علو الهمة ~*~عقد اللؤلؤ الاسلامي~*~

مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت : كلمة صدق
-
~*~عقد الاسلامي~*~ e11lv2.gif


~*~عقد الاسلامي~*~ 864599208.jpg

align="right">قال ابن القيم

align="right"> "فمن علت همته وخشعت نفسه اتصف بكل خلق جميل ،،

align="right"> ومن دنت همته وطغت نفسه اتصف بكل خلق رذيل "


align="right"> وقال رحمه الله
align="right"> "فالنفوس الشريفة لا ترضى من الاشياء الا باعلاها وافضلها واحمدها عاقبة
align="right"> والنفوس الدنيئة تحوم حول الدناءات وتقع عليها كما يقع الذباب على الاقذار ،
align="right"> فالنفوس العلية لا ترضى بالظلم ولا بالفواحش ولا بالسرقة ولا بالخيانة لانها اكبر من ذلك ،
align="right"> والنفوس المهينة الحقيرة الخسيسة بالضد من ذلك "


وفي تعريف لمعنى الهمة : فهي كل ما يُهَم بفعله ،، والهمة هي الباعث على العمل والدافع اليه ..
وعلو الهمة هو طلب معالي الامور واستصغار ما هو دونها قال الشاعر واصفا لها :
إذا كنت في أمر مروم *** فلا تقنع بما دون النجوم



ويختلف علو الهمة بين الناس فهناك من تعلو همته وتكبر وهناك من تدنو همته وتصغر ويقول ابن تيميه رحمه الله : "العامة تقول: قيمة كل امرئ ما يحسن، والخاصة تقول: قيمة كل امرئ ما يطلب". (يريد همته ومطلبه وقصده).

والهمة العالية تدفع صاحبها لطلب الكمال ولا تزال به تؤنبه وتزجره عن اكتساب الرذائل حتى ترتفع به الى اعلى مقامات المجد
ونقل ابن قتيبة عن بعض كتب الحكمة :
~*~عقد الاسلامي~*~ rlwmx2vuipv3um17dnkg



ومن المتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته الشريفه ان همة المؤمن ابلغ من عمله ..
فقد قال رسول الله صلى الله عيله وسلم " من همَّ بحسنة، فلم يعملها، كتبها الله عنده حسنة كاملة " رواه البخاري
وقال ايضا :" من سأل الله الشهادة بصدقٍ، بلَّغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه " رواه مسلم

وصاحب الهمة العالية يجود بالغالي والرخيص في سبيل تحقيق اهدافه والوصول الى مبتغاه ، ونجده ينطلق نحو هدفه بقوة وثقة فلا توقفه مصاعب ولا تحط من عزيمته اهوال ، ونجده كذلك يلا يخشى في الله لومة لائم.
وعالي الهمة يريد دائما ان يخلف وراءه مجدا يُذكر به لكي لا يكون زائدا على الدنيا لا غاية من وجوده فينطبق عليه قول الشاعر
إذا ما مضى يوم ولم أصطنع يدا *** ولم أقتبس علما فما هو من عمري


علو الهمة في القرآن

ان الله سبحانه وتعالى دعا عباده المؤمنين الى علو الهمم والتسابق الى الخيرات في مواضع متعددة من القرآن الكريم
وقال تعالى: فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ [الأحقاف: 35].
فهذه الآية فيها ثناء (على أصحاب الهمم العالية، وفي طليعتهم الأنبياء والمرسلون وفي مقدمتهم أولو العزم من الرسل، وعلى رأسهم خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم... وقد تجلت همتهم العالية في مثابرتهم وجهادهم ودعوتهم إلى الله عز وجل، كما أوضحه الله عز وجل في قصص الأنبياء كنوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين)

قوله تعالى: وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ [آل عمران: 133].
ففي هذه الآية (ندب الله عباده إلى المبادرة إلى فعْل الخيرات والمسارعة إلى نَيْل القُرُبات) وهو أمر من الله بالهمة العالية.

ومنها ايضا ذمه عز وجل لمن تدنت همته في قوله (( واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون )) الاعراف 175- 176

علو الهمة في السنة
وقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ( إن الله تعالى يحب معالي الأمور ، ويكره سفاسفها )رواه الطبراني
والمقصود بمعالي الامور الاخلاق الشرعية والخصال الدينية ، قاتل المناوي " فمن اتصف من عبيده بالأخلاق الزكية أحبه ومن تحلى بالأوصاف الرديئة كرهه"

فكيف بنا لا نحب ما يحبه الله ونبحث عن اصاغر الامور ونتجنب اعلاها ..



وتكثر مظاهر علو الهمة ومنها
علو الهمة في طلب العلم والاهتمام باكتساب كل ما هو مفيد وجديد من علوم مختلفة ، ونجد في القرآن لكريم آيات كثيرة اقترن فيها ذكر العلماء بالملائكة كما في قوله تعالى ((شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ)) [آل عمران:18].
وجاء في كتابه الكريم حث على طلب العلم ، فالعلماء يرفعهم الله درجات فوق درجات ، قال تعالى (( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ))[المجادلة: 11].

علو الهمة في الجهاد في سبيل الله والجود بالنفس والمال فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من خير معاش الناس لهم رجل ممسك عنان فرسه في سبيل الله يطير على متنه كلما سمع هيعة أو فزعة طار عليه يبتغى القتل والموت مظانه ...)) رواه مسلم

علو الهمة في العبادة بالاكثار من الصلاة والصوم والاستغفار وقيام الليل ، وقراءة القرآن .. ويقول ابن حزم في علو همة من امتحن بمكروه وعاقه عن هذا الطريق: (ووجدت العامل للآخرة إن امتحن بمكروه في تلك السبيل لم يهتم بل يسر إذ رجاؤه في عاقبه ما ينال به عون له على ما يطلب وزايد في الغرض الذي إياه يقصد ووجدته إن عاقه عما هو بسبيله عائق لم يهتم إذ ليس مؤاخذا بذلك فهو غير مؤثر في ما يطلب ورأيته إن قصد بالأذى سر وإن نكبته نكبة سر وإن تعب فيما سلك فيه سر فهو في سرور متصل أبدا)

علو الهمة في الدعوة الى الله ولنا في رسول الله اسوة حسنة في الدعوة الى الله وبذل الكثير من الجهد في سبيل ذلك ، كما قال صلى الله عليه وسلم ((بلغوا عني ولو آيه )) رواه البخاري
في دعوة منه صلى الله عليه وسلم في علو الهمة والبذل في سبيل الدعوة الى الله


وهنا يتبادر الى اذهاننا سؤال مهم ..
اذا كان علو الهمة امر من السهل القيام به .. فقصص السلف الصالح ذاخرة عامرة بقصص علو الهمة .. فلماذا يصعب على البعض التحلي بهذا الخُلق ..؟؟
والاجابة
ان هناك موانع من اكتساب علو الهمة .. ومن ابرزها :

الذنوب والمعاصي : فكلما كثرت ذنوب العبد ومعاصيه فان علو همته يتضاءل حتى يبتعد كلية عن الله سبحانه ، قال ابن القيم في ذلك "فالذنب يحجب الواصل، ويقطع السائر، وينكس الطالب"
الخوف والهم والحزن وهي من افات القلوب التي تلهي النفس عن عبادة الله وذكره وبالتالي عن رغبة العبد في علو همته وتقوده الى الكسل والفتور
فتنة الفقر او الغنى : فكلاهما قد يشغل الفكر ويلهيه ، الغنى بآفات البخل اوالبطر او الاسراف ، والفقر بآفات عدم الرضا والسخط وانعدام الصبر .. وكلها آفات تنمع العبد من اكتساب علو الهمة
الانشغال بامور الدنيا وما اكثره في زماننا .. فنجد المرء يلهث وراء اكتساب امور الدنيا ..ولو بذل جهد في علو همته لنال خيرا كثيرا ..

ومن قصص علو الهمة عند الصحابة رضوان الله عليهم

قصة عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال:
كنت أرعى غنما لعقبة بن أبي معيط، فمر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، فقال: ((يا غلام، هل من لبن؟ قال: قلت: نعم، ولكني مؤتمن، قال: فهل من شاة لم ينز عليها الفحل؟ فأتيته بشاة، فمسح ضرعها، فنزل لبن، فحلبه في إناء، فشرب، وسقى أبا بكر، ثم قال للضرع: اقلص فقلص، قال: ثم أتيته بعد هذا، فقلت: يا رسول الله، علمني من هذا القول، قال: فمسح رأسي، وقال: يرحمك الله، فإنك غليم معلم)) .رواه احمد وابن حيان والطبراني
- وعنه أيضاً قال: (والله لقد أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة، والله لقد علم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أني من أعلمهم بكتاب الله، وما أنا بخيرهم) ، قال شقيق: فجلست في الحلق أسمع ما يقولون، فما سمعت رادا يقول غير ذلك

وقصة عمير بن أبي وقاص رضي الله عنه:
- عن سعد- رضي الله عنه- قال: رأيت أخي عمير بن أبي وقاص قبل أن يعرضنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر يتوارى، فقلت: ما لك يا أخي؟، قال: إني أخاف أن يراني رسول الله صلى الله عليه وسلم فيستصغرني فيردني، وأنا أحب الخروج لعل الله أن يرزقني الشهادة، قال: فعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرده، فبكى فأجازه، فكان سعد- رضي الله عنه- يقول: فكنت أعقد حمائل سيفه من صغره فقتل وهو ابن ست عشرة سنة


align="left">اخواتي الغاليات ..
align="left"> ان علو الهمة من اعظم القيم التي قد يتصف بها المرء ..
align="left"> فمن علت همته
align="left"> صار سهلا عليه ان يجمع باقي الخلل القويمة التي يدعو اليها ديننا الحنيف ..
align="left"> فعلو الهمة لا يكتمل بدونها لانها من معالي الامور واشرفها
align="left"> فمن هو عالي الهمة نجده
align="left"> مثابرا نشيطا صادقا امينا ،، لا يعرف الكسل او التواكل












المصادر بتصرف

صيد الفوائد
درر سنية
كتاب الاسباب المفيدة في اكتساب الاخلاق الحميدة / للشيخ محمد بن ابراهيم الحمد
كتبت : *بنت الإسلام*
-
بارك الله فيك اختنا الغالية كلمة
طرح متميز
جعله الله في ميزان حسناتك
تقبلي مروري وتقييمي المتواضعين
كتبت : نيشان سبرينغ
-
طرح مميز جدا ً ومنسق
جزاك ِ الله خيرا ً
تقبلي مروري واعجابي
كتبت : سنبلة الخير .
-



جميل ما قدمتِ لنا
سلمت يداك على موضوعك المميز
جزاك الله خير الجزاء
إن عالي الهمة يجود بالنفس والنفيس في سبيل تحصيل غايته ، وتحقيق بغيته ، لأنه يعلم أن المكارم منوطة بالمكاره ، وأن المصالح والخيرات ، واللذات والكمالات كلها لا تنال إلا بحظ من المشقة ، ولا يعبر إليها إلا على جسر من التعب :

بصرت بالراحة الكبرى فلم أرها تنال إلا على جسر من التعب

وقيل :
فقل لمرجي معالي الأمور بغير اجتهاد : رجوت المحالا

وقال آخر :
الذل في دعة النفوس ولا أرى عز المعيشة دون أن يشقى لها

قال الصديق أبو بكر رضي الله عنه :

" والله ما نمت فحلمت ، ولا توهمت فسهوت ، وإني على السبيل ما زغت " أي شغلته الحروب والفتوح وإرساء جهاز دولة الخلافة إلى حد أنه لا يتسنى له أن يستغرق في نومه ، ولا يتاح له أن يحلم ..

ولا ريب عند كل عاقل أن كمال الراحة بحسب التعب ، وكمال النعيم بحسب تحمل المشاق في طريقه ، وإنما تخلص الراحة والنعيم في دار السلام ، فأما في هذه الدار فكلا ولمًّا ..

وقال مسلم في صحيحه : قال يحيي بن أبي كثير : " لا ينال العلم براحة البدن " ..

وقيل للربيع بن خثيم : " لو أرحت نفسك ؟ " ، قال : " راحتها أريد " ..

أحزان قلبي لا تزول حتى أبشر بالقبول
وأرى كتابي باليمين وتسر عيني بالرسول

فكيف نعلو بالهمم ؟ ..




















كتبت : ❤ღ.. بريق أمل.. ღ❤
-
ما شاء الله
موضوع مميز جدا
بارك الله فيكِ ياغالية
كتبت : كلمة صدق
-
شكرا لكن غالياتي على المرور الكريم
ابنة الحدباء .. شكرا لك على الاضافة القيمة

دمتن بكل ود
الصفحات 1 2 

التالي

ثلاثة اخطاء تتكرر في حياتنا اليومية:

السابق

ستون سؤالاً في أحكام الحيض والنفاس .. اقرئي واكتشفي الأخطاء التي وقعتي بها

كلمات ذات علاقة
الهمة , علو