لن تحزني ابدا يا اخية لو التجات الى الله

مجتمع رجيم / عــــام الإسلاميات
كتبت : *بنت الإسلام*
-



إن الإنسان لا يستغني عن ربه طرفة عين ولا أقل من ذلك، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يردد كثيرا: " يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا"
الراوي: أنس بن مالك المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 1/313
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح.


وإذا رجعنا إلى المعنى اللغوي للتضرع لوجدناه يدو ر حول الطلب بذل وخضوع واستكانة، ومادة ضرع تدل على لينٍ في الشيء، ومن هذا الباب ضرع الشاة، فلو نظرت إلى صغير الحيوان حين يلتقم ثدي أمه ، فيلح ويرتفع وينخفض ويجتهد بكل قوته كي يجذب هذا اللبن الذي به حياته لعرفت مدى الارتباط بين المعنى اللغوي والمعنى الشرعي للتضرع فالتضرع هو دعاء الله وسؤاله بذل وخشوع وإظهار للفقر والمسكنة، وهذا الحالة يحبها ربنا ويرضاها، بل أمر عباده بها:

(ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (الأعراف:55)



يأخذ عباده بالبأساء والضراء ليتضرعوا.

إن من أعظم أسباب دفع البلاء تضرع العبد لربه جل وعلا كما بيّن الله في كتابه الكريم: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الأنعام:43،42) )


فالغاية من أخذ العباد بالبأساء والضراء أن يضرعوا إلى الله.

إن العباد قد يغفلون في أوقات الرخاء عن هذه العبادة الجليلة لكن لا ينبغي أن يغفلوا عنها في أوقات البلاء والمحنة ولو أنهم غفلوا في الحالين لعرضوا أنفسهم لعقوبة الله: (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الأنعام: 44،45)


ولقد أخبر الله تعالى عن أقوام ابتلاهم وتوعدهم بالعذاب فاستكان بعضهم وتضرع إلى الله فكشف الله عنهم عذاب الدنيا، وأخبر عن آخرين ابتلاهم وتوعدهم لكنهم تكبروا وتجبروا وما استكانوا ولا تضرعوا فأخذهم العذاب.

أما الأولون الذين تضرعوا فمنهم قوم يونس عليه السلام الذين قال الله عنهم: (فَلَوْلا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ) (يونس:98)

وقد ذكر بعض المفسرين أن قوم يونس خرجوا إلى الطرقات واصطحبوا نساءهم وأطفالهم ودوابهم ودعوا وجأروا إلى الله، وقيل : إنهم ظلوا على هذه الحالة أياما يدعون ويستغيثون ويتضرعون ويبكون فكشف الله عنهم عذاب الدنيا منةً منه وفضلا.

أما الآخرون الذين لم يظهروا الفقر والضراعة فقد قال عنهم: (وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ* حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ) (المؤمنون: 76،77)

الرسول صلى الله عليه وسلم سيد المتضرعين:


لقد كانت حياة رسولنا صلى الله عليه وسلم كلها لله، وقد عرض عليه ربه أن يجعل له بطحاء مكة ذهبا فقال صلى الله عليه وسلم: " لا يا رب، ولكن أشبع يوما، وأجوع يوما. فإذا جعت تضرعت إليك وذكرتك، وإذا شبعت حمدتك وشكرتك ."
الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 5/14
خلاصة حكم المحدث: [حسن كما قال في المقدمة].



وقد رأيناه صلى الله عليه وسلم في كل أحواله متضرعا خاشعا متذللا لربه تبارك وتعالى.

في الاستسقاء:


خرج متبذلا متواضعا متضرعا حتى أتى المصلى فلم يزل في الدعاء والتضرع والتكبير وصلى ركعتين كما كان يصلي في العيد.

وعند رمي الجمار:


فإنه صلى الله عليه وسلم كان يرمي الجمار في أيام التشريق إذا زالت الشمس، ويكبر مع كل حصاة، فإذا رمى الأولى وقف يدعوا ويتضرع، وكذا بعد الثانية، أما الثالثة فلم يكن يقف عندها.

وفي الجهاد:


رأيناه يتضرع ويدعو في بدر ويستنصر ربه حتى أنزل الله المدد: (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ) (الأنفال:9)

وفي يوم الأحزاب:


دعا ربه وتضرع حتى صرف الله عن المسلمين الشر وكفاهم كيد أعدائهم.

وعند الكرب:

يذكر ربه ويذل له ويدعوه:

" لا إله إلا الله العليم الحكيم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات والأرض ورب العرش الكريم."


وهكذا كان في كل أحواله صلى الله عليه وسلم وهكذا تعلم منه أصحابه وعلموا مَنْ بعدهم.

نسأل الله أن يجعلنا أفقر خلقه إليه، وأغناهم به عمن سواه.
اللهم اّمين
منقول
كتبت : || (أفنان) l|
-
جوزيت كل خير
موضوعك قيم ماشاء الله تبارك الرحمن ..
ودائماً أروي ضمأنا بمثل هذه المواضيع النبيلة ..
كتبت : رسولي قدوتي
-



موضوعاتكِ سر رقي اختياركِ




غاليتي بنت الإسلام

أجد في كلماتكِ قوة الحرف

التي نادرا .. مانراها

وتعامل جميل مع الكلمه
..

أسلوب راقي
..

وعطـاء بلا حدود
..

جميل كـ قوس قزح


يطرز السمـاء


بألوانه البراقة
..

أشكركِ عـلى كل حرف نقلتيه هنا

فأنتِ دوما متميزة






كتبت : لمياء الزيادي العتيبي
-
جزاك الله الف خير
كتبت : *بنت الإسلام*
-
class="quote">اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة طموحي داعية:
جوزيت كل خير
موضوعك قيم ماشاء الله تبارك الرحمن ..
ودائماً أروي ضمأنا بمثل هذه المواضيع النبيلة ..
شكرا لك حبيبتي مرورك الطيب
نورتي صفحتي

class="quote">اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة رسولي قدوتي:



موضوعاتكِ سر رقي اختياركِ




غاليتي بنت الإسلام

أجد في كلماتكِ قوة الحرف

التي نادرا .. مانراها

وتعامل جميل مع الكلمه
..

أسلوب راقي
..

وعطـاء بلا حدود
..

جميل كـ قوس قزح


يطرز السمـاء


بألوانه البراقة
..

أشكركِ عـلى كل حرف نقلتيه هنا

فأنتِ دوما متميزة





شكرا لاطرائك اختاه
اخجلتيني بادبك وردك الطيب

class="quote">اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة آهات مجتمع:
جزاك الله الف خير
جزانا الله واياك
منورة الاسلامي بطلتك الحلوة
كتبت : طالبة الفردوس
-
جزآك الله من خيراته , وزادك من علمه , وأغناك من فضله .... آمين
أشكرك جزيل الشكر على هذا الموضوع القيم
الصفحات 1 2 

التالي

يوم القيامة يؤخذ من النوافل لجبر نقص الفرائض ؟!

السابق

الضيفة الرابعة للمرحلة الثالثة في كرسي الصحبة الصالحة

كلمات ذات علاقة
من , الله , الثياب , الخ , ابدا , احدث , تحزني , يا