تمر الحياة بكل تفاصيلها على الإنسان، فتقوده الى رضى الله
فيصبح من أهل الجنان الفائز بها أو تمر عليه فتقوده إلى غضب الله فيصبح من اهل النار
الحياة اذا اضحكت قليلا ابكت كثيرا واذا ابكت قليلا اضحكت كثيرا فهي إما نعمة للإنسان أو نقمة عليه،
الحياة معناها ان كل لحظة نعيشها وكل ساعة نقضيها إما لنا وإما علينا
فالموفق السعيد من نظر في هذه الحياة وعرف حقها وقدرها فقد اضحكت اناسا وابكت اخرين
الحياة الدنيا جعلها الله ابتلاءً واختباراً وامتحاناً تظهر فيه حقائق العباد
فاأما فائز سعيد برضى الله ورحمته اومحروم من رضوان الله شقي مطرود عن رحمته
كل ساعة نعيشها فإما أن تقربنا من الله فيكون راضي عنا ... وإما أن تبعدنا من الله فيكون غاضبا علينا
فلو عاش الانسان عمره في بعد عن الله وعن طاعته فسيعيش في شقاء وكدر ...
ولكن اذا عاد الى الله وعاش لحظات الندم وصدقت توبته وعاش لحظات بكاء وندم
بدل الله بذلك البكاء سيئاته حسنات ولنعلم ان هذه التوبه هي الحياة الطيبه و هذه هي مفتاح السعادة
يجب على كل انسان ان يسأل نفسه كم تمتع في هذه الحياه هل هذه المتعه ترضي الله
ولنعلم ان ما من نعمة او سعاده او راحه نتقلب فيها الا من الله مامن لحظه يعيشها الانسان الا وهو يتقلب في نعم الله
ويتقلب في رحمته فما الذي قدمنا في مقابل ذلك امام هذا اللطف والرحمه والحنان
فقط نسال انفسنا من الذي حفظ لنا نعمة الصحه والعافيه والعقل
وقد نرى امامنا المرضى يتالمون ويتأوهون
والله يتحبب لنا بعافيته وستره والسلامة والامن لكي نعيش هذه الحياة الطيبة
فمن أسباب الحصول على الحياة الطيبة فعل الفرائض وترك النواهي
فمهما تمتع الانسان بمتع الحياة كلها فإنه والله لن يجد أطيب من متعة العبودية لله بفعل فرائض الله وترك محارم الله.
ولان الأجساد والقلوب والأرواح ملك لله، ينبغي للإنسان إذا أراد أن يقوم بأي عمل
ان يبحث عن رضى الله لانه مامن انسان منع نفسه من عمل وهو يرجو رحمة الله إلا أسعده الله
إن السعادة الحقيقية والحياة الطيبة تكون بالقرب من الله، فالأمر والخلق والتدبير كلها تعود الى لله ...
لذلك نجد دائماً أغنى الناس اومن يتمتع بكل الشهوات من أكثر الناس آلاماً نفسية ...
وأكثرهم قلق ...وأكثرهم ضجراً بالحياة... نجده أتعب الناس في الحياة لماذا؟
لأن الله جعل راحة الأرواح وجعل لذة الحياة وجعل أنس الحياة في الإنس به
والقرب منه سبحانه وتعالى. فبذلك القرب يحس الإنسان براحة نفسية...
والله لو بذل أموال الدنيا ما استطاع الوصول الى هذه الراحه لأنه أدى مافرضه الله عليه
واجتنب نواهيه
لذلك فمعنى الحياة الطيبة الهنيئة هي في القرب من الله
اللهم اجعلنا ممن يتقرب اليك بالطاعات ويتحبب اليك باداء شكر نعمك التي لاتعد ولا تحصى
جزاك الله اخيتي الغاليه على هذه المحاضره التي جعلت قلوبنا تذرف قبل اعيننا
فنعم الله لاتعد ولاتحصى ولم نؤدي شكرها على الوجه المطلوب
اسال الله بمنه وكرمه ان يتجاوز عنا ويغفر لنا تقصيرنا