أحتاجُ لِحزمة مفاتِيح قابلة ( لإطاعتي )

مجتمع رجيم / الأخبار المصورة
كتبت : نورما
-
بسم الله الرحمن الرحيم ..





أحتاجُ لِحزمة مفاتِيح قابلة ( لإطاعتي )

أمام كلّ قفل .. وحلم ..


وقلب ..ودرب .. وباب مؤصد !


أحتاج إليهـا .. حتى إن لم تكن حقيقيّة الوجود ,


أريدُ وجودها محسوس داخلي " فقط " لا أكثر ..









أحتاج لمفتاح متفرّع الجذور ..
قادر على فتح كل شيء قد يؤذي
إن بقي مقفلاً !

فتح العقول المتحجّرة , فتح القلوب القاسية ,

فتح الضمائر الصامتة ,
فتح الكثير مما لا يعدّ ولا يحصى !

لكننا أمام تلك القائمة المضيّقة على النّفس
لا نجد فعل شيء


سوى أن نسكُت" غالباً " ونرضى !







أحتاج لمفتاح يُجِيدُ الإقفال جيداً !

أحتاجهُ أن يصدأ بعد أن أقفل به ,

أو ينكسِر داخل القفل !

فلا يعود قادراً على فتح ما أقفله ..

أحتاجهُ جداً ..


( لأقفل كومة من أحداث وذكريات مؤلمة ماضية )

أتمنى لو أني لا أتذكرها , ولا تعود بين فينةٍ وأخرى لذاكرتي ,

أتمنى أن لا أتذكر التفاصيل ..

فينقبض قلبي على أثر تذكّري , وتهيج مشاعري ,
و على شفا جفني تكاد تفيض مدامعي !

أحتاج ذلك المفتاح القادر على الوصول
إلى البقعة التي تحوي الذكريات المؤلمة
في ذاكرتي ,

وتحصرها حيث مكانها , وتقفل عليها

وأفقد في ذلك الجزء من الذاكرة .. الذاكرة !




أحتاج إلى مفاتيح قادرة على التّحليق بعيداً ..
لتدرك في السماء الأمنيات !
وتلتحم بها في حضن غيمة ..
أو تعقِدَ نفسها معها في شعاع من أشعّة الشمس ..
أريدها أن تصِلَ إلي حيث هناك ,
لعلى الأمنيات المُقفَلة حتى هذه اللحظة ,
بدعاء ..وقدر .. ومشيئة المولى ,

بإلتحامها بتلك المفاتيح .. تُفتح , وتَتَحقّق !
علّها في حُضنِ غيمة ..
بعد فتح قفل الأمنيات تُمطر ..
أو لعلها بانعقادها في شعاع الشمس
تذيب قفل الأمنية .. فتُفتح وتُضيء الأرجاء .





أحتاج لمفتاح قادرٍ على إعادة الزمن
في بعض حين !
يعود بي إلى حيث تمنيت أن لا أفعل ما فعلت ,
يعود بي إلى حيث تمنيت أن أفعل ما لم أفعل !
يعود بي إلى لحظةٍ كان يفترض فيها أن أكون أشدّ عطفاً ,
وإلى لحظةٍ كان يفترض أن أكون فيها أشدّ قسوة !
يعود بي إلى ذنبٍ أرتكبتهُ فندمت ألف مرّة
وبكيت ألف مرّة ,
يعود بي إلى معصيةٍ أجرمتها ..
وعصيت بها جبّار السماء !
يعود بي إلى عُمرٍ تمنيت أن أسعد فيه
كماً أكبر من الناس ,

وأعتذر فيه إلى كمٍ آخر آلمتهم !
يعود ويعود ويعود ..

ذاك ما أتمنى ..

لكنهُ شيء لا ينتظر أن نتمناه لـ يعود !





أحياناً ..أريد مفتاح أقفل به مدونتي !

فلا يطّلع عليها أحدٌ سواي ..

( تجذبني أسباب رغبتي لإطاعتها )

لكني سرعان ما أرفض !
و أشعر بأني لا أستطيع .. أبداً لا أستطيع !

لأسباب أكثر من أسباب رغبتي بأقفالها ,

أشعر بأني سأشعر بالخيبة حين أطيعها ,

أشعر بالخيبة ( الآن ) فقط لشعوري بأني

أرغب بمفتاح من ذلك النوع !






أحتاج لمفتاح ذا نسخ احتياطية محدودة
( لداخلي )!

أريد أن أخبئها في يديّ من أحبهم

بـ عمق وصدق..

في يديّ من لا يحتاجونها في الأصل ,
لأنهم يدركون ما بداخلي " غالباً "
دون أن أخبرهم , ويسمعون حديثي الصامت
دون أن أنطقه ,
يسمعوني بنظرة واحدة , أو بحرفٍ واحد ,
أو بعبارة مختصرة لحديثٍ طويل ذا
حنين أو شجون !

لكني أريد أن أعطيهم أياه ,
ليلتمسوا ما بداخلي أكثر , ويرون مكانتهم
في داخلي بصورةٍ أقرب ,

ليشاركوني الفرح الذي لا أستطيع
ترجمته في وقت الفرح !
ويطبّبون جرحي الذي قد لا أخبرهم
عنه في وقت الألم !

أريدهم فقط.. للروح أقرب وأقرب .





أحتاج لمفتاح أعقِدْهُ بحبل أفكاري ..
كي لا تهرُب

وكلما أردتُ الكِتابة .. دنوت لمفتاحي ..

( إليّ إليّ يا حبلي .. إليّ إليّ يا حرفي )

لكي نهذي على الصفحات ..

ولا نصمُت .