الأم الفلسطينة من هي؟
مجتمع رجيم / مسجات الجوال
كتبت :
الفلسطينية سهير
-
لكل طفل له أم
ولكل شاب له أم
ولكل شيخ له أم
ولكل فلسطيني له أم مختلفة لأن أمها هي فلسطين
من هي الأم الفلسطينية
أتعرفونها؟
أتسمعون عنها؟
ربما يوجد بينكم من لا يعرف الأم الفلسطينية على حقيقتها
بل ليس ربما إنما أكيد ؟
يا لها من امرأة قوية بكل الصفات , تحتمل ما لا يحتمل , كالزيتونة صابرة, مثمرة للريح تتصدى,
و تثمر رغم الجفاف, منغرسة في الجبل, غارقة في التأمل ,
امرأة لا تعرف الكلل أو الملل, هي الأم الفلسطينية .
مطلوب منها أن تدمعبابتسامة, و أن تشقى من المهد إلى اللحد
و أن تنوب عن الأب و الأخ في غيابهما, وأن تقدم الفداء تلو الفداء دوت توقف .
الأم الفلسطينية من هي
هي نور الفجر ..
مصباح الحياة ..
رمز الحب والحنان ..
منبع العطاء ومعينه الذي لا ينضب أبدا..
نسجت من الظروف نجاحات أقرب إلى الأساطير ،
وحولت الحرمان إلى طاقة تمردت على الظروف ،
ضحت بالكثير وكافحت لتقدم أبناء يفخر بهم الجميع ..
الأم الفلسطينية......تلك الدامعة القلب الباسمة المحيا
تعد الأم الفلسطينية ذلك الكائن الجميل العبق الذي يمنح الحياة قيمة وهيبة وجمالا ما بعده جمال،
وتجعل للحياة لذة ومذاق خاص من القابلية للعيش والاستمرارية، فبدونها تنتفي الحياة وتذبل وتموت ....
الأم الفلسطينية.... تلك الكاسرة والمكسورة..العنيفة اللينة..الطاهرة البريئة.. تلك التي تنفعل ولا تنفعل......
يا لها من أم جبارة قوية القلب والنفس..!!!!!
تقبّل فلذة كبدها الذاهب إلى لحظة استشهاده وتقرأ له سورة الفاتحة
قبل أن يمضي إلى معركته التي تعرف مسبقا أنه لن يعود منها حيا ..
تلك هي الأم الفلسطينية التي لها كل الوجدان المؤرق،
ولها النجوى والحلم، ولها قبلة فوق يديها وعلى جبينها الندي ....
هل رأيتم الحجر في يد الأم الفلسطينية ؟
كيف يكون شكله وحجمه ولونه وقوته وعظمته...
وهل عرفتم معنى أن تمسك المرأة الفلسطينية حجرا
بحجم سلطة بحجم دولة ..
بحجم قوة جبارة ..
بحجم مبارزة في التاريخ ...
أول التربية للام الفلسطينية وابنها كان الحجر واسطة بينهما.
وأول حلم لدى طفلها المشلوح على ذراعها كان حجرا تمتصه شفاه ذلك الطفل المتدرب
على حلم موروث أوله شهادة وآخره شهادة ...
من لا يعرف الأم الفلسطينية لا يمكنه تصور المعنى الخلاق العظيم للوطن
ومن يجهل معنى الأم الفلسطينية لن يدرك الوطن الخلاق في حياته..
ولكن هذا ليس ذنبها لأنها لم تعرف كيف تحافظ على زوجها وأبنائها
وعزوتها وكل أحباب قلبها لم تعرف كيف تحميهم من غدر الزمان..
أو أنها لم تعرف الطمأنينة والهدوء وراحة البال..!!
أو لم تعرف طعم السعادة أبدآ على مدار حياتها..!!
هل هذا ذنبها أيضاً....؟؟
إنه ذنب تلك الظروف التي جعلت الحجر الأصم ينطق ويتكلم
وجعلت القلب الحزين يشكي ويتألم ...
إنه حالها منذ ولادتها منذ رأت عيونها النور
حيث كتب على جبينها الشقاء والعناء والحرمان...
منذ أن فتحت عينيها على هذه الأرض الطاهرة المباركة، لقد صبرت وتحملت،
تحملت حرمانها من أجل أجمل شيء في الحياة وصمتت ولم تتكلم ولم تنبس بحرف واحد...
حرموها من أجمل إحساس تحسه الأم في حياتها ..
خنقوا ووئدوا الضحكة في قلبها هدموا كل أحلامها وأمنياتها الوردية
حرموها من الهمسة واللمسة العذبة ،التي تلفها اتجاه أبنائها وزوجها وأحبائها حرمت
وما زالت تحرم .. وهي صابرة .. صامدة...لا زالت أم المجاهدين الصابرين لازالت في سجل الصامدين يبكي أطفالها من الجوع
و البرد القارص تضمد وتلملم جراحهم بالصبر لا تركع ولا تسجد لغير الله ...
ياااه... يا تقية يا صابرة ..يا صامدة
الأم الفلسطينية من هي:
فهي المرأة المضحية بكل معنى الكلمة في جميع أحوالها ..
لأنها المضحية المتعبة الساهرة التي تقتاد من عذابها وألمها ووجعها وحزنها ومرارة وظلمة أيامها.. لتحيل وتبدل تعبها جنة خضراء واحة خضراء وارفة الظل لمن حولها ولكل المحيطين بها دون كلل أو ملل أو تذمر..
فهي الأم والزوجة والأخت والصديقة والحبيبة، فهي الأصيلة بروحها ودمها وجمالها وعفتها ..
تمر وتعبر الأزمات على جرحها النازف وكأنها لم تكن .. لأنها تسبغ على كل شيء سحرها وجمالها الساحر الآخاذ ..
فمن عبق الأرض كانت الكلمات والحروف أطهر وأعمر ..
ومن بين يديها كانت الحياة أعمر وأجمل ..
الأم الفلسطينية من هي:هي مصنع الرجال يوم أن عز الرجال, هي زيتونة فلسطين, التي يضئ زيتها و لو لم تمسسهنار,
أو على باب محكمة قساة ترفع شعار الحرية. هي تدرأ هموم الجرحى , هي التي تشعلنور الكتب,
هي محور الأسرة, تعلمت من أمنا الكبرى فلسطين, كيف تكون الأمومة .
لوجمعنا أنات أمهاتنا لطافت على الدنيا و غطتها, و لو جمعنا ما عانت و قاست من الظلم
, لافتديناها بكل ما لدينا من غال أو نفيس,
ولو قرأنا ما كتبه الزمان الصعب على جدرانقلبها لأعفينا الكتًاب من الكتابة عن الألم.
هي شمعة تضئ, منارة تخلد , قمريضئ ليل أيامنا
ليت بعض رجال العرب متل الأم الفلسطينية