align="left">
مرهقة أنا الى اقصى حد، ففي هذا
الفراغ الثقيل الذي يزحف في مفاصلي
اشعر بزمام الخواطر تمر بي كالإعصار
كالنزيف وتجلدني من دون رحمة.
حاولت مرارا ان اتجلد واتماسك، ان أخبئ
جروحاتي في قلبي لكني لم استطع ان ألجم
كلماتي المبتلة بالاشتياق وكأنها وحدها الملاصقة
لحنيني وخيبتي ونبض خواطري.
ولا اعرف كيف اهادن عواطفي واشغل نفسي
عن كل ما يذكرني بك أبي ؟ لا انكر انني كنت
فخورة بك وانني معك ادركت حقيقة عمري وانت
تخبرني ان البنت سر أبيها . واعتقدت انك درعي
في وجه الحزن والانهيار، وانك ستجعل مني زورقاً
يمضي الى مرافئ الشروق. لم اصدق ما حدث حين
اغلقت الباب وراءك ومضيت الى عالم الارواح تاركاً
القلب المتعب يتجرع مرارة الجهل والخذلان.
أفتقدك الى حد الألم الذي يجعلني اكتب لك تحت
وطأة الغضب، يؤلمني هذا الشعور بالهزيمة الذي لا
يغادرني. يؤلمني عجزي عن الاجابة عن تساؤلات
وتؤلمني أكثر شراسة " تاء التانيث " التي استنزفت
قدرتي على تحقيق أحلامي، ألأنني انثى فقط ام
لأنني انثى في زمن الرفض والزيف والاغتراب.
ابتي.. غيابك جعلني أكثر ضعفا وتعاسة، ثم اسقطني
في الخيبة، لكن أشياء منك ما زالت ترتمي كالثلج
كالنشيد في صحراء القلب، لم تستطع المسافة أن تحجبها
او تلغيها، وستظل كلماتي إليك تنزف صدقاً وتنشد زمناً
مضى كلما هبت ريح النسيان لتمحو بصمات كل الذي
كان بين اب و ابنته.