حين تفقد الأشياء رونقها وتغدو باهتة تنكمش معانيها
بعيداً عن الحقيقة... ربما لا يكون هذا الرونق حسياً..
مثل الورد.. كلها تبدو متشابهة في شكلها الخارجي
ولكن من يستطيع الجزم بوجود الرحيق أو عدمه؟!
يقال أن للنحل قرون استشعار تسطلع نسيج الورود
الرقيقة وتكشف عن سر رحيقها دون إذنها..
ماذا لو بقي الرحيق في أحضان الورود ولم ترشفه
أي نحلة هنا أو هناك؟! هل سيغدو يوماً ما عسلاً؟!رغم
أنه ملك للورود وهبها إياه خالقها الكريم.. إلا أنها تعجز
عن تذويبه ليصبح عسلاً يذوب حلاوة وطيباً..
يأخذ النحل الرحيق ويخرجه عسلاً.. بقدرة أودعها الله
فيه.. كيف يغير طبعه في أحشائه؟!
هل تعرف الورود مصير رحيقها بعد رحيله عنها؟! هل
تدرك أنه يمسي فاخر الشكل و المضمون؟ وهل يعرف
النحل طعم العسل؟
لماذا لا نعرف نحن كيف نأخذ الكلام دميماً ونخرجه
جميلا هل عجزت عقولنا عن الربط بين جمال الكلمات
ووقعها الرتيب؟ حروف اللغات ما تغيرت منذ خلقت هي
ذاتها التي صيغت منها قصائد الهجاء زخرف بها الشعراء
مديحهم وجملوا ترانيم الغزل..
وجوه الكلمات مستديرة ولينة للغاية تأخذ ما نعطيها من
الأشكال بلا اعتراض أو مضض.. لكني أظنها تمتعض
إذا عانقت بعضها رغماً عنها في معنى جامد أو بشع.