اقبلي ضيافتي .." تأملات ~.؛*•ًّْ ْ،'*• حكم و حكايات "
مجتمع رجيم / فيض القلم
كتبت :
نور الله دربي
-
لقد دمرت أمي حياتي بعدما دمرت شخصيتي .
لست أبالغ بل أقول الصدق. فمنذ صغري وأمي
تتحكم فيَّ كدمية لايحق لها الاعتراض.
منذ طفولتي كانت أمي تقرر ماذا آكل ؟ وماذا
ألبس؟ وأين أنام؟ وأين أذهب؟ كنت إذا رغبت
ارتداء ثوب ما، أصرت أن أرتدي الثوب الذي
يناسبها.. بل إنها أصلاً لم تكن تشتري لي الثياب
التي تعجبني أو ترضي ذوقي، بل تشتري الثياب
التي تعجبها وتوافق ذوقها، وإذا اعترضت أو
رفضت، يكون مصيري التعنيف والإهمال.
حتى الطعام ، لم يكن لي الحق في أن أقول :
أريد هذا ولا أريد هذا، بل لا بد أن أتناول الطعام
الذي تعده أمي والذي تريده أمي.
وعندما كبرت، اكرهت على دراست تخصص لا ارغب
فيه ولم يكن لي رأي أو حيلة .
وعندما أصبحت يافعة كنت شابة مدمرة ليست لها
شخصية ، بل ليس لها رأي ..!
أذكر في إحدى المرات ، أحضرت إحدى الصديقات
صورا لإكسسوارات ، وأخذت تستشير جميع الصديقات
أيها يناسب ثوب زفافها ؟ وعندما أرادت معرفة رأيي،
سكت ولم استطع أن أعرف أيها أجمل، فقلت لها تهرباً
من الموقف: كلها جميلة .. فقالت : نعم أعرف أنها جميلة
لكني سوف أرتدي ثوباً واحداً، إختاري لي قطعة واحدة فقط.
زادت حيرتي ونفصد العرق من جبيني، فما الحل..؟ ، لا
أعرف في الحقيقة أيها أكثر تلائم وجمالاً.. نعم أنا أميل
لواحد بعينه ، لكني أخاف أن أبدي رأيا.. وتهربت من السؤال
بتكرار الجواب: جميعها على درجة من الروعة وأنت صاحبة
القرار..
عندما أصبحت في سن الزواج اختاروا أهلي العريس " ابن
عمي" وقرروا زواجي به دون غيره بحكم التقاليد ورضخت كما
هو الحال دائماً.
لكن الصدمة انه هو من رفضني لقد كسر العرف والتقاليد
وتزوج من أجنبية اثناء دراسة في بعثة بالخارج .. تنازل
عني، وتركني لأمي تحركني كما تشاء! .
أعتقد ذلك !
![](http://www.saawa.com/vb/saawa/up/76258.gif)