بغيرها لا تُطاق
بل هي أدنى من حياة البهائم فليس صلاحٌ للإنسان إلا بالتقوى ..


هي كنزٌ عزيز لئن ظفرت به فكم تجد فيه من جوهر شريف وخيرٍ كثير ورزق كريم وفوز كبير وغنمٍ جسيم وملكٍ عظيم،
فكأن خيرات الدنيا والآخرة جُمِعَت فجُعِلَت تحت هذه الخصلة الواحدة التي هي التقوى..!
كم في القرآن من ذكرها، وكم عُلِّق بها من خير، وكم وُعِد عليها من خير وثواب، وكم أضيف إليها من سعادة..!
هذه التقوى ظلالٌ طاب العيش فيها..هذه التقوى حياة كريمة ..
فما هي وما تعريفها وكيف تحصل التقوى وماهي ثمراتها وما درجاتها وماهي الأسباب المعينة عليها..؟

معنى التقوى

التقوى هي الاسم من التقى والمصدر الاتقاء وهي مأخوذة من مادة وقى فهي من الوقاية،
وهي ما يحمي به الإنسان نفسه وتدل على دفع شيء عن شيء لغيره، فالوقاية ما يقي الشيء ووقاه الله السوء وقاية أي حفظه.

المعنى الشرعي
فقد ذكر العلماء في تعريفها عدة عبارات فمن ذلك قولهم..
-أن تجعل بينك وبين ما حرم الله حاجباً وحاجزاً..
-امتثال أوامر الله واجتناب النواهي فالمتقون هم الذين يراهم الله حيث أمرهم،
ولا يقدمون على ما نهاهم عنه..
-التقوى هي الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والقناعة بالقليل ، والاستعداد ليوم الرحيل..
-التقوى أن يجعل المسلم بينه وبين ما يخشاه من ربه من غضبه وسخطه وعقابه وقاية تقيه من ذلك وذلك بفعل طاعته واجتناب معاصيه..
-"وقد سأل عمر رضي الله عنه أُبَي بن كعب فقال له: ما التقوى؟
فقال أُبَي : يا أمير المؤمنين أما سلكت طريقاً فيه شوك؟
قال: نعم..
قال: مافعلت؟ ..
قال عمر: أشمّر عن ساقي وأنظر إلى مواضع قدمي وأقدم قدما وأؤخر أخرى مخافة أن تصيبني شوكة..
فقال أُبَي بن كعب: تلك التقوى..! "
فهي تشمير للطاعة ونظر في الحلال والحرام وورع من الزلل ومخافة وخشية من الكبير المتعال سبحانه وتعالى..
-التقوى هي أساس الدين، وبها يرتقى إلى مراتب اليقين، هي زاد القلوب والأرواح فبها تقتات وبه تتقوى وعليها تستند في الوصول والنجاة..
-قال ابن المعتز:
خلّ الذنـــــــــــوب صغيرها وكبيرها فهو التقـــــــــى
واصنع كماشٍ فوق أرض الشوك يحذر مايـــــــــــــرى
لا تحقرنّ صغيرة إن الجـــــــــــــــــــــــبال من الحصـى
-قال ابن رجب – رحمه الله -
أصل التقوى أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه ويحذره وقاية تقيه منه.



- وتارة تضاف التقوى إلى اسم الله عزوجل كقوله { واتقوا الله

فإذا أضيفت التقوى إليه سبحانه فالمقصود اتقوا سخطه وغضبه،ليس المقصود اتقوا القرب منه ولا اتقوا شرعه لكن اتقوا عذابه وسخطه
وقال سبحانه: {هو أهل التقوى}
هو أهلٌ أن يتقى وأن يخشى وأن يهاب وأن يجلّ وأن يعظّم سبحانه وتعالى .
-وتارة تضاف التقوى إلى عقاب الله أو إلى مكان العقاب كالنار { واتقوا النار}
أو إلى زمان العقاب كيوم القيامة {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله} ..
-ويدخل في التقوى الكاملة فعل الواجبات وترك المحرمات والشبهات،وربما دخل فيها أيضاً فعل المندوبات وترك المكروهات والمشتبهات
فقول الله تعالى
{ آلم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدىً للمتقين}
يشمل ذلك كله..
-قال ابن القيم – رحمه الله – في التقوى في تعريفها الشرعي: حقيقتها العمل بطاعة الله إيماناً واحتساباً أمراً ونهياً،
فيفعل ما أمر الله به إيماناً بالآمر وتصديقاً بوعده ، ويترك ما نهى الله عنه إيماناً بالناهي وخوفاً من وعيده..
-قال طلق بن حبيب
إذا وقعت الفتنة فأطفئوها بالتقوى، قالوا: و ما التقوى؟
قال: أن تعمل بطاعة الله،
على نور من الله، ترجو ثواب الله
وأن تترك معصية الله، على نورٍ من الله، تخاف عقاب الله.."
وهذا من أحسن ما قيل في حدّ التقوى
-والتقوى أيضاً امتثال الأوامر واجتناب النواهي وتكون على ثلاث مراتب

1-التوقّي من العذاب المخلّد صاحبه
و هو المشرك الكافر، وذلك باتباع التوحيد وكلمة التوحيد وهي المقصودة
بقوله تعالى:
{ وألزمهم كلمة التقوى} .
2-أن تتقي كل ما يكون سبب للعذاب في النار ولو لبرهة يسيرة من كبائر وصغائر، وهو المتعارف عليه في الشرع.
3-أن يتنزه العبد عن ما يشغل نفسه عن الله تعالى ولو كان مباحات تشغله عن السير لله أو تُبَطّيء سيره،
فهذه مرتبة الكُمّل وهذه المرتبة العالية فإن الانشغال بالمباحات يشغل القلب عن الله عزوجل
وربما يؤدي إلى القسوة وبالتالي يؤدي إلى الوقوع في المكروهات والمكروهات تؤدي للوقوع في المحرمات،
وهذا مسلسل يعرفه الإنسان من نفسه في عدد من الأحيان.
و التقوى تُطلَق في القرآن الكريم على عدد من الأمور
-تأتي بمعنى الخشية والهيبة كما قال تعالى :{وإيايَ فاتقون}
2-تأتي بمعنى الطاعة والعبادة
كقوله تعالى
{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته}
3-تطلق على التنزه عن الذنوب وهذه هي الحقيقة في تعريف التقوى في الاصطلاح،
قال عز وجل

{ومن يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقه فأولئك هم الفائزون} .
4-وكذلك يقال في مراتب التقوى
أو حالات التقوى:
1- اتقاء الشرك.
2- اتقاء البدعة.
3- اتقاء المعصية.
والله عزوجل ذكر التقوى ثلاث مرات في آية واحدة ،
فقال سبحانه وتعالى
{ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا}
فهذا التكرار ليس تكراراً مجرداً فقال بعضهم: التقوى الأولى تقوى عن الشرك، والثانية تقوى عن البدعة، والثالثة عن المعاصي، ويقابل الأولى التوحيد، والثانية السنة
والثالثة الطاعة
وكذلك التقوى يدخل فيها كما تقدم الحذر من المكروهات والمشتبهات ،
فلا يبلغ العبد درجة المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذراً مما به بأس
ومن الناس من يتقي نفسه الخلود في النار،هذه همته، ولا يتقي المعاصي التي تدخله جهنم ولو حيناً من الدهر فيقر بالتوحيد ويصدق بالرسول صلى الله عليه وسلم، ويقول أنا مسلم ،
و يأتي بأركان الإسلام والإيمان لكن لا يحرص على أن يقي نفسه دخول النار بالكلية فيفرط في واجبات ويفعل محرمات..
فينبغي أن يعلم أي درجة من التقوى هو عليها ، وهذا لا يستحق صاحبه اسم المتقي بإطلاق.لماذا..؟
لأنه متعرض للعذاب مستحق للعقاب بما يفعله إلا أن يتداركه الله برحمته ويدخل في المشيئة
لأن أهل التوحيد ممكن أن يدخلوا في المشيئة، أي يعفو الله عنهم وإن شاء عذبهم بحسب أعمالهم حتى يخرجوا من النار يوماً من الأيام
ومن الناس من يتقي الكفر وكبائر الذنوب ويعمل طاعات و يفعل واجبات،
لكن لا يمتنع من الصغائر ولا يكثر من النوافل، فهذا أقرب للنجاة لكن لا تستطيع أن تطلق عليه أيضاً أنه شخص تقي أو متقي
وقد قال تعالى
{ إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم}
وقوله صلى الله عليه وسلم : ((الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات))،
لكن قد لا تكفي، قد تكون الصغائر كثيرة جداً بحيث أن هذه لا تكفي للتكفير
ولم يأخذ هذا الشخص جُنّته من النار ووقايته منها بالكامل فهناك تقصير ووقوع في الصغائر، وقد يؤدي إلى الاجتراء على الكبائر فيما يُستَقبل.
ولذلك الله عز وجل قال
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته}
يعني كلها ، ليس أن تتقي الخلود فقط في جهنم، أو تتقي الكبائر فقط ، بل لابد من اتقاء الصغائر أيضاً
اتقاء كل مايؤدي للدخول في النار، أن تجعل بينك وبين النار جنّة حصينة بهذه الطاعات.
قال الحسن رحمه الله
ما زالت التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيراً من الحلال مخافة الحرام.
فالمتقون تنزهوا عن أشياء من الحلال مخافة أن يقعوا في الحرام فسمّاهم الله متقين
والمتقي أشد محاسبة لنفسه من محاسبة الشريك لشريكه، ولذلك يخلي جميع الذنوب ويتركها
كما قال ابن المعتمر:
خلّ الذنـــــــــــوب صغيرها وكبيرها فهو التقـــــــــى
واصنع كماشٍ فوق أرض الشوك يحذر مايـــــــــــــرى
لا تحقرنّ صغيرة إن الجـــــــــــــــــــــــبال من الحصـى
لكن هنا مسألة مهمة وهي فائدة العلم في قضية التقوى، لابد أن تعرف
أولاً ماهو الذي تتقيه:
1-أن تبين لك ما يجب عليك أن تتقي، تعلم أحكام الدين، تعلم الحلال والحرام..
2-وكذلك قد الإنسان من جهله يمتنع من حلال خالص ظناً منه أنه حرام
من الجهل ولا يكون في هذا ورع ولا تقوى ولكن حرمان نفس بدون فائدة..
قال بعضهم
"إذا كنت لا تحسن تتقي ؛ أكلت الربا، وإذا كنت لا تحسن تتقي؛
لقيتك امرأة ولم تغض بصرك، وإذا كنت لا تحسن تتقي ؛ وضعت سيفك على عاتقك"
أي تدخل في الفتن بالجهل، ودخل مسلمين كُثر عبر التاريخ الإسلامي في معارك بين المسلمين
لو كان عندهم علم وفقه ما دخلوا فيها، مع أن بعضهم قد يتورع عن أشياء دقيقة جداً ، لكن في الدماء لم يتورع للجهل.
مسألة الاستصغار التي تقع من كثر من الناس للذنوب ويراها سهلة وليست بشيء، كذباب وقع على أنفه فقال به هكذا فطار،

(( إياكم ومحقرات الذنوب))،
تحقرنّ من الذنوب صغــيرة
إن الصغير غداً يعودُ كبيرا
إن الصغير ولو تقادم عهـــده
عـــــن الإله مسطّراً تسطيرا
فازجر هواك عن البطالة لا تكن
صعب القيادِ وشمّرَنّ تشميرا
إن المحب إذا أحبّ إلـــــــــهه
طـــار الفؤاد وأُلهِم التفكيرَ
فاسأل هدايتك الإله فتتئــــــــد
فــــكفى بربك هادياً ونصيرا
والإمام أحمد رحمه الله يقول
"التقوى هي ترك ما تهوى لما تخشى "
فتترك هواك لأن لك خشية من العذاب ويوم طويل
و قيل أيضاً في التقوى
" أن لا يراك حيث نهاك ولا يفتقدك حيث أمرك" .
يتبع غداً
باقي الدرس أن شاء الله تعالى
[/frame]
كتبت : سحر هنو
-
[type=64095]
ماشاء الله لا قوة الا بالله

بارك الله لك دائما تاتى الينا بكل مفيد

جزاك الله عنا خيرا

والله انى انتظر مواضيعك بشوق


ربنا يجعلك من اهل الفردوس
[/type]
كتبت : ألمغتربة
-
كتبت : بحر الجود
-
[frame="1 98"]
بالنسبة لمنزلة التقوى

وشرف هذه المنزلة فإنه شيء عظيم ويكفي أن التقوى وصية الله للأولين والآخرين
قال تعالى
{ ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله
قال القرطبي رحمه الله
الأمر بالتقوى كان عاماً لجميع الأمم
وقال بعض أهل العلم: هذه الآية هي رحى آي القرآن كله، لأن جميعه يدور عليها
فما من خير عاجل ولا آجل، ظاهر ولا باطن إلا وتقوى الله سبيل موصل إليه ووسيلة مبلّغة له، وما من شر عاجل ولا ظاهر ولا آجل ولا باطن إلا وتقوى الله عز وجل حرز متين وحصن حصين للسلامة منه والنجاة من ضرره
أن المرء محتاج للتقوى ولو كان أعلم العلماء، وأتقى الأتقياء، يحتاج إلى التقوى لأن الإنسان تمر به حالات، ويضعف في حالات،يحتاج إلى التقوى للثبات عليها يحتاج إلى التقوى للازدياد منهاوهذا مانفهمه من وصية الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاذ
((يا معاذ اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن )).
وهو من كبار الصحابة وسادات القوم وأعلم الأمة بالحلال والحرام
اتق الله حيثما كنت، في السر والعلانية، أتبع السيئة الحسنة تمحها
لماذا بدأ بالسيئة؟
لأنها هي المقصودة الآن، عند التكفير الاهتمام يكون بالسيئة
لا لفضلها ، ولكن لأنها المشكلة التي ينبغي حلّها
والكيّس لا يزال يأتي من الحسنات بما يمحو به السيئات، و ليس المقصود الآن هو فعل الحسنات ، وإنما كيف تكفر السيئة، لذلك بدأ فيها، وإلا فقد دلّ على حسنات كثيرة في أحاديث أخرى ولم يذكر السيئة فيها
لأن المقصود تعليم الناس الحسنات، لكن هنا المقصود تعليم الناس كيفية تكفير السيئة.

(( اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها))
إذاً تحرص على التقوى وإذا حصل وأذنبت تعرف الطريق، اعمل الحسنات لتمحو ما ارتكبت من السيئات
ولم يزل السلف الصالح يتواصون بها وكان أبو بكر يقول في خطبته : ((أوصيكم بتقوى الله))،
ولم حضرت الوفاة دعا بالوصية لعمر وقال
((اتقِ الله يا عمر ))
وعمر كتب بها لابنه
فقال
((أما بعد فإني أوصيك بتقوى الله عزوجل))
واستعمل علي بن أبي طالب
رضي الله عنه رجلاً على سرية فقال
(( أوصيك بتقوى الله الذي لا بد لك من لقائه ))
وقال عمر بن عبدالعزيز في خطبته:: (( أوصيكم بتقوى الله عزوجل فإن تقوى الله عزوجل خلف من كل شيء وليس من تقوى الله خلف))
التقوى يمكن أن تعوّض أي شيء ، لكن إذا فقدت لا يعوضها شيء.


منزلة التقوى

1- التقوى خير لباس..، فالتقوى أجمل لباس يتزين به العبد
{ يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يوراي سوءاتكم وريشاً}
منّ الله بهذا عليهم ، والمنّة تقتضي الإباحة، إذا جاء الأمر في سياق الامتنان يفيد الإباحة
ولكن ذكرهم في ذات الوقت بما هو أهم ، فقال في لباس معنوي غير اللباس الحسّي أنفس منه وأعلى
{ ولباس التقوى ذلك خير }
واللباس يستر العورات فهو اللباس الأصلي، والريش هو ما يُتجمَّل به ، فلما أخبرهم بما يسترون به ظاهرهم نبّههم إلى ما يسترون به باطنهم،
لما أرشدهم إلى ما يزينون به ظاهرهم؛ نبههم إلى ما يزينون به بواطنهم فقال
{ولباس التقوى ذلك خير}.

إذا المرء لم يلبس ثياباً من التقى
تقلب عرياناً وإن كان كاسياً
وخير لباس المرء طاعة ربه
ولا خير فيمن كان لله عاصياً
2- قوى خير زاد
{ وتزودوا فإن خير الزاد التقو ى واتقونِ يا أولي الألباب}
3-ثم إن أهل التقوى هم أولياء الله في الحقيقة
{ ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون}
4-وجعل الله عز وجل التقوى هي الميزان عنده في التفاضل بين الناس فقال عز وجل
{ إن أكرمكم عند الله أتقاكم}
ومن شرف التقوى أن الله أمر بالتعاون من أجلها
{ وتعاونوا على البر والتقوى}، ومصالح العباد لا تتم إلا بها
علامات التقوى
1-إذا تخلّص من آفات الغفلة والاستخفاف بالمنكر من الأقوال والأفعال، والضيق بالمنكر إذا حصل،
والتأذي منه إذا وقع، والفزع إلى الله طالباً الخلاص، هذا من صفات المتقين
{إن الذين اتقوا إذا مسهم طائفٌ من الشيطان تذكّروا فإذا هم مبصرون}
2-التقي دائماً يذكر ربه، لأن ذكر الله مطردة للشيطان والوسوسة،
مطهرة لكل ما يدخل في الإنسان من رجس أو دنس من كلاب الشهوات أو الشبهات التي تغير على قلبه
والله عز وجل قال
{إنما المؤمنون الذين إذا ذُكِر وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون
الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أولئك هم المؤمنون حقاً لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم }.
يتبع غداً أن شاء الله باقي الدرس
[/frame]
كتبت : بحر الجود
-
[frame="1 98"]
كيف تكون تقيّاً؟
1-أن تحب الله أكثر من أي شيء.
2-أن تستشعر مراقبة الله دائماً.
3-أن تعلم عاقبة المعاصي.
4-أن تتعلم كيف تقاوم هواك وتتغلب عليه.
5-أن تدرك مكائد الشيطان و وساوسه.

وهذه الأشياء سهلة بالقول وصعبة في التطبيق..، فبعض الناس يغفل وينسى مراقبة الله له،وينسى حديث (( اعبد الله كأنك تراه))..



إذا ما خلوتَ الدهر يوماً فلا تقل*** خلوتُ ولكن قل عليّ رقيــــــــــبُ
ولا تحسبنّ الله يغفل ساعــــــــــــة***ولا أنّ ما يخفى عليه يغيـــــــــــــبُ



وأما مسألة معرفة مافي الحرام من المفاسد والآلام فإن الإنسان يكفي أن يتأمل فيما حصل للكبار، و ما حصل للأقوام السابقة
ما الذي أخرج الأبوين من الجنة؟

من دار النعيم واللذة والسرور إلى دار الآلام والأحزان..؟؛

المعصية..!..

فالحرام يترتب عليه مفاسد ومصائب..
فلتأمل مافي الذنوب من الآلام والمصائب ؛ يقود إلى التقوى ولو كان فيها لذّة..


تفنى اللذاذة ممن نال لذتهـــــــا*** من الحرام ويبقى الإثم والعار
تبقى عواقب سوء من مغبّتهــا***لاخير في لذة من بعدها النـــار



وكذلك فالإنسان لابد أن يتعلم كيف يغالب هواه وابتداءً من معالجة الخواطر، أول ما تأتي الخاطرة بالمعصية أو بالشر يطردها،
وهذا هو العلاج الناجع؛ أن الإنسان يدافع الهوى والخاطرة ويتغلّب عليها، ولا بأس أن يفطم نفسه عن المعاصي ولو كان ذلك شيئاً مكروهاً بالنسبة له،
فالصبر على الحرام ليس سهلاً بل فيه ألم لكن يعقبه لذّة وراحة يوم الدنيا..



أنت في دار شتات فتأهّب لشتاتــــــــــك
واجعل الدنيا كيوم صمته عن شهواتك
واجعل الفطر عند الله في يوم وفاتـك
* * *
لا خير فيمن لا يراقب ربه عند الهوى ويخافه إيــــــــــــــــــــــــماناً
حجب التقى سبل الهوى فأخو التقى يخشى إذا وافى المعاد هوانا
* * *
ما إن دعاني الهوى لفاحشةٍ
إلا نهاني الحياء والكرمُ
فلا على فاحش مددت يدي
ولا مشت بي لريبة قدمٌ


صفات المتقين


1-ذكر الله من صفاتهم أنهم يؤمنون بالغيب إيماناً جازماً
{ هدىً للمتقين الذين يؤمنون بالغيب}.
2-يعفون ويصفحون

{ وأن تعفوا أقرب للتقوى}.
3-لا يقترفون الكبائر ولا يصرون على الصغائر، وإذا وقعوا في ذنب سارعوا إلى التوبة منه
{ إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون}
سارعوا مباشرة إلى التوبة والإنابة إذا أصابتهم صغيرة.
4-يتحرون الصّدق في الأقوال والأعمال

{ والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون}
5-يعظمون شعائر الله

{ ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}
وما معنى تعظيم شعائر الله؟؛

أن المرء يعظم حرمات ربه فلا ينتهكها،ويعظّم أوامر الله فيأتي بها على وجهها،
ويأتي بأنفس الأشياء، فلو طُلِب منه هدي في الحج أو أضحية استسمنه واستحسنه وأتى به على أحسن وأنفس وأغلى ما يجد ، هذا من تعظيم شعائر الله

6- يتحرون العدل ويحكمون به

{ ولا يجرمنّكم شنآن قوم ٍ على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى} .


الآية أساساً في المشركين والمشركون يبُكرَهون ويبغضُون لأجل شرك والكفر ومع ذلك أمرنا أن نعدل فيهم.
7-المتقين يتبعون سبيل الأنبياء والصادقين والمصلحين يكونون معهم
{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين}
فأهل الصدق هم أصحاب المتقين وإخوانهم ورفقاءهم وأهل جلوسهم وروّاد منتدياتهم.
8-يدع مالا بأس به حذراً مما به بأس لأجل حديث

(( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ))
تمام التقوى أن تتقي الله حتى تترك أحياناً ما ترى بعض الحلال خشية أن تكون حراماً

ثمرات وفوائد التقوى



1
-أنها المخرج من كل ضيق ومصدر للرزق من حيث لا يحتسب المتقي، لأن الله وعد و وعد الله لا يتخلف
فقال تعالى

{ ومن يتقِ الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب}.
وهذه مهمة جداً في شحّ الوظائف

2-تسهيل الأمور، وأن ييسر الله له الأسباب

{ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا}.

3-ومن أهم ما يُكافأ به المتقي أنه يُعطى العلم النافع من جرّاء التقوى { واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم}

4-البصيرة من أعظم ما يرزق به المتقي، فتكون له بصيرة و فرقان يفرّق به بين الحق والباطل
وأن يكون له نور من ربّه يضيء دربه فيحذر الشر ويرجو الخير ويوفَّق

{ إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا}
الفرقان في اللغة الذي يفرّق بين الليل والنهار، كالصبح يفرق بين الحق والباطل.
5-محبة الله والملائكة للعبد، ومحبة الناس لهذا العبد،
{ بلى من اوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين}
وإذا أحبه نادى جبريل أن يحبه، ويحبه أهل السماء ثم يحبه أهل الأرض

6-نصرة الله للمتقي وتأييده له وتسديده

{ واتقوا الله إن الله مع المتقينوالمعيّة هذه معية نصرة وتأييد وتسديد

7-يرزق بركات من السموات والأرض، والبركة تكثير القليل ، الكثرة، الزيادة، الخير ، العافية

{ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض}

8-البشرى ..سواء كانت ثناء من الخلق، أو رؤيا صالحة، من الملائكة عند الموت

{ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون
الذين آمنوا وكانوا يتقون أولئك لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة
}.

9-الحفظ من كيد الأعداء ، فإن الإنسان لا يخلو من عدو حاسد

{ وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً} فيدفع الله عنه شر الأشرار وكيد الفجار باستعمال التقوى.


10- { وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافاً خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولاً سديداً}
فأرشد الله الآباء الذين يخشون ترك ذرية ضعاف بالتقوى في سائر شؤونهم لكي يحفظ أبناءهم، ويغاثون بالرعاية الإلهية بل يحفظ فروع الفروع.
11- التقوى سبب قبول العمل وهذا من أعظم الأشياء
{ إنما يتقبل الله من المتقين}
12-التقوى سبب للنجاة من عذاب الدنيا
{ ونجّينا الذين آمنوا وكانوا يتّقون}.

13- التقوى يُجعل للإنسان بها حلاوة وشرف وهيبة بين الخلق لأن الإنسان يحب أن تكون له مكانة بين الناس
ألا إنما التقوى هي العز والكــــــــــــــرم
وحبك للدنيا هو الذل والسقــــــــــــــم
وليس على عبدٍ تقي نقيصــــــــــــــــــــــة
إذا حقق التقوى وإن حاك أو حجــــم



14-التقوى توصل إلى مرضاة الرب عز وجل وتكفير السيئات والنجاة من النار والفوز بالجنة وهذا هو قمة المطلوب وأعلى مراد المسلم أن الله عزوجل يدخله الجنة
{ ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم }
وهؤلاء المتقين لا يذهبون إلى الجنة مشياً وإنما يذهبون ركباناً موقرين مكرمين
لأن الله قال:

{وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد} وقال:
{ يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفداً}
والوفد يكرم يذهب بهم إلى ملك الملوك سبحانه وتعالى

فيدخلهم جنته
{ إن للمتقين مفازا
يدخلهم الأنهار
{ إن المتقين في جنات و}.
والنجاة من النار

{ ثم ننجي الذين اتقوا}
والعز والفوقية فوق الخلق يوم القيامة غير عز الدنيا

{ زين للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة}
فيورثون الجنة بالتقوى
كما قال الله عز وجل

{ وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقياً}

والدار الآخرة للمتقين يوم القيامة، ويجمع الإنسان بأحبابه إذا اتقى ربه { الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين}


نسأل الله أن يجعلنا من أهل التقوى,والنهاية لا بد أن تأتي بمفارقة هذه الحياة..



عش ما بدى لك سالماً في ظل شاهقة القصـــور
يُسعى عليك بما اشتهيت لدى الرواح وفي البكــور
فإذا النفوس تقعقعت في ضيق حشرجة الصدور
فهناك تعلم موقناً ماكنت إلا في غــــــــــــــــرور




فالاشتغال في تحصيل التقوى وفعل ما أوجب الله وترك ما حرم الله هو المكسب في هذه الحياة في الحقيقة وإلا فإن كل ما فيها لهو ولعب
والدنيا ملعونة فنسأل الله أن يكفينا شرها، وأن يجعلنا من المشتغلين بتقواه وأن يؤتي نفوسنا تقواها إنه خير من زكّاها
.
[/frame]
كتبت : سنبلة الخير .
-
الصفحات 1 2  3 

التالي

الدرس الثالث / الرجاء

السابق

باب الوصية بالنساء

كلمات ذات علاقة
التقوى , الحرص , الرابع , باب