الطبيعة وعلاقتها بالعلاج النفسي
مجتمع رجيم / التنمية البشرية وتطوير الذات
كتبت :
أميرةالياسمين
-
الطبيعة وعلاقتها بالعلاج النفسي
إذا كنت تعاني من الضغط النفسي والقلق وتسارع دقات القلب، أو تعاني نقصاً للمناعة فالجأ إلى الطبيعية، تخيل نفسك على شواطئ خليج ما تستمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة، فمشاهدتك أشجاراً تتمايل بنسمات هواء باردة تولد شعوراً سيساعدك على التخلص من ضغط الدم المرتفع، واستماعك لأصوات الأمواج ستطرد هرمونات القلق من دمك، والتمتع برائحة أشجار الصنوبر ستحسن النظام المناعي لجسدك .
خلال عقود ماضية أجريت عدة دراسات حول تأثير الطبيعة في العلاج النفسي للإنسان، لم يكن هنالك اهتمام كبير بفوائد الاستمتاع بالطبيعة وذلك بسبب عدم متابعة الطب لهذه الأفكار .
ارتبطت نظرية الطبيعة والعيش في منازل خضراء بالصحة الجيدة منذ 2000 عام، وفي القرن ال 20 بدأ العلم بدراسة هذه النظرية وبالتحديد 1984 على يد عالم الأحياء الأمريكي إدوارد اوسبورون ويلسون الذي شكل نظرية تسمى بايوفيليا أو حب الحياة الطبيعية وتشير هذه النظرية إلى أن هنالك علاقة فطرية متينة بين البشر ونظم الحياة الخضراء وأن فوائد العلاج بالطبيعة تحدث لأن أدمغتنا تطورت تدريجياً مع طبيعة العالم المحيط بنا، فالأشجار الخضراء والمياه الزرقاء الصافية هي علامات أنها طبيعية، وهذا الإحساس بنقاء وطبيعة الشيء يساعد الدماغ على الاستجابة لأية عملية شفاء بشكل أكبر، كما ظهرت دراسات جديدة في علم النفس بعد نظرية ويلسون أثبتت أن دلائل الاستجابة الجسدية للمرض تبرهن على أن الطبيعة تخفف من الأمراض وتساعد على الشفاء بشكل أكبر، ومن أحد الدراسات أظهرت أن الأطفال الذين يعانون من قصور الانتباه وفرط الحركة إذا ما قاموا باللعب في بيئة طبيعية خضراء ل20 دقيقة على سبيل المثال لوحظ زيادة في تركيزهم الذهني .
كما أظهرت الملاحظات على مجموعة من المتطوعين قضوا عدة أيام في الغابة، أن التفكير الخلاق لهؤلاء الأشخاص بدأ يتحسن بشكل ملحوظ
وبالذهاب بعيداً عن تأثير نظرية ويلسون على الحياة النفسية، أظهرت دراسات يابانية من خلال ملاحظة أشخاص يذهبون إلى الاسترخاء في الغابة ويسمى لديهم شينرين يوكو تبين لهم أن دقات القلب لدى الأشخاص ومستويات هرمونات القلق وضغط الدم قد انخفضت بشكل ملحوظ وكانت مختلفة عما كانت خلال حياتهم في المدينة، كما كشفت الدراسة اليابانية من خلال وضع بطارية لقياس دقات القلب والقلق، أن الشعور اللاإرادي والقلق والغدد الصماء والنظام المناعي جميعها تأثرت بايجابية بالطبيعة .
وأظهرت دراسة يابانية أخرى أن الاسترخاء في الغابة يقوي الجهاز المناعي من خلال إنتاج خلايا طبيعية داخل جسم الإنسان وهي نوع من كريات الدم البيضاء التي تكون مسؤولة عن محاربة الفيروسات والأمراض في الجسم .
وفي العام 2003 راقب روجر أولريش بعض المتطوعين بالدم، حيث لاحظ في دراسته أن الأشخاص الذين كانوا يشاهدون على شاشة تعرض مناظر طبيعية أثناء التبرع كانت دقات قلبهم أقل من أولئك الذين كان يشاهدون نشرات الأخبار، كما أظهر باحث سويدي من خلال دراسته على أشخاص يعانون من الضغط النفسي المتزايد والإرهاق وقد عرض عليهم مشاهد الذهاب لتجربة الاسترخاء في الطبيعة .
كما عرض عليهم على الشاشات مشاهدة طبيعة مزيفة واستنتج الباحث السويدي أن كلتا الحالتان لهما الأثر النفسي الجيد سواء كانت الحالة مزيفة أم طبيعية حيث تنخفض دقات القلب وضغط الدم . وقارنت الإيطالية ريتا بيرتو من جامعة بادوا في إيطاليا بين التأثيرات الإدراكية بين مشاهدة مناظر طبيعية ومشاهدة مناظر من المدينة، وأظهرت دراستها أن المشاهد الطبيعية حسنت من الأداء الإدراكي بشكل كبير .