"لمن كان له قلب" د. ديمة طارق طهبوب
مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
"فانظر بماذا يقيمك"يقول ابن عطاء:
"إذا أردت أن تعرف قدرك عند الله فانظر بماذا يقيمك"؛ أي يشغلك، و من منا لا يحب أن يعرف قدره عند الله؟! أو لا يحب أن يكون صاحب قدر و منزلة و مكانة عند الله؟! نحب علو المنزلة في الدنيا و هي زائلة متاعها متاع الغرور، أفلا نحبها و نطلبها عند الله (وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى)؟
و لقد أعطانا الشرع دليلاً على قدرنا عند الله، فإن كان شغلنا في الدنيا بتوافه الأمور و معاصيها فقدرنا عند الله أحط و أدنى، و أما إن كانت حياتنا كما وصف حياته أحد السلف؛ إذ قال: "لا أحب أن تأتي عليّ ساعة من ليل أو نهار إلاّ و أنا من عمال الله".. عندها فلنبشر بخير منزلة، و أرفع درجة، و أقرّ عين، و أهنأ قلب لحديث المصطفى "من كان همّه الآخرة جمع الله له شمله، و جعل غناه في قلبه، و أتته الدنيا راغمة" -أما من كانت الدنيا تسكن سويداء قلبه فليحذر إذا- "فرّق الله عليه أمره، و جعل فقره بين عينيه، و لم يأته من الدنيا إلاّ ما كُتب له".