بيئتك... هل تُهدِّد صحّتك؟؟؟؟ طرح للمشاكل والحلول
مجتمع رجيم / مسجات الجوال
كتبت :
سحر هنو
-

بيئتك... هل تُهدِّد صحّتك؟

للبيئة التي تعيش فيها تأثير كبير على رفاهتك،
من الشوارع المحلية التي تعجّ بمطاعم
المأكولات السريعة إلى المكاتب التي تفتقر إلى
النور الطبيعي... تعرّف إلى مخاطرها وإلى
الطريقة التي تحافظ بها على نمط حياة صحي.

كان يوم عمل شاق، وثلاجتك فارغة والمتاجر
الواقعة على طريق منزلك لا تبيع سوى
مأكولات جاهزة. لذلك تختار شراء البيتزا على
الرغم من الدهون والملح والسعرات الحرارية
التي تحتويها. لسوء الحظ، لست الوحيد في
ذلك. ثمّة آلاف الأشخاص الذين يعدّون وجبات
سريعة وسهلة وغير صحية.

يعتزم معظمنا تناول طعام صحي، ممارسة
الرياضة بانتظام واتّباع نمط عيش صحي. لكن
غالباً ما تفشل خططنا بسبب عوامل البيئة التي
نعيش فيها: فالمأكولات الجاهزة، نقص
المساحات الخضراء، السلالم الكهربائية التي
تنقلنا من دون جهد، والمكاتب غير الصحية حيث
نعمل، كلّها تؤثر على سلوكنا على الرغم من
حسن نوايانا. تسهل مجاراة التيار، لكن غالباً ما
يكون هذا التيار مضراً بصحتنا. وفق صندوق
بحث السرطان العالمي، قد ترخي البيئات
المحلية والمبنية بآثارها العميقة على صحّتنا.
فتنعكس على مستويات النشاط الجسدي وكمية
الدهون في الجسم، وعلى احتمال إصابتنا
بأمراض عضال بما في ذلك السرطان. لذلك يجب
تشجيع الحفاظ على الصحة في المجتمعات
المحلية، ليشكّل ذلك جزءاً لا يتجزأ من تصميم
مساحات العمل والعيش.

للتمتّع بالصحة والرشاقة، لا بد من تقييم
المخاطر واتّخاذ الخطوات المناسبة لإحداث فارق
في حياتنا. إليك بعض المخاطر التي تحدق بك
وكيفية معالجة آثارها على رفاهتك.

حين يكون العيش سهلاً؟؟؟؟

تشجّع العوامل البيئية المحيطة بنا على حياة
الخمول: المصاعد والسلالم الكهربائية، استخدام
السيارة لمسافات قصيرة بدلاً من المشي على
الأقدام، وغيرها. قد يستمر المرء في التجوال
لوقت طويل بسيارته بحثاً عن موقف قريب من
المتجر الذي يرتاده بدل أن يمشي بضع خطوات
إضافية. في هذا الإطار، صُمّمت تمارين مقتبسة
من حياتنا اليومية التي يمضيها معظمنا في
المكتب.

عادةً، يعيق تصميم المباني، الشوارع وغيرها
من الأماكن المفتوحة في المدن، نشاطنا
الجسدي. فبالكاد نستطيع عيش حياتنا بشكل
ناشط، وباتت التمارين التي كانت تشكّل جزء
اً طبيعياً من حياتنا تتطلّب تحفيزاً كبيراً أو جهداً
خاصاً، لارتياد ناد رياضي مثلاً أو الخروج للجري.
وفي المنزل أيضاً، يعزز محيطنا حالة الخمول
لدينا، بدءاً من أجهزة التحكّم عن بعد، الأجهزة
الكهربائية، الكنبات المريحة وأجهزة التلفزيون
الضخمة، فضلاً عن ألعاب الكومبيوتر وتصفّح
الإنترنت.

الحل

لإضفاء مزيد من النشاط على حياتك، إبدأ
بالتدقيق في الفترات كافة التي تؤاثر فيها
الخمول وفكّر في كيفية تحويلها إلى جو أكثر
نشاطاً. كل تغيير بسيط، كصعود السلالم في
المتاجر الكبيرة، النهوض لتغيير قنوات
التلفزيون باليد، والنزول من الباص قبل محطة
واحدة من نقطة الوصول، يضيف الكثير من
النشاط ويحرق السعرات الحرارية أسبوعياً.
لا تدع بيئتك تستنفد مستويات رشاقتك، فحتّى
جولة تسوّق قد تكون بمثابة تمرين، واستخدم
عدّاداً للخطى للحرص على القيام بعشرة آلاف
خطوة يومياً. مع أنه من الصعب الحفاظ على
الرشاقة والصحة في المدينة حين تكون محاطاً
بالطوب، والفولاذ والاسمنت، عزّز صحّتك عبر
التوّجه إلى المساحات الخضراء المفتوحة، إما
لممارسة التمارين أو لتحسين حالتك النفسية.
متاجر البيع بالتجزئة

لسوء الحظ، تزخر الأطعمة الجاهزة والسهلة
\
المنال بالدهون، الملح، والسعرات الحرارية،
لأنها تدوم لوقت طويل. كذلك تحتوي على
مكوّنات بخسة الثمن وتدر هوامش أرباح أعلى

وكلّما زاد عدد متاجر البيع بالتجزئة في محيطك،
يصبح من الصعب مقاومتها والحفاظ على
الرشاقة. في هذا السياق، ربطت الدراسات بين
هذا النوع من المتاجر ومستويات البدانة.

بحسب الدراسات، إن كان يتوافر كثير من متاجر
الأطعمة السريعة وقليل من المكوّنات الطبيعية
والخضار والفاكهة على مسافة 800 متر من
مقر سكنك، ستعاني على الأرجح مشاكل في
الوزن.

يُشار إلى أن عدد مطاعم المأكولات السريعة
ومتاجر البيع بالتجزئة الكائنة في محيط معيّن
حيث يعيش المرء، ذو صلة باحتمالات أن يصاب
هذا الشخص بالبدانة. قد تساعد نتائج هذه
الدراسات على تفسير الملاحظة القائلة إن تركز
مطاعم المأكولات السريعة الجغرافي مرتبط
بحالات الوفاة ودخول المستشفى بسبب مشاكل
تاجية حادة.
الحل

حارب المغريات في منطقتك عبر الاحتفاظ
بمخزون كبير من المكوّنات والوجبات الصحية
في المنزل. إن كنت عاجزاً عن التسوق يومياً،
أعدّ وجبات من الطعام الصحي للثلاجة، كصلصة
المعكرونة بالطماطم وحساء العدس، أو ضاعف
الوجبة حين تطبخ في المرّة الثانية وجمّد
النصف للوجبة المقبلة. سيزول الجليد عن
الأطعمة الصحية بالسرعة عينها التي قد تشتري
بها طعاماً جاهزاً.
خطّط وجباتك مسبقاً لكي لا تشعر بالإغواء حين
تشعر بالتعب، أو احتفظ بعلبة من الفاكهة
والخضار العضوية.
الحياة في العمل

لمناخ العمل تأثير على صحتك أيضاً. على
الأرجح تمضي معظم يومك في العمل، لذا فإن
الإضاءة، ونوعية الهواء، وآلات البيع كلّها أمور
ضرورية لرفاهتك.
الحل

إبدأ بتحديد مدى سلامة المكان الذي تعمل فيه.
ابتعد قدر الإمكان عن آلات الطباعة والتصوير،
لأنها قد ترش جزيئات صغيرة من الغبار ما
يصعّب عملية التنفس. وما تنظر إليه فضلاً عن
الإنارة قد يؤثر عليك. إن كنت تملك الخيار،
استخدم مكتباً فيه قدر الإمكان من الإنارة
الطبيعية أو آخر يطل على مساحة خضراء. إن
كان المنظر غير جذاب، ضع نباتات على مكتبك
وبعض اللمبات للإنارة.

أطلب من رب عملك إضافة بعض الخيارات
الصحية الى آلات الوجبات الخفيفة، أو أحضر
معك طعامك المغذّي. احتفظ بوجبات خفيفة
صحية على مكتبك أو في ثلاّجة مطبخ المكتب.
جرّب الفاكهة المجففة والجوزيات، اللبن المحلّى
القليل الدسم، الخضار النيئة وبسكويت الجاودار.
أعد الحساء في المنزلي لأنه قد يحتوي على
سعرات حرارية منخفضة، ويطلق الطاقة ببطء.
حضِّر إذن حساءً يوم الأحد، سخّنه مجدداً قبل
الذهاب إلى العمل وضعه في قارورة. بإمكانك
كذلك الأمر إعداد عصير من الجزر والتفاح
والزنجبيل في المنزل من دون إضافة السكر.
حتّى لو كان زملاؤك في العمل يستخدمون
المصعد، إصعد السلالم عند الإمكان. وحاول
القيام بنزهة سيراً على الأقدام لمدة عشر إلى
عشرين دقيقة، إذ من شأن ذلك تصفية ذهنك
والحفاظ على نشاطك.
مجال للتنفّس

الذهاب إلى العمل سيراً على الأقدام، أو ركوب
الدراجة الهوائية أو الجري في المدينة مفيد
لصحتك، لكن لا تحبط منافع ذلك كله عبر تنفّس
الهواء الملوّث، الذي يعتبر من أكبر المخاطر
الصحية في البيئات المحلية. من العوامل
الرئيسة المسببة للتلوّث الأوزون، الذرّات الدقيقة
وأحادي أوكسيد الكربون. تهيّج هذه الملوّثات
الرئتين وجهاز التنفس، وقد تفاقم مشكلة الربو
أو التهاب الشعب الهوائية.

وفق الباحثين، قد يلحق الهواء الملوّث الضرر
بالقلب والرئتين عبر التسبّب بالتهاب وتهيّج في
غشاء منفذ الهواء. بنتيجة الأمر، يُفرَز مزيد من
المخاط والبلغم، فترد العضلات الصغيرة
المحيطة بمنفذ الهواء عبر التقلّص. تزداد عندئذ
عملية التنفس ويصبح من الصعب إدخال
الأوكسيجين إلى الجسم.
الحل

لتخفيف الخطر، تجنّب الجري على أو بالقرب
من الطرقات المزدحمة بالسيارات، لا سيما
ازدحام الباصات أو الشاحنات التي تبعث دخاناً
مؤذياً يتألف من الذرّات الدقيقة. تحاشَ كذلك
الأمر ممارسة التمارين في الفترات التي يبلغ
فيها معدل التلوّث ذروته. حاول سلك طريق أكثر
هدوءاً وبعيداً عن الشارع الرئيس للابتعاد عن
زحمة السير في ساعات الذروة وتفادي الركوب
على دراجتك الهوائية وراء دخان السيارات.
يقترح العلماء إذن ممارسة التمارين صباحاً
ومساءً، إذ أن مستوى التلوّث يكون عند أدنى
مستوياته.

بقلمى من جريدة الجريدة

(بنت اسكندرية)
