تـبت خلاص ... طيب ليه ربنا بيعاقبني؟!!

مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات

كتبت : *بنت الإسلام*

* فصل : الزم محراب الإنابة

((((((... الشرح في المشاركة التالية ...)))))))

"أيها المذنب : إذا أحسست نفحات الجزاء فلا تُكثرنّ الضجيج و لا تقولن قد تبت و ندمت فهلا زال عني من الجزاء ما أكره ! فلعل توبتك ما تحققت
و إن للمجازاة زمانا يمتد امتداد المرض الطويل فلا تنجح فيه الحيل حتى ينقضي أوانه
و إن بين زمان : { و عصى } إلى إبان : { فتلقى } مدة مديدة
فاصبر أيها الخاطئ حتى يتخلل ماء عينيك خلال ثوب القلب المتنجس فإذا عصرته كف الأسى ثم تكررت دفع الغسلات حكما بالطهارة
بقى آدم يبكي على زللـه ثلاث مائة سنة
و مكث أيوب عليه السلام في بلائه ثماني عشرة سنة
و أقام يعقوب يبكي على يوسف عليهما السلام ثمانين سنة
و للبلايا أوقات ثم تنصرم و رب عقوبة امتدت إلى زمان الموت
فاللازم لك لأن تلازم محراب الإنابة و تجلس جلسة المستجدي و تجعل طعامك القلق و شرابك البكاء فربما قدم بشير القبول فارتد يعقوب الحزن بصيرا
و إن مت في سجنك فربما ناب حزن الدنيا عن حزن الآخرة و في ذلك ربح عظيم."

--------------
من كتاب (صيد الخاطر) للإمام ابن الجوزي - رحمه الله -

((((((... الشرح في المشاركة التالية ...)))))))

كتبت : *بنت الإسلام*

قبل ما أدخل في الموضوع.. عايزين نرسخ في ذهننا هذه القاعدة
وهي قول الله تعالى:

" مَن يَعۡمَلۡ سُوءًا يُجۡزَ بِهِ "
يعني مفيش ذنب إلا وعليه عقوبة

لأن السوء شامل لأي ذنب كان من صغائر الذنوب وكبائرها، وشامل أيضا لكل جزاء قليل أو كثير، دنيوي أو أخروي.

ولذلك قال الامام ابن الجوزي في أحد خواطره:

من الإغترار أن يظن المذنب إذا لم ير عقوبة أنه قد سومح ، و ربما جاءت العقوبة بعد مدة .
و قل من فعل ذنباً إلا و قوبل عليه ، قال عز وجل :
من يعمل سوءاً يجز به .

نرجع لخاطرة الإمام ابن الجوزي..

الإمام بيوجّه خطابه للمذنب وبيقول له :

اقتباس:
"أيها المذنب : إذا أحسست نفحات الجزاء فلا تُكثرنّ الضجيج و لا تقولن قد تبت و ندمت فهلا زال عني من الجزاء ما أكره ! فلعل توبتك ما تحققت

يعني..
أول ما تحس أن عقوبة ذنبك ابتدت تنزل عليك استكين و لا تكثر الشكوى!
لأنه ما أدراك.. لعل توبتك لم تتحقق بعد على الوجه الذي يرضاه الله؟!
فخليك واقف على بابه سبحانه لحد ما يتوب عليك التوبة النصوح

اقتباس:
و إن للمجازاة زمانا يمتد امتداد المرض الطويل فلا تنجح فيه الحيل حتى ينقضي أوانه
الجملة دي أصعب جملة في الموضوع وتقريبا أنا كتبت الموضوع عشانها
يقصد أن أنت ماتعرفش عظم ذنوبك أد ايه لحد ما تاخد جزاءها وتستوفي عقوبتك !
زي السجين في الدنيا لازم له فترة عقوبة لحد ما يخرج من سجنه
فالفترة اللي هتاخد فيها الجزاء قد تطول معك زي فترة حضانة المرض .. لابد منها ! .. ومفيش علاج هيؤثر فيها ولا هيرفعها عنك لحد ما ينقضي أوانها

كل ده ليـــــــــــه؟

لأنها بيد الله وحده!

وسبحان الله تتمة الآية بتؤكد المعنى ده بالظبط
"مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا"

يعني من بايده كشف الكرب و رفع العقوبة عنك إلا هو سبحانه ؟!!
فليس له ولي يحصل له المطلوب، ولا نصير يدفع عنه المرهوب، إلا ربه ومليكه.

اقتباس:
و إن بين زمان : { و عصى } إلى إبان : { فتلقى } مدة مديدة
فاصبر أيها الخاطئ حتى يتخلل ماء عينيك خلال ثوب القلب المتنجس فإذا عصرته كف الأسى ثم تكررت دفع الغسلات حكما بالطهارة
بقى آدم يبكي على زللـه ثلاث مائة سنة
و مكث أيوب عليه السلام في بلائه ثماني عشرة سنة
و أقام يعقوب يبكي على يوسف عليهما السلام ثمانين سنة

الإمام بيستدل على سنة الله الكونية في إن لكل ذنب عقوبة وبتاخد زمانها وتنقضي
زي ما حدث مع أبينا آدم عليه السلام
ما بين زمان "وعصى آدم ربه فغوى"
و زمان "فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه"
= ما بين زمان معصيته و توبته وقبول توبته
مدة مديــــــــدة من البكاء والتذلل والانكسار
وكذلك طال الابتلاء مع أنبياء الله أيوب و يعقوب عليهما السلام لحد ما ربنا فرّج عنهما

فلذلك..
اصبر وابكِ على خطاياك
واعتبر أن دموعك دي بتغسل أثر خطاياك على قلبك لحد ما يُحكم لقلبك بالطهارة

اقتباس:
و للبلايا أوقات ثم تنصرم و رب عقوبة امتدت إلى زمان الموت

ومما يزيد صبرك أنك تعرف أن كل بلاء له وقت وهيعدي
وبعض العقوبات لا تُستوفى حتى قبض روحك وخروج نفسك!!
وده من رحمة الرحمن الرحيم !!

ليه؟
أكيد ذنوبك كتير وعملك اللي يبلغك الجنة قليل
والجنة مش بيدخلها إلا الطيبون
يعني لازم اللي يدخلها يكون طيب من كل خبث .. صافي و طاهر من الذنوب
فلازم يُنقى من الذنوب دي (تكفير الذنوب) قبل ما يدخلها على 3 مراحل (إن لم يستوف عقوبته في مرحلة منها يدخل في المرحلة اللي بعدها لحد ما تُكفّر كل ذنوبه):

اقتباس:
محطات التنقية فى الدنيا
1- التوبــة
2 - الاستغفار
3 - حسنات تمحو السيئات
4 - مصائب مكفرة

محطات التنقية فى القبر
5 - صلاة الجنازة
6 - فتنة القبر
7- ما يهديه إليك الأحباء من هدايا وأعمال صالحة

محطات التنقية الأربع فى يوم القيامة
8 - أهوال يوم القيامة
9 - الوقوف بين يدى الله عز وجل
10 - شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم
11 - عفو الله عز وجل

فمن رحمة ربنا أن عقوبتك تُستوفى في الدنيا قبل أهوال القبر والقيامة
ولا شك أن هموم الدنيا مهما عظمت أهون من أهوال القبر والقيامة!!!

اقتباس:

فاللازم لك لأن تلازم محراب الإنابة و تجلس جلسة المستجدي و تجعل طعامك القلق و شرابك البكاء فربما قدم بشير القبول فارتد يعقوب الحزن بصيرا

فكن دايمًا (( عبدًا منيـبًا ))
وعيش بالنفسية دي
ولعل بشرى قبول توبتك تأتيك وأنت على هذا الحال فينقلب حزنك سرورًا
كما ذهب حزن يعقوب عليه السلام بارتداد بصره

اقتباس:

و إن مت في سجنك فربما ناب حزن الدنيا عن حزن الآخرة و في ذلك ربح عظيم."

يقصد حتى لو مت وأنت في فترة العقوبة
فربما كان حزنك في الدنيا هو خلاصك .. وشال عنك من حزن الآخرة
زي ما قلت سابقًا
أن هموم الدنيا مهما عظمت أهون من أهوال القبر والقيامة!!!

وفي ذلك ربح عظيم!

====م ن ق و ل ====

تـبت خلاص ... طيب ليه ربنا بيعاقبني؟!!

مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات

فضل شهر شعبان والتنبيه على بدع ليلة النصف

ايهما تختارين ؟؟